مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/11/06 21:40
عام مضى على اتفاقية بريتوريا.. ما الجديد؟

تمر هذه الأيام ذكرى توقيع اتفاقية بريتوريا لوقف الأعمال العدائية بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، التي وقعت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بجنوب أفريقيا، وأدت إلى وقف أسوأ الحروب في المنطقة الأفريقية التي كادت تعصف بأمن واستقرار المنطقة الشرق أفر

 

وخلال العام الذي توقف فيه الصراع، خُلق نوع من التقارب بين الأطراف المتصارعة في المنطقة "الحكومة الإثيوبية، وجبهة تحرير تيغراي، والجهات الداعمة للطرفين في هذه الحرب"، لتدخل إثيوبيا مرحلة جديدة كانت محل إشادة من جميع المجتمعات العالمية.

وفي ظل دعوات لمواصلة تنفيذ بنود الاتفاق، والالتزام بكل النقاط، ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتحاربين خلال الشهور الأولى، فإن الحراك ساعد على وضع حد لكل الإعاقات والتحديات، التي كللت بتكوين حكومة انتقالية مؤقتة في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا، والتواصل بين الحكومة وبعض الأطراف التي كانت قد دعمت طرفا على حساب الآخر، وعملت على تأجيج الصراع.

وخلال الذكرى الأولى، كانت البيانات التي تم تداولها من مختلف الجهات: الولايات المتحدة، وإيغاد، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية وإقليمية، مثل منظمة هيومن رايتس ووتش، تشيد بجهود الطرفين ودعت لمواصلة الجهود لحلحلة بقية النقاط الخلافية، والمساعدة على إعادة النازحين لمواقعهم، وتسهيل إجراءات محاسبة المتورطين.

لكن رغم ذلك، ظلت بعض الانتقادات التي وجهت للطرفين ولبعض الأطراف الأخرى، مثل إريتريا التي كان لها دور في تلك الحرب، من خلال دعم القوات الحكومية والتدخل في الأراضي الإثيوبية.

فالبيان الأمريكي طالب بخروج القوات الإريترية من أراضي تيغراي في شمال إثيوبيا، ومحاسبة المتورطين، والالتزام بعدالة انتقالية، وتوفير المساعدات للمتضررين والمحتاجين.

عام مضى على الحرب في الشمال الإثيوبي، التي انتقلت مع مرور الوقت لمنطقة أخرى في نفس الاتجاه "إقليم أمهرة"، الذي يشهد حربا ضروسا بين القوات الحكومية ومليشيا مسلحة من الإقليم تسمى "فانو".

ما زالت المنطقة تفتقر إلى بعض المقومات وإعادة التأهيل، في ظل التحديات التي تواجه البلاد، والأزمة الاقتصادية التي باتت واضحة جراء الحروب والصراعات التي تطورت بصورة كبيرة مؤخرا.

تحتاج المنطقة إلى إعادة إعمار وبناء ما تضرر بسبب الحرب التي استمرت نحو عامين، ومحاولة التصدي للأضرار النفسية للأطفال والنساء جراء ما حدث في الحرب، وخلق حوار وطني جامع يكون له دور كبير في خلق تقارب بين الشعوب والسياسيين الذين فرقتهم الصراعات والخلافات السياسية.
*نقلاً عن صحيفة العين الإخبارية*

أضافة تعليق