مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2021/07/13 19:40
شذرات  مختصرة عن شيخنا العلامة العمراني..
كتبت كثيرا عنه من قبل بالرغم اني لم الازمه إلا بعد التخرج من الجامعة وقد درست عليه في الجامعة الدراري وبعض إرشاد الفحول وشيئا من بداية المجتهد..
اما في جامع الزبيري فالحمدلله فأخذت لسنوات من بعد الفجر إلى صلاة العشاء وبعض الدروس الخاصة علما مباركا ونافعا..
ومن خلال الملازمة القصيرة لاحظت اخواني اليمنيين من مختلف المحافظات والجهات واالبيئات ياتون قاصدين شيخنا القاضي بحثا عن الفتوى والنصح على مدار اليوم رجالا ونساء الي مسجده وبيته.
و لكثرتهم وخبرته بهم كان يتوسم مشاكلهم قبل أن يتكلموا .
قال مرة وهو ينظر لشخص داخل المسجد.. : هذا طلق!!
وقال مرة عندما دخل احد تلامذته الكبار قال هذا كذا وذكر مشكلته .
ولا يخلو يوم من الإجابات والردود الكتابية على عشرات الفتاوى حتى كلت يده وأصيبت وكان خطه ختما معتمدا..
ولقد جمع العزي الجومري رحمه الله مخزنا من تلك الإجابات..
وكان المفتي ألعام العلامة الجرافي رحمه الله يحيل عليه كثيرا ناهيك عن الفتاوى المباشرة والشفهية اليومية ولكثرت الاتصالات قيل ان زوجته حفظت الجواب لكل سؤال..
*ولغير الفتوى أيضا :
و يقصده الناس شفاعة او لحلول أمورهم ومشاكلهم الاجتماعية وغيرها. فاحيانا يمشي بنفسه وقد يتصل مباشرة بالمسئول وأحيانا يكتب للمختصين من الوزراء والمسئولين..
ولا يكتف بالفتوي المجردة بل يسال عن حال المستفتي
وبعض الملابسات وكان يشدد على اللعابين في القضايا الأسرية وياخذ عليهم العهد بالتوبة وعدم التلاعب..
وكان يخرج للقبائل للصلح بينهم..
*عضو مجلس النواب :
ممن اختارهم الرئيس السابق لعضوية مجلس النواب شيخنا وكان يعلق على تلك الجلسات بأنها تحتاج إلى بدل صبر عندما سئل كم تأخذ بدلات ...
*نجم المجالس :
إذا دخل المجامع الكبيرة كان نجمها وحيثما جلس كان صدر المجلس ولكثرت طلابه كان لا يستطيع أن يتحرك ..
ويذكر انه التف حوله الناس في الحرم المكي ولفت نظر إدارة الحرم فاستضافه مدير أمن الحرم " سمير البركاني" وقال له بأنه يربد السلام عليه فقط أو نحو هذا..
* السيل الجرار :
من أهم وآخر ما كتبه شيخ الإسلام القاضي الشوكاني وكان شيخنا يدرسه وقت السحر قبل سبعين عاما خوفا من المتعصبين والإماميين ومع ذلك الاحتياط رفع به تقرير الي الامام احمد تقريبا..
* هارون الرشيد وابوحنيفة :
يقول رحمه الله تعالى حصل انه في إحدى رحلاته انه صادف في مطار تونس ان أقبل عليه مجموعة فتيات يقلن : ياشيخ انت تذكرنا بالخليفة هارون الرشيد والإمام الاعظم ابوحنيفة وطلبنا ان يأخذنا معه صور تذكارية فقبل بشرط ان تكون صورة له وحده بدونهن..
*تواضعه :
لا نظير له فيمن عرفت لطافة وذوقا ومتاحفة وبساطة وفي المسجد يجلس كطلابه ولم يفاخر ابدا بعلمه ولا مكانته بل كثيرا ما يقول الله اعلم ولست بعالم وشوفوا عالم غيري وهو الإمام ولم يكن متكلفا في التدريس ولا طرح المسائل ولا بفصاحة اللغة وهو إمام العربية والمنطق .
إذا جاءه تعقيب عليه اذاعه ونشره وقرأه بنفسه ويفرح بذلك..
وكان يقول بفتاوي من سبقه من أئمة مذاهب اهل السنة ويذكر أقوال المعاصرين سيد سابق ورشيد رضا والقرضاوي و ابن باز والعثيمين وسئل مرة عن فتوى للشيخين ابن باز والعثيمين ما قولك فقال :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم.... إذا جمعتنا ياجرير المجامع
وكان له صداقة خاصة وملاطفة بالشيخ ابن باز..
وقد سأل الشيخ ابن باز مرة من أكبر انت ام القاضي الفسيل فقال القاضي الفسيل من تلاميذي إلا أنه لا يعتني بنفسه وذكر كلمة بالعامية...
*الزهد :
ولانه لم يكن عالم سلطة ولا من أصحاب الظهور والبحث عن المطامع كان يعيش حد الكفاية والوسط وهو مع هذا يواسي طلابه المحتاجين.ويتفقدهم..
واذكر انه في احد دروسه خلط في بعض المسائل فسالت ما للشيخ فقال احد المقربين زوجته مريضة والحمدلله تيسرت أموره تلك الليلة واسعفت الي مصر وكان في اليوم الثاني مسرورا..
*السياسة :
كان يكره تدخل السياسيين في الخلاف بين العلماء واستغلال ذلك ويقول عن الاستخبارات التي ترفع التقارير حمقى واحمق منهم من يصدقهم..
*دروسه *
كان مسجده لا يتوقف عن الدروس إلا أيام الأعياد
وفي جامع الزبيري تم دراسة مصادر السنة وامهات المصادر في الفقه والتفسير السيرة ..
الاسبوع كله تدريس بلا إجازات ..
تبدأ الدراسة من بعد الفجر إلى صلاة العشاء..
قامت ثورة ٢٦ سبتمبر وطلاب من جيزان وضمد وابوعريش يدرسون لديه في صنعاء ..وتوسط لهم بطائرة تنقلهم.لانهم كانوا بلا جوازات..
تتميز دروسه انه دائرة معارف وثقافة موسوعية ومتاحفة جذابة لا يجيدها غيرها رحمه الله...
وكان يكرر المسائل التي عليها العمل في مختلف العلوم
*مذهبه*
هو امتداد مدرسة فقهاء اليمن " والفقه يمان" مذهب العلماء المصلحين المجددين الشوكاني والأمير والجلال والمغربي والرباعي والمقبلي والوزير..وغيرهم من علماء الأمة ..
يدورون مع الادلة فمرة مع الإمام الاعظم وأخرى مع الشافعي وهكذا وكما يقول الإمام الشوكاني عصي الجمهور قوية..
واستيعاب شيخنا لأقوال هذه المدرسة خاصة مدهش وكذلك أقوال الأئمة الأربعة ..
رأيته يناقشه من كتب في الاختيارات لبعض العلماء فيقول هذا ليس اختياره و وبعد مراجعات يكون شيخنا هو الصواب.يحصل هذا كثيرا .
*نيل الاماني من فتاوى القاضي العمراني "
عنوان لكتابين أما الأول فموسوعة موجودة على النت اغلبها فتاوى الاذاعة كان الفضل في إخراجها من الوزارة للشيخ د أحمد المصباحي والشيخ د. صفوان مرشد وكان ترتيبها واعدادها والزيادة عليها وعرضها على شيخنا القاضي ثم طباعتها للشيخ عبدالله ذيبان..
واما الكتاب الثاني فهي فتاوي كتبها الشيخ نعمان الوتر
واجاب عنها شيخنا وفيها ما لا يوجد في موسوعة الشيخ ذيبان والكتاب متقدم في الصدور.
*نيل الوطر :
سألت عن بعض التراجم الغريبة فقال وهل قرأت ترجمة جدي قلت نعم واطلعت على منظومة المدلسين الموجودة في الكتاب..
*المحطوري :
مؤسس مركز بدر طلب من شيخنا ان يدرس عليه كتابا معينا فرفض شيخنا وقال له هذا الكتاب في قدح للصحابة وحاول المحطوري ولم يقبل تدريسه ابدا .
قال له مرة احد طلابه من صنعاء بأنه حضر جنازة وفيها المحطوري وفلان وفلان من متعصبة الشيعة فعلق عليه الشيخ وهل رأيت معهم آية الله الخميني...
*مقلع :
قلت له مرة توفي الحسن بن يحيى حميد الدين فقال مقلع..
قال كان يؤذينا..
*معاناة :
وللتعبئة المقيتة ضد شيخنا اوغروا بعض المغفلين ضده ولدرجة انه كان يرسل له من يشتري له احتياجات البيت.. قال أحد الجزارين لمن هذه اللحمة للذي يحب الاوش.
يعني الخلفاء الثلاثة أبوبكر وعمر وعثمان.. الاوش كلمة تركية تعني ثلاثة..
وإذا حضر تشييعا كان المتعصبة يرفعون أصواتهم ويلووون اعناقهم باتجاه شيخنا خاصة عند قولهم على ولي الله..
وله مع العلامة قاسم العزي مواقف..
*راديو*
كان واسع الثقافة والمطالعة ومتابعة ما يدور وكان يراسل
إذاعة لندن وصوت أمريكا من قبل وقت مبكر.
ولقد باع منزلا كبيرا من أجل شراء رادبو.. وكان لا يملكها إلا القليل جدا وكان متابعا لمجلة المنار ومتأثرا بصاحبها رشيد رضا..
*القصيمي *
وفي إحدى زياراته الرسمية لمصر عرض عليه بعض رموز الأدب والثقافة في اليمن لزيارة القصيمي فرفض وقال انا ادرس الكتاب والسنة وهو ينكر الإسلام كله..رغم ان بعض كتب القصيمي التي صنفها قبل كفره مع شيخنا و منها حل مشكلات ااالاحاديث وقد أخذته استعارة..
*سلسلة الأحاديث الضعيفة :
في دروس الفجر يأتي بعض طلابه بشاي حليب او قهوة او عصير وأحيانا خبز طاوة او زلابية فيقبله وحينها حتى لا ننشغل بالنظر إليه يقول اكتبوا ويملي علينا الأحاديث الموضوعة؛ حديثا حديثا حتى ينتهي وكان مستحضرا لكتب السنة ومنها كتب الموضوعات ..
*الهدايا:
أما الملابس فكان يلبسها يقول تتطيبا لصاحبها ويريها مهديها خاصة إن كانت من طلابه واما الكتب ففي آخر الايام كان يهديها لطلابه.
ثورة ٤٨ :
وعند استباحة صنعاء دخل الأوباش بيته ونهبوا بيته و واخذوا الجبة التي عليه والساعة وكان كثيرا ما يسرد لنا قصة الحلبي مدير المدرسة الذي كان يحب النظام وأنه كان يقول انهبوا بنظام...
كتبت كثيرا من الفوائد والعجايب في تلك الدروس وكان احسن طلابه متابعة وتقييدا هو الإعلامي الرائع الشيخ عبداللطيف الصعر رحمه الله..
كان يكتب كل شئ وبخط جميل..
عموما بلغني انه سيكون غالب تراث شيخنا على النت قريبا اكثر من عشرة آلاف ساعة...
نسأل الله تعالى أن يتغمد شيخنا بواسع رحمته وأن يرفع درجته في عليين..

 
أضافة تعليق