مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2020/08/08 06:52
حزب الله...والوصاية الفرنسية!
سيف الهاجري
(لبنان صورة للغرب في الشرق والحدود التي تنتهي عندها الحضارة الغربية) إميل إده رئيس لبنان ١٩٣٦-١٩٤١م
 
فجأة وبعد الانفجار المريب في بيروت نزل الرئيس الفرنسي ماكرون لميدان الحدث، وقبل أي مسئول لبناني، ليرسل رسالة واضحة للجميع بأن فرنسا حاضرة في لبنان ولم تغب عنه منذ أن أصبح من نصيبها بعد تقسيم أقاليم الخلافة العثمانية بعد مؤتمر فرساي ١٩١٨م وفق إتفاقية سايكس بيكو  ١٩١٦م مع بريطانيا!
 
فالوصاية الفرنسية على لبنان لا تزال قائمة وفق التفاهم الغربي والدولي في تقاسم الإقاليم العربية!
 
فالملف اللبناني عندما يطرح على موائد القوى الدولية فهو شأن فرنسي بصفتها حامية المسيحيين الكاثوليك في الشرق.
 
إن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان وتجاهله للجميع كشفت مدى وظيفية الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وكشفت صورية الاستقلال الذي منحته فرنسا للبنان عام ١٩٤٦م.
 
وعندما خاطب ماكرون الشعب اللبناني من قلب بيروت سقط مع خطابه كل شعارات المقاومة والتحرير التي رفعها حزب الله وانكشف أمام الجميع أن هيمنته السياسية والعسكرية على العاصمة بيروت عام 2008م لم تكن إلا بضوء أخضر من الوصي الغربي!
 
لقد سقط قناع حزب الله الوظيفي وانكشف في عقر داره، وغاب تماما عن المشهد السياسي مع حضور الوصي الفرنسي في حدث هز المنطقة بأسرها!
 
لقد أرادت فرنسا ومن ورائها أمريكا وإسرائيل أن تذكر الجميع بما فيها إيران وحزب الله بأن عليهم الإلتزام بحدود أدوارهم الوظيفية المرسومة لهم وعدم تجاوزها وأهمها مواجهة الثورة في سوريا وحماية نظام الأسد والنفوذ المسيحي في لبنان.
 
فالثورة العربية كشفت وظيفية النظام العربي والأحزاب العلمانية والقوى الطائفية كحزب الله مما اضطر للمحتل الغربي إلى التدخل المباشر وآخرها نزول ماكرون في بيروت!
 
لقد انتهت المنظومة الوظيفية التي بنتها القوى الصليبية على أنقاض الخلافة العثمانية من دول وأحزاب وجماعات ، ودخلت المنطقة بأسرها مع ثورة الربيع العربي مرحلة تحرر من الاحتلال الغربي ووصايته وسقوط كل أدواته الوظيفية وعلى رأسها حزب الله ومليشياته الطائفية!
 
‏﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾ 
 
الجمعة ١٧ ذو الحجة ١٤٤١هـ
٧ / ٨ / ٢٠٢٠م
أضافة تعليق