مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
لنســـمعه صـــوت شــــعوبنا
هويدي 12-2-2002

وقعت قبل حين علي عنوان صحفي يقول إن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون الهم الأول للمسلمين‏,‏ من الغيظ قلت‏:‏ هل يكون ذلك بعد التوحيد أم قبله؟‏!‏ ثم قرأت في وقت لاحق تصريحا لوزير الخارجية الأمريكي كولين باول قال فيه إن عرفات يجب أن يدين الإرهاب كل يوم فخشيت أن نطالب جميعا بذلك في طور لاحق‏,‏ وإن ندعو لتلك الادانة مع اذان الصلاة أو بديلا عن التسبيح والقنوت‏!‏

‏(1)‏
لاتستغرب‏,‏ فحالة الجنون الأمريكي تتفاقم يوما بعد يوم‏,‏ وهو الجنون الذي أشارت إليه قبل حين وزيرة خارجية السويد السيدة آنا لندة‏,‏ في وصف سياسة الرئيس الأمريكي‏,‏ بل وأضافت صفات أخري ليست دبلوماسية تماما منها الرعونة والغباء بل إن أحد كبار المسئولين السابقين في المخابرات المركزية‏,‏ جراهام فوللر‏,‏ استخدم مصطلح الجنون أيضا في وصف السلوك السياسي للإدارة الأمريكية‏,‏ التي قال إنها مندفعة في ذلك الاتجاه غير مدركة الهوة المقبلة الشرق الأوسط‏2/4‏ ويبدو أن الحاصل الآن من نماذج اللامعقول الذي تنبأ به خبير أمريكي‏,‏ هو جون الترمان المدير بمعهد الولايات المتحدة للسلام‏,‏ وهو من كتب بعد ثلاثة اسابيع من فاجعة‏11‏ سبتمبر يقول‏:‏ أن الكثير سوف يحدث خلال السنة المقبلة يقصد العام الحالي وبعضه قد يبدو مستحيل التصديق‏,‏ حتي في أفلام السينما‏!‏ الشرق الأوسط‏2001/10/4.‏
لقد دخلنا بامتياز في دورة اللامعقول‏,‏ التي انطلقت من اعتبار‏11‏ سبتمبر بداية للتاريخ وما برحت تلح علي فرض الاجندة الأمريكية علي الجنس البشري‏,‏ بحيث لايعلو صوت فوق صوت مكافحة الإرهاب‏,‏ الذي يبدو أنه اصبح يشمل كل اعتراض علي السياسات الأمريكية والإسرائيلية‏,‏ ولتتراجع بعد ذلك مشكلات الديمقراطية والفقر والايدز والملاريا‏..‏ الخ‏,‏ كي يظل الهم الأمريكي شاغلا للجميع في صحوهم ومنامهم‏.‏

لا أريد أن أقلل من حجم ولاعمق ماجري في‏11‏ سبتمبر‏,‏ فهو فظيع ولايمكن ولاينبغي نسيانه‏,‏ لكننا لانستطيع أن نختزل مشاكل العالم أو نرجعها إلي الإرهاب وحده‏,‏ كما قال بحق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان‏,‏ ثم أن ماجري يظل هما أمريكيا بالدرجة الأولي‏,‏ وقد تتراجع أولويته بالنسبة للأقطار الأخري‏,‏ وهو إن كان يوما مروعا وكابوسا لليلة واحدة في التاريخ الأمريكي‏,‏ فإنه بالنسبة لنا في العالم العربي والإسلامي علي الأقل‏,‏ نموذج للترويع الذي يعيشه الفلسطينيون في الأرض المحتلة كل يوم‏,‏ وللكوابيس التي تلاحق ملايينهم منذ عام‏48.‏
يضاعف من بشاعة المشهد وعبثيته ان واشنطون وهي تطالبنا بادانة الإرهاب كل يوم‏,‏ أصبحت أكثر غلوا في تأييدها وتبريرها لإرهاب الفلسطينيين‏,‏ اذ لم تكتف بالدعوة إلي تجميد الزمن عند لحظة الألم التي عاشتها‏,‏ وإنما وقفت راعية ومباركة لإيلام الفلسطينيين طوال الوقت‏.‏

‏(2)‏
في خطاب الاستقواء الذي ألقاه الرئيس بوش في‏1/29‏ تحدث عن عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين قال إنهم مبثوثون في انحاء العالم‏,‏ ولهم معسكرات في‏12‏ دولة‏,‏ كما أطلق بدعة محور الشر الذي صنف فيه العراق وإيران وكوريا الشمالية‏,‏ ولأول وهلة قد يخطر علي البال أن أولئك الإرهابيين الذين يقدرون بعشرات الألوف هم عناصر تنظيم القاعدة الذين بالغت جهات عدة كثيرا في اعدادهم سواء لإثارة الفزع من خطرهم أو لتسويغ الحملة الأمريكية واسعة النطاق ضدهم‏,‏ وهو ماحدث في اثناء اقامة التحالف الدولي ضد العراق بعد احتلاله للكويت في عام‏1990,‏ حينما صور الجيش العراقي بحسبانه ثالث اقوي جيوش العالم‏,‏ وهو الغطاء الإعلامي الذي تم آنذاك لتبرير احتشاد جيوش دول عدة لصد ذلك الخطر المهول الذي تبين فيما بعد انه دون ذلك بكثير‏.‏
حملة التضخيم لعناصر القاعدة انساق وراءها كثيرون‏,‏ وقد سمعت من رئيس جهاز أمن الدولة في الحكومة الافغانية الجديدة ـ الجنرال نعمة الله جليلي ـ ان عددهم في افغانستان تجاوز ثلاثين ألفا‏,‏ بينما سمعت من وزير الداخلية الذي يرأسه ـ محمد يونس قانوني ـ أن عددهم‏12‏ ألفا‏,‏ أي انهم كانوا في مثل عدد جيش الجبهة المتحدة الذي أسسه القائد الراحل أحمد شاه مسعود في الشمال‏,‏ وكان رأس الحربة في زحف ما عرف بقوات التحالف الشمالي نحو العاصمة كابول في مستهل شهر ديسمبر الماضي‏.‏

الرقمان مبالغ فيهما إلي حد كبير‏,‏ إلا اذا كان الذي تحدث عنه الجنرال جليلي قد شمل كل غير الافغان الذين جاءوا إلي افغانستان‏,‏ واغلبهم من وسط آسيا وشيشينيا ومسلمي الصين‏,‏ كما لا استبعد ان يكون الرقم الذي ذكره السيد قانوني عني به كل العرب الذين دخلوا إلي افغانستان خلال سنوات الجهاد‏,‏ وهم الذين تم انتقاء عناصر القاعدة منهم‏,‏ بعد فرز واختبارات عديدة‏,‏ لكن التقدير المحايد لتلك العناصر لايتجاوز ثلاثة آلاف‏,‏ حسبما علمت من مصادر مطلعة في كابول وإسلام اباد‏,‏ يؤيد ذلك أن الولايات المتحدة حينما قررت احتجاز تلك العناصر في جزيرة جوانتانامو‏,‏ فانها خططت لاقامة ألفي شخص هناك علي ابعد الفروض‏.‏
رغم ذلك فان الرئيس الأمريكي تحدث عن عشرات الالوف‏,‏ عن نحو يتعذر افتراض البراءة فيه كما سبقت الاشارة اذ ماداموا بهذا العدد الكبير فان ذلك يستلزم استمرارا للوجود الأمريكي في آسيا الوسطي‏,‏ واستمرارا لحالة التعبئة والاحتشاد علي المستوي الدولي‏,‏ واستمرارا للإجراءات التعسفية التي فرضت علي حركة العيش وحرياتهم‏,‏ بزعم ملاحقة والكشف عن تلك العناصر الخطيرة النائمة‏!‏

‏(3)‏
في بداية الحملة قلنا إن واشنطن الجريحة اختارت ان تخوض حربين وليس حربا واحدة الأولي بالاصالة عن نفسها‏,‏ والثانية بالوكالة عن إسرائيل‏,‏ وإذا قطعت اشواطا في حربها الأولي‏,‏ فإننا وجدناها عملت علي تسخين الجبهة الثانية بأسرع مما كان متوقعا‏,‏ وهو ما تجلي في اطلاق الاتهامات والتحرش بما سماه الرئيس بوش بمحور الشر‏,‏ الذي أشار فيه إلي العراق وإيران وكوريا الشمالية‏,‏ وثمة اجماع بين المحللين علي أن اضافة كوريا الشمالية كانت بنصيحة من الخبراء في البيت الأبيض‏,‏ حتي لاتبدو الحملة موجهة ضد الدول الإسلامية وحدها‏,‏ حتي لايظن أنها حرب ضد الإسلام‏,‏ مما قد يسيء إلي صورة وموقف الإدارة الأمريكية في العالم العربي والإسلامي‏,‏ من ثم فان كوريا الشمالية ليست هدفا محتملا‏,‏ ولكنها مجرد محلل لاستهداف البلدين الآخرين‏,‏ العراق وإيران‏.‏
ليس خافيا ان إسرائيل والابواق والتجمعات المعبرة عنها في الولايات المتحدة تلح منذ بداية الحرب في‏10/7‏ علي ضرورة تصفية الحساب مع العراق وإيران‏,‏ باعتبارهما من مصادر الإرهاب ورعاته‏,‏ وفي كتابات عديدة نشرتها الصحافة الأمريكية ترددت مقولة إن الحرب ستظل منقوصة‏,‏ ولن تحقق المراد منها‏,‏ مالم يحسم أمر هذين البلدين‏,‏ اذ بغير ذلك فستكون الولايات المتحدة قد وقفت في منتصف الطريق‏,‏ ولن تكون قد أكملت مسيرة القضاء علي الإرهاب‏.‏

كان التركيز علي العراق قويا في البداية‏,‏ ثم ضمت إليها إيران في وقت لاحق‏,‏ لاسباب سنعرض لها بعد قليل‏,‏ لكن يهمنا في اللحظة الراهنة ملاحظة ذلك الانتقال الأمريكي السريع من أجندة الحرب الأولي الأمريكية إلي اجندة الحرب الإسرائيلية‏,‏ دون أن تنجز علي الجبهة الأولي بعض اهم ما كانت تنشده‏,‏ نعم لقد اسقطت نظام طالبان‏,‏ ووجهت ضربات قوية لتنظيم القاعدة‏,‏ لكنها لم تجهز حتي الآن علي قواعد طالبان ولا كوادر القاعدة‏,‏ واهم من ذلك فإنها لم تتمكن من اسامة بن دلان أو الملا عمر‏,‏ وهو أمر محرج للولايات المتحدة‏,‏ التي حاولت ان تغطي موقفها بتسريب تصريحات متناثرة تقول إن القبض علي الرجلين أو قتلهما لم يعد يمثل أولوية في استراتيجية المعركة‏,‏ في حين أن القوات كلها ذهبت وسط نداءات وحملة دعاية ضخمة‏,‏ تبنت شعار مطلوب حيا أو ميتا ورأينا في الصور امريكيين خرجوا إلي الشوارع يرتدون قمصانا كتبت عليها العبارة‏,‏ وشطبت كلمة ميتا‏,‏ فأصبح بن لادن النموذج الأول من نوعه لحالة من الانتقام والبغض تحت شعار‏:‏ مطلوب ميتا أو ميتا‏.‏
وإزاء تغيير لغة الخطاب والتهوين من شأن القضاء علي بن لادن‏,‏ فلا استبعد أن يكون فتح ملف العراق وإيران‏,‏ وتسخين هذه الجبهة أريد به ـ فضلا عن الاسباب الأخري ـ تغطية تلك الثغرة ـ والدخول في معركة جديدة لصرف الانتباه عن قصور الإنجاز في المعركة الأخري‏.‏

‏(4)‏
أهم ما يلوح من الاسباب الأخري أن معسكر الصقور في الإدارة الأمريكية قد كسب المعركة ضد من يسمون المعتدلين الذين كانوا ولايزالون ضد توسيع المواجهة‏,‏ أعلنت عن ذلك بوضوح لغة الاستقواء التي تحدث بها الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير‏,‏ الأمر الذي يبدو انه فرض مشروع الحرب الإسرائيلية علي التفكير الاستراتيجي الأمريكي‏,‏ اذ فضلا عن الضوء الأخضر الذي أعطته واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي وأطلق يده في سحق الفلسطينيين باستثناء قتل الرئيس عرفات‏!‏ فقد اصبح مطلوبا تأديب العراق وتركيع إيران‏,‏ والعراق هدف مستباح منذ ارتكب خطيئة احتلاله للكويت‏,‏ ثم انه يشك في امتلاكه بعض اسلحة الدمار الشامل‏,‏ التي تقلق إسرائيل‏,‏ وهي التي دمرت المفاعل النووي العراقي في عام‏1981,‏ حتي لاينازعها أحد في تفردها بالقوة في المنطقة‏,‏ ثم أن العراق لايزال يشاكس في مسألة التفتيش الدولي‏,‏ وفي بعض انحاء الخليج بالذات‏,‏ هناك درجة من القبول لفكرة اجتياحه‏,‏ وتطبيق النموذج الأفغاني عليه‏,‏ بحيث تتم ازاحة حكومته بالقوة العسكرية‏,‏ وهذه ملابسات تجعل من العراق هدفا سهلا‏,‏ يمكن البدء باصطياده‏.‏
الموقف مع إيران مختلف‏,‏ ذلك أنها في الشأن الافغاني بدت واقفة في خندق واحد مع الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ وقد ذكرت في سياق سابق بعض تفصيلات التجاوب الإيراني مع الحملة الأمريكية لإسقاط نظام كابول وتيسير وجودها العسكري في المنطقة‏,‏ اذ فضلا عن أنها قدمت كل عون عسكري ممكن لقوات التحالف الشمالي‏,‏ كما قدمت تسهيلات عدة للقوات الأمريكية التي جاءت إلي المنطقة‏,‏ فإنها قامت بدور رئيسي في إنجاح مؤتمر بون‏,‏ الذي تشكلت فيه الحكومة المؤقتة‏,‏ وقد سمعت من أطراف عدة شاركت في ذلك المؤتمر قولهم إنه لولا الضغوط التي مارستها طهران علي وفد التحالف الشمالي للقبول بالتوقيع‏,‏ لانهار المؤتمر‏,‏ ولفشلت أولي خطوات اقامة النظام الجديد‏.‏

ذلك كله لم يشفع للإيرانيين‏,‏ ولم يكن كافيا لإرضاء الأمريكيين‏,‏ الذين لم يقبلوا فيما يبدو بصيغة التعاون‏,‏ وارادوه ركوعا تاما يسلم بكل ما يريده الأمريكيون والإسرائيليون معا‏.‏
وقد أشرت من قبل تقرير من إيران‏1/22‏ إلي ان واشنطون أبلغت طهران تعليقا علي مبادراتها التصالحية عقب فاجعة‏11‏ سبتمبر‏,‏ بأمرين‏:‏ أولهما ألا تنتظر مكافأة من واشنطن مقابل استنكارها الهجوم وتأييدها للحملة علي الإرهاب‏.‏ وثانيهما انه لايزال مطلوبا من إيران المزيد لكي تنال الرضا والقبول الأمريكيين‏,‏ اذ عليها أن تقدم كل مالديها من معلومات وملفات تتعلق بالإرهاب والإرهابيين كما فعلت دول أخري في المنطقة كما أن عليها أن توقف دعمها لحزب الله وللمقاومة الفلسطينية‏.‏

حين فعلت واشنطن ذلك فإنها استفزت العناد والكبرياء الإيرانيين‏,‏ ومن ثم فان طهران ردت بعنف علي الإدارة الأمريكية‏,‏ الأمر الذي أدي إلي تدهور العلاقات بين البلدين بصورة نسبية‏,‏ وهو تدهور لم تخفف منه كثيرا جهود الوساطة التي بذلها السيد كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة‏,‏ الذي يحتفظ بعلاقة خاصة مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي‏,‏ لان ضغوط الصقور في الإدارة الأمريكية أصبحت فيما يبدو أقوي من أن تقاوم‏.‏

‏(5)‏
الموقف من العراق صار محسوما كما تشير مختلف الدلائل‏,‏ والكلام يدور الآن حول التفاصيل‏,‏ ولائحة اتهام إيران اصبحت جاهزة‏,‏ فهي ترفض العمل من خلال العباءة الأمريكية سواء في المجال الأمني أو في جهود إعمار افغانستان‏,‏ التي تحتفظ معها إيران بحدود مشتركة تصل إلي‏900‏ كيلو متر لاحظ أن إيران قدمت لافغانستان في مؤتمر طوكيو أكبر مبلغ للدعم‏,‏ بلغ‏560‏ مليون دولار‏,‏ بينما لم تتجاوز أي دولة أخري رقم‏500‏ مليون ثم انها ترفض وقف تأييدها حزب الله والمقاومة الفلسطينية‏,‏ اضافة إلي أنها ماضية في برامج تطوير سلاحها علي نحو يزعج إسرائيل‏,‏ وقد يخل بتفوقها وهيمنتها العسكرية علي المنطقة‏,‏ وهي التي لاتريد أن تمرر مسألة امتلاك باكستان للسلاح النووي‏,‏ وتنسق الآن مع الهند لإجهاض تلك الخطوة‏.‏
في أخبار واشنطن أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قادم لزيارة منطقة الشرق الأوسط في نطاق التحضير للخطوة التالية في حملة تأديب المارقين والعصاة‏,‏ الذي تتصدر العراق وإيران رأس قائمتهم‏,‏ حتي إشعار آخر علي الأقل‏,‏ وليس من شك في أن ما سيسمعه الرجل ـ الذي يتصدر الآن معسكر الصقور ومتطرفي إدارة الرئيس بوش ـ سوف يكون عنصرا قد يؤثر في القرار‏,‏ سلبا أو إيجابا‏.‏

سيلتقي تشيني‏,‏ الذي زار المنطقة وهو وزير للدفاع في إطار التحضير لضرب العراق مع زعماء المنطقة ومسئوليها‏,‏ اما للإبلاغ وإما لاستطلاع الآراء‏,‏ وهو ما يثير لدينا السؤال التالي‏:‏ لماذا لانسمعه صوت شعوبنا أيضا‏,‏ حتي يري الصورة من مختلف زواياها؟ هل يمكن لنا ذلك أو أن شعوبنا ستظل هكذا صورة بلا صوت؟‏!
أضافة تعليق