مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
العرب من جاهلية الدين إلى جاهلية التدين
زال من التاريخ مملكات عربية كمملكة كندى ومملكة المنادره حليفة الفرس، ومملكة الغساسنة حليفة الروم، ثم زالت بعد ذلك إمبراطورية الفرس وبعدها إمبراطورية الروم..ولكن بقيت جاهلية العرب إلى اليوم، جاهلية تسببت في تتابع النكبات ثارة باسم الدين، وثارة أخرى بفعل السياسة...
ماذا يعد لنا الغرب ؟
في أحد معارض الكتاب الدولية التي تقام ببلدي، حصلت على كتاب المفكر و الخبير البريطاني بول كنيدي بعنوان: "الإعداد للقرن الواحد والعشرين"، عن دار نشر علاء الدين السورية، و ترجمة نسيم واكيم يازجي، لم تعجبني الطبعة و لا الترجمة المتداخلة للسيد اليازجي، إنما حاولت في مطالعتي للمحتوى أن أتجاوز ذلك. كوني شغوفة بالدراسات الإستشراقية، فقد قرأت العمل و أنا كلي أمل في أن أستخلص عبراً و رؤًى واضحة للمستقبل القريب، غير أنني سرعان ما غيرت رأيي عندما لاحظت تركيز الكاتب منذ المقدمة و الفصل الأول على نظرية العالم البريطاني توماس روبرت مالتوس، والذي اشتهر بكتابه "بحث في السكان"، الذي كتبه سنة 1798، والذي تتلخص نظريته فيما يلي: "الطاقة السكانية أكبر بكثير من الطاقة الزراعية المنتجة للجنس البشري".
خيبات العولمة رؤية نقدية
وجدت هذا الكتاب في جناح وكالة النشر و الإشهار الجزائرية، في الطبعة السابعة عشر لمعرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة، و قد طُبع بالاشتراك مع دار نشر الفارابي اللبنانية. حاز الكاتب الأمريكي جوزيف أ. ستيلغيتز على جائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001، وقد عمل في البيت الأبيض خبير في لجنة المستشارين الاقتصاديين للرئيس بيل كلينتون، و كنائب أول لرئيس البنك الدولي، متزعما مجموعة كبار الاقتصاديين في هذه المؤسسة النقدية الدولية. شدني العنوان، خاصة أنني أولي اهتماما خاصا بالاقتصاد، نحن نعلم مدى إرتباط السياسة به، فساذج من يعتقد بأن عالم السياسة و الاقتصاد منفصلين.
الربيع العربي انتكاسة أم حركة تصحيحية ؟
في الجزائر ننظر بعين الريبة للربيع العربي، خاصة مسؤولينا الجزائريين، فتقييمهم للربيع العربي سلبي. فبعضهم يخشى من أن يتحوّل هذا الربيع إلى شتاء قارس بفعل الفوضى التي أعقبته، وأطماع العالم الغربي في توظيفه لصالح خدمة مصالحه العليا. نحن رأينا كيف أن الرئيس الأمريكي السابق كارتر طمأن واشنطن، باريس، لندن، وموسكو، و طبعا تل أبيب على أن الإخوان المسلمين في مصر سيحترمون اتفاقيات كامب دافيد و هذا قبل الإنقلاب العسكري عليهم، و أما ما يجري في ليبيا من عنف ومن فلتان أمني فبوسع الغرب كبحه عبر طلعات جوية للأطلسي وقت ما يشاؤوا هذا و كل همّهم ينحصر في ضبط تهريب الأسلحة عبر حدود الساحل، لكي لا تتقوى داعش في المغرب الكبير، و منظمات مسلحة دينية أخرى متشددة.
من السهل أن نرمي بمسؤولية فشلنا علي روسيا و امريكا
من السهل أن نرمي بمسؤولية فشلنا علي واشنطن و موسكو و كأن هؤلاء يتصرفون و هم يجدون ممانعة قوية منا.
فتات فلسطين مرفوض
عندما ننظر في أوراق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، سنكتشف بمرارة عظم المؤامرة التي تحاك ضد حقنا في فلسطين، تدعي السلطة الفلسطينية أنه بموجب إتفاقيات أوسلو لم يتبقي لها إلا الحد الأدني الذي تطالب به و الذي يعني الحصول علي حق إقامة دولة فلسطينية علي أجزاء من مساحة فلسطين 1967 مع تعديلات طفيفة و تقسيم القدس و الإعتراف بحق العودة و تطبيقه بشكل جزئي ! و الأدهي و الأمر ما كشفه المحامي و القانوني الفرنسي زياد كلوت للصحافية السويسرية سليفيا كاتوري في حوار شامل نشره موقع العولمة الكندي :" إن فلسطينيوا السلطة يفاوضون الإسرائيلين لمجرد أن يقال أن هناك مفاوضات جارية، فالجهة الإسرائيلية ليست لديها نية في الإستجابة لمطالب السلطة و القياديين الفلسطينيين علي علم بذلك!"و لعلم القراء القانوني زياد كلوت كان ضمن طاقم المستشارين القانونيين للمفاوضين الفلسطينيين !
عندما تتجدد الثورة
فأول مؤتمن علي الثورة هم أصحابها و قد رأيت كيف أن الثورة الصينية خانها القائمون عليها و هذا بسبب الفكر الدوغماتي الذي يطبع الشيوعية و الإشتراكية و قد تأكدت من ذلك بعد قراءتي لكتاب تلميذة صينية مسلمة نددت فيه بمخلفات ثورة صينية لم يستفد منها امثالها و أنصح القراء الكرام بمطالعة كتاب "يوميات ما يان" و هو يحكي الواقع اليومي المرير لصبية صينية مسلمة و هو من منشورات رامساي
ديمقراطية من يدفع أكثر
من سنين، قرأت تصريح سفير أمريكي قال فيها : ان الديمقراطية الأمريكية، ديقمراطية من يدفع أكثر...
عندما نعطي الآمان
أيام عملية الحقل النفطي في عين أمناس الإجرامية منذ أكثر من عامين، كنت أتابع ما ينشر دوليا، فقرأت هذا التعليق لمواطن فرنسي في جريدة "لموند" اليومية:"أنظروا، كيف تضامن العمال الجزائريين مع المتعاقدين الأجانب في حقل عين أمناس، هؤلاء هم الأبطال!" أظهر الجزائريين حينها تضامنا كبيرا مع زملاءهم الأجانب من أهل الكتاب و البعض حماهم عن طيب خاطر و بأريحية كبيرة. هكذا يجب أن يكون المسلم، هل غطت هذه الصورة المشرقة علي الصورة البشعة لحاملي السلاح ممن يتكلمون لغة التكفير ؟ لا ندري. أي كانت مواقف الدول، فمواطنيها العاملون في العالم العربي الإسلامي أمنهم مسؤولية وطنية و عقائدية، التلاعب بحياتهم بإسم الدين هذا لا يقبله عقل أو عرف. دشن نهج بن لادن خط العنف الأعمي و الذي أضر بالإسلام و المسلمين علي السواء. ليس بحمل السلاح و زرع القتل و الرعب ننتصر للحق، رسالة محمد أكمل الخلق محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم رسالة خير للإنسانية جمعاء دون أدني إستثناء قوامها الحق، العدل و الفضيلة و ليست بطولة علي الإطلاق بل منتهي الجبن أن تقتل مدنيا غير مسلح لمجرد أن دولته عدوة!! ن