مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2020/07/24 17:05
درب يمنية

في نهاية الثمانينات كرست وقتي لكتابة رواية بخط اليد تجاوزت 500 صفحة بعنوان "درب يمنية"...

أثبت عبر هذه الرواية قدرة الوجود المسلم في أمريكا علي إحداث الفارق في تعامل المؤسسة السياسية الأمريكية مع قضايا الإسلام و المسلمين.

و أستطعت تقديم نموذج المسلمة الأمريكية من جذور يمنية امريكية المتوافقة مع قيم الحرية و الكرامة الأمريكية و مزجها بقيم العفة و الإستقامة الأخلاقية الإسلامية. فكانت ندي قاضي خير امريكية للإسلام و المسلمين و أمريكا شعبا و دولة.

من جذور يمنية أمريكية، أبوها يمني و أمها أمريكية مسيحية اسلمت. فقدت أمها في حادث السيارة و هي بعد في الخامسة من عمرها كرس أبيها حياته لإبنته الوحيدة و لم يعد الزواج بيمنية أراد ان يرسلها له إخوانه في اليمن...

جاء فقيرا أبوها لأمريكا و خطوة خطوة كون ثروة ضخمة بالحلال فقد كان مسلما يخاف الرب تعالي. ربي إبنته "ندي" علي قيم الإسلام و حجبها بمجرد ما بلغت سن البلوغ و سعدت بحجابها ندي و اكملت مشوارها الدراسي و تخرجت إعلامية و بدأت مشوارها كصحافية في جرائد صغيرة ثم مهنيتها العالية و جودة عملها سمح لها بأن تفوز بمنصب رئيسة تحرير ر جريدة الهيرالد تريبون و هنا توفي ابوها تاركا لها ثروة ضخمة فقسمتها بحسب الشرع الإسلامي و قد ضمن وصيته والدها بند أمر فيه اخيه الأصغر و هو مهندس نفط بأن يسند إبنته إلي يوم زواجها.

فهاجر عم ندي مع عائلته إلي أمريكا ليكون إلي جنب ندي بينما العائلة الكبيرة لم تتفهم رغبة والد ندي المتوفي و طالبوها بمغادرة أمريكا و تلحق باليمن و العيش تحت سلطة الجد الأكبر فبالنسبة لهم لا يجوز للمسلمة الشابة الفاتنة أن تعيش لوحدها بدون ولي أمر في امريكا اللادينية. إلا أن عمها الأصغر بإصراره علي قراره اسكت الأصوات المحتجة في العائلة و هكذا إستمرت ندي قاضي في العيش في امريكا و هناك كرست جزء من وقتها و مالها لبعث مؤسسة تعني بتمويل مشاريع ابحاث طلبة مسلمين في امريكا و إعادة توطين الأبحاث و الإخترعات في دولهم الأصلية و أسست مؤسسة تعني بالشؤون الإجتماعية للمسلمين في امريكا.

في مرحلة من مشوارها المهني و بمناسبة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية أعطت لطاقم صحافييها اوامر بمتابعة الحملة الإنتخابية لمرشح امريكي مستقل "جيمس كارلايد" فقد كان حامل لبرنامج إنتخابي رئاسي واعد بما فيه إستقلاليته عن اللوبي الإسرائيلي و عند تعرفه عليها يتعلق المرشح الأمريكي العازب بندي لكنها ترفض الإرتباط به بإعتبار أن إسلامه سيخفض حظوظه في الفوز بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية إنما ستلعب دور محوري في المصالحة الإيرانية الأمريكية ...

في 2018، كنت جالسة في إحدي قاعات السفارة الأمريكية بالجزائر و تقدمت أمام الحضور سيدة امريكية ديبلوماسية مسلمة بحجابها لتعلن :

بإمكان المسلم الأمريكي أن يخدم بلده بتفعيل قيمه الإسلامية و إحترام قيمه كأمريكي و حينما يشكل عليه أمر من أمور الحياة فعليه بمراجعة إمامه و هكذا تكون حياته متناغمة مع شرع الله و مواطنته الأمريكية.

بعد ما أنهت تدخلها صفقت لها بحرارة سعيدة بأن موضوع "درب يمنية" رأيته حيا مجسدا أمامي من خلال هذه الديبلوماسية الأمريكية المسلمة الملتزمة. 

 

أضافة تعليق