مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2021/03/13 00:23
السلام عليك أيها النبي

بقلم: مها المحمدي
 
على محك بسيط لا أجهد فيه قلمي حيث لا موضع هنا للاختلاف ، ولا موضع 
لاعتساف التاريخ ولا لاعتساف الفروض . وإنما يحتكم فيه العقل ، العقل الذي لا يصدق على المخُتلف عليه ، ولكنه يعرف غير ذاته ويختبر غيرها .
 والتفكر في رحلة الاسراء والمعراج في كل عام يأتي من قبيل اختبار العقل لغير ذاته .
 فتقديم جبريل – عليه السلام -  النبي - صلى الله عليه وسلم -  للصلاة بالأنبياء إماماً في المسجد الأقصى - فك الله أسره - محراب الأنبياء من عهد أبيهم إبراهيم -  عليه السلام -  دلالة  على أنه ً- صلى الله عليه وسلم -  الرسول الخاتم الأعظم والرئيس المقدم فهو "سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ " .
 صورة كاملة لا يستطاع فيها أكثر مما استطاع ، إلا من العودة إلى الخلف لاستحضار أخذ الميثاق على الأنبياء الذي هو بمنزلة الاستحلاف ، وذلك في قوله تعالى:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) ( 81 ) آل عمران
وصورة أخرى من صور احتكام العقل ، فُرضت الصلاة على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرحلة ، وفي التشهد الأول والأخير :" التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله "
" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. "
ووضع بسط اليدين وضم أصابعهما ثم الإشارة بالسبابة اليمنى إلى القبلة تهيأ للدخول على الحضرة الشريفة ، ففي السلام على النبي الأكرم – صلى الله عليه وسلم – بالمخاطب الحاضر
 " السلام عليك أيها النبي " لا بالغائب " السلام عليه أو على النبي " سلام المحبوب المعظم الحاضر في الخمسة الفروض والنوافل لا سلام أحباب الغياب .
ذوات الأنبياء ذابت في إمامته – صلى الله عليه وسم – وذواتنا تذوب في اليوم والليلة في حضوره مسألة يقينية ، لا نلبس فيه المسوح تعبداً ولا نعبد صنم ولكن المحبة نسب قريب جداً.
 
 

أضافة تعليق