مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2021/05/08 10:56
واجب الذاكرة و إختبار المصداقية

نعيش اليوم علي وقع ذكري تعود في كل عام منذ أكثر من نصف قرن ذكري مجازر قالمة خراطة، واجب الذاكرة محمود في ذاته.  إكراما  و وفاءا لذكري شهداء ماي 1945 لا بد لنا من توريث أبناءنا دولة عادلة مزدهرة و هذا في متناولنا، و أهم المهام المناطة بنا بناء الفرد المعتد بهويته تاريخه و إنتماءه الحضاري. فالزمن يتحرك إلي الأمام و ليس إلي الخلف و تجديد العهد يكون عبر ممارسة واعية و مسؤولة لحقوق و واجبات المواطنة.

اليوم لدينا جيل يسمع عن تضحيات المقاومة الوطنية لكنه سلبي...ينظر إلي الماضي بإنتقائية، يجهل الكثير و يقفز علي حقائق تاريخية و يريد تحقيق ذاته بأقصي سرعة و أكثر ما يحسنه التذمر من الأوضاع المعيشية "لماذا علي الهرب إلي الضفة الأخري للعيش ؟"يسألنا هذا الجيل الذي هو في عجلة من أمره....

يهمنا رفع التحدي و العمل علي تمكين هذا الشباب من فرص العيش الكريم في ارضه لكن الأهم أن يفهم الجميع :لا شيء نحصل عليه بدون مجاهدة النفس الأمارة بالسوء و لا شيء يعطي هكذا بل المطلوب و المتوقع المشاركة و القبول بما هو متاح و السعي إلي التطوير و التنمية.

فالتضحيات الجسام التي ما فتيء يبذلها الشعب الجزائري علي مدي 132 سنة من الإستدمار الفرنسي أججت شعلة الأمل و الإيمان بمصير سيد، فمن المعيب تناحر الطبقة السياسية اليوم علي مرأي و مسمع من شباب ملول.

مشروع المجتمع الضامن لصيرورة سليمة كان وسيظل ضمن ثوابت الدولة المقررة في الدستور غير ذلك نحن نغالط أنفسنا و أبناءنا و نخون تضحيات الشعب الجزائري. آن الأوان لمراجعة ذاتية تضع كل أحد أمام مسؤولياته التاريخية و الوجودية و إلا يكتنف مسعانا قدر كبير من النفاق. لنصدق مع أنفسنا أولا هكذا نتمكن من إجتياز أدق الإختبارات :إثبات مصداقيتنا...
www.natharatmouchrika.net

أضافة تعليق