مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2021/10/03 13:05
هل نحن في حاجة كمسلمين إلي الحزبية ؟
 

في الصدر الأول للمسلمين كان نظام الحكم قائم علي مبدأ إستخلاف الرب تعالي في العباد و الأرض.

و هذا المبدأ لم يمنح الخليفة معصومية بل كان الخلفاء الأربعة الراشدين يحكمون وفق مبدأ آخر : الإستشارة، ما خاب من إستشار.

و كان العمل بالمشورة أمر مفروغ منه لدي الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم و طبعا عملا بتقليد سيدنا عمر رضوان الله عليه كان يقبل الخليفة تصويب العامة له عندما يؤم بالناس في مختلف المناسبات.

و لا نقارن بين عوام المسلمين في الصدر الأول من تاريخ الإسلام و عوام هذا الزمان، لهذا اسمح لنفسي بطرح هذا السؤال :

هل عرف زمن الخلفاء الراشدين ظاهرة الحزبية أي تكوين تيار معين بتصور و مشروع معين لحزب و جمع المناضلين و خوض الإنتخابات لإحتلال مقاعد في البرلمان و مناصب في السلطة التنفيذية ؟

طبعا لا، لماذا ؟

لأن مبدأ الخلافة يعطي الصلاحية لعلماء الأمة و المستشارين في تصويب الخليفة أو الرئيس بمفهومه العصري إن أخطأ أو إستبد، و أي خليفة ملزم بتطبيق نموذج المجتمع المسلم الذي جاء به رسول الحق عليه الصلاة و السلام. فلا وجود لتيارات فكرية و إيديولوجية تبحث عن فرض تصورها للمجتمع المسلم، و لا وجود أيضا لنماذج متعددة للمجتمع المسلم بإعتبار تطبيق الشريعة يرافقه الحكم بالعدل وفق ظروف الزمكانية لكل خليفة أو رئيس.

فيا تري ؟

هل نحن اليوم في حاجة إلي الحزبية ؟ مع العلم أن لدينا أحزاب علمانية و ملحدة و عنصرية و و... و كل هذه الأحزاب لا نعتبرها إضافة مفيدة لمجتمعاتنا.

كمسلمين نحتاج إل حكم عادل نحتكم فيه إلي قضاء مستقل يعمل بشرع الله أولا و أخيرا و أما تحويل واقعنا إلي صراع علي السلطة من أحزاب ذات برامج متنافرة يقودنا حتما إلي تصادم و هذا ما نعيشه في عدد من الدول العربية مثلا.

هل الجماهير تتوق إلي العيش الكريم أو الي تناطح الأحزاب في البرلمانات ؟

ثم لماذا نسخ تجربة الغرب في تنظيم الجهة المشرعة في دولهم و المعلوم لدينا من يشرع هو الله و ليس عباده.

أضافة تعليق