مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/09/28 22:04
النبيُّ ﷺ كأنّك تراه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

وصفٌ لصفة وهيئة النبيّ ﷺ كما ورد في كتب الحديث وجاء في داووين السنّة:

• لونه ﷺ: لم يكن لونه بالأبيض شديد البياض، ولا بالأسمر شديد السمرة، بل كان وسطًا بينهما، وكان إلىٰ البياض أقرب. وكان وضيئًا مضيئًا كأنّ الشمس تجري في وجهه؛ كما وصفه أبو هريرة.

• شعر رأسه ﷺ: لم يكن شعره بالجعد القَطَطِ ولا بالسَبطِ؛ أي كان بين النعومة والجعودة، وكان إلىٰ النعومة أقرب. وكان يصل في طوله إلىٰ شحمتي أذنيه.

• شعر جسده ﷺ: كان ﷺ كثيف شعر الساق واليد وهذه علامة كمال الرجولة.

وكان مع ذلك أجرد شعر الظهر والصدر؛ يعني أن ظهره وصدره خاليان من الشعر، إلا من مسرُبة -شعر كالخيط الدقيق من أعلى الصدر إلىٰ السرة-، وبعض الشعرات القليلة أعلى ظهره حول الجلد الناتئ كبيض الحمام *والذي هو خاتم وعلامة النبوة.*

• طوله ﷺ: لم يكن ﷺ بالطويل البائن، ولا بالقصير الممغّط؛ يعني لم يكن طويلًا بحيث يكره لزيادة طوله، ولا قصيرًا بحيث تحقره الأعين لشدة قصره؛ بل كان وسطًا بينهما، وكان إلىٰ الطول أقرب. ولم يكن يماشيه أحدٌ مهما بلغ طوله إلا وكان النبيُّ ﷺ في نظر الرائي أطولَ منه.

• جسمه ﷺ: قالت أم معبد: لم تعبه ثُجلة: يعني بروز في البطن، ولم تزري به صَعلة: يعني نحف شديد؛ بل كان وسطًا بينهما وكان إلىٰ الامتلاء أقرب. ولم يكن يتقدّم بطنه ﷺ علىٰ صدره.

• أنفه ﷺ: كان ﷺ عرنين الأنف؛ يعني مستقيم الأنف في انحناء يسير يزيّنه، وكان يُرى أعلى أنفه نورٌ وضياء.

• عيناه ﷺ: كان واسع العينين، شديد بياض الحدقة، شديد سواد البؤبؤ، وكان يكسر هذا البياض الشديد شيء من الاحمرار اليسير يزيّن ويجمّل عينيه ﷺ، وكانت عيناه مكحلتين خِلقة، وربما زادها كحلًا وجمالًا باكتحاله.

• رمشاه ﷺ: كان «في أشفاره وطف» كما وصفته أم معبد؛ يعني في رموشه كثافة وطول، وهذا هو غاية ومنتهى الجمال في رمشي العين.

• ضخامته وقوته ﷺ: كان عريض المنكبين، ضخم المفاصل. في أطرافه كرجليه ويديه صلابةٌ إذا رأيتها من بعيد -وهذه علامة القوة وكمال الرجولة- فإذا مسستها من قريب؛ وجدتها ألين من الحرير وأطيب من المسك وأبرد من الثلج؛ كما وصف ذلك مَن نال شرف مسّها؛ كأنس وأبي جحيفة رضي الله عنهما.

• فمه ﷺ: كان ﷺ ضليع الفم؛ يعني واسع الفم، وهذا من أمارات الفصاحة والبلاغة عند العرب؛ لكونه أقرب لتحقيق مخارج وصفات الحروف؛ ولذلك كان ﷺ أفصح وأبلغ الناس.

• أسنانه ﷺ: كانت أسنانه شديدة البياض كأنّها اللؤلؤ. وكان مفلَّج الأسنان؛ يعني بين بعض أسنانه تباعد يسير، وهو ما تصنعه النساء الآن من التفليج للتجمّل، لكنه محرمٌ عليهم لما فيه من تغيير خلقة الله، أما نبيّنا ﷺ فكان خلقةً فيه جمّله ربُّه بها من غير تدخّلٍ منه.

• صوته ﷺ: كان في صوته صهل؛ يعني قوة وجهورية مع بحة عذبة. وهذا الاجتماع للقوة مع البحة هو منتهى الجمال في الصوت، ولا يكادان يجتمعان لأحد.

• كلامه ﷺ: كان إذا تكلم علاه الجمال والبهاء، وإذا صمت علته المهابة والوقار. ولم يكن كلامه كثيرًا فينسب إلىٰ الهذر، ولا قليلًا فينسب إلىٰ العي، بل كان كلامه وسطًا بين ذلك. وكان ﷺ إذا تكلم كأن منطقه خرزاتُ نظمٍ يتحدرن؛ يعني من جماله وترتيبه وانطلاقه في الكلام وعدم تلعثمه.

وهذه الصفات مستخلصةٌ من أحاديث من ذكر صفته ﷺ من الصحابة رضوان الله عليهم؛ كأنس بن مالك وأم معبد وأبي هريرة وجابر بن سمرة وغيرهم. 

وجميع ما ذكره هؤلاء الصحب الكرام من صفات جماله وكماله ﷺ؛ ما هو إلا علىٰ سبيل التقريب، وإلا فجماله ﷺ أجلُّ من أن يفي به بيان، وبهاؤه أعظم من أن يحيط به وصف:

وعلىٰ تفنن واصفيه بحسنهِ  يفنى الزمانُ وفيه ما لم يوصفِ!

ختامًا: جاء في صحيح مسلم: "إنّ مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ".

 اللهم اجعلنا من هؤلاء، وأنعم علينا برؤية حبيبنا ﷺ في الدنيا في المنام، وبجواره في الجنة بعد الممات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
*نقلاً عن موقع مداد*

أضافة تعليق