مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
كنا
كنا كنا في يوم ما كنا في أرض ما أرضنا يومنا
فنتازيا!
أطفأ "توماس" محرّك سيارته بعد أن قام بإدخالها في مكانها في الـ(Parking) أسفل البناية التي يقطن بها، وشرع في النزول مغادراً إيّاها وهو يمنِّي نفسه بنومةٍ هادئةٍ وطويلةٍ بعد يومٍ شاقٍّ وحافلٍ بالعمل المتواصل، فهو يعمل مراقباً لحركة السفن بمرفأ "سان دييغو" جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولم ينتبه للأعين النَّهِمة التي كانت ترمقه عن كثب، وذلك لانطفاء معظم المصابيح بالمكان عدا ضوءٍ خافتٍ متقطِّعٍ ينبعث من مصباحٍ وحيدٍ آخر الممر!! وما إن غادر السيارة إلاّ ووجد نفسه محاطاً بثلاثةٍ من (المستذئبين) ضخام الجثث تنبعث من أفواههم روائح كريهة وهم يصدرون أصواتاً غريبة تدلُّ على تعطُّشهم للدماء البشرية التي يبدو أنّهم قد افتقدوها منذ مُدَّة!!! فحاول "توماس" العودة للسيارة مسرعاً، ولكن عاجله أحدهم بضربةٍ قويةٍ في رأسه جعلته يرتطم بالسيارة بشدّة، فبدأت أصوات الإنذار تتعالى منها مختلطةً بهمهماتٍ عنيفةٍ لأفواه المستذئبين وهم يتنافسون للظفر بأكبر قدرٍ من دماء الضحيّة التي يبدو أنّها قد لفظتْ أنفاسها مع الضربة الأولى، بعد أن اختلطت دمائها بزجاج السيارة المحطّم!!!
ربما
ربما سرنا في الطريق الخطأ ربما فكرنا في الإتجاه المعاكس ربما نسينا المفتاح في الباب
لصوص اللغة!
معظم لغات الدُّنيا ترجع أصولها إلى اللغة العربية بصورة مباشرة، أو غير مباشرة عن طريق (سرقة) المصطلحات العربية وإدخالها (ورشة صيانة) لإجراء تعديلات عليها تغيِّر من معالمها بالكلية، أو تضفي عليها لمحة غير عربية (أوروبية، أمريكية، لاتينية، فارسية،...الخ)، لتجعل المتلقِّي يقف ويفكِّر مليَّاً وتدور في رأسه عشرات الأسئلة عن (هل هذا المصطلح عربي وتم اقتباسه من غير العرب، أم العكس؟)، وهذا في اعتقادي ما تريد (محافل) الغرب أو غير العرب عموماً، ترسيخه في مخيِّلة الجيل الناشئ من الأمة الإسلامية العربية، لينشأ منسلخاً تماماً عن أصله الإسلامي العربي، وغير معتزَّاً به البتَّة.