مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/01/21 20:45
أنفضوا عنا غبار النفاق
أنفضوا عنا غبار النفاق
 
أسمعني صوت الحرية من لسانك إن كانت فيه فصاحة أصلا..أو أقنعني بقوامة الرجولة فيك إن كنت أهلا لها، راجعي صرح القوة  فيك يا من كنت مثلي في كيان الأنوثة المستحي، نعم  جمال الأنوثة أنسبه للحياء ، لأن  مسحة الوقار رائع حينما يمتزج الحق مع الفصاحة فأشبهه  من غير حيرة في رد السؤال بالجواب المقنع ، لا و كيف أن أقول نعم لمن رددت اللسان له لغة تتكلم بطلاقة الإرادة و ليس بعنفوان الصراحة فيلتف الضعف ليدفع التمرد على أسطح صيغت من جبن ، لست أقصد جبنك أنت أيها الرجل أو أيتها المرأة إنما أقصد جبن كل من كانت فيه سمة النفاق حيث  اختفت الصراحة فجأة  ، فكانت نظرة لم تعد بالبصر إلى منطلق الرمشة الصادقة   و لم ينزح الهم من مكانه..
كان في زمان مضى ركن الانتفاضة عامرا بأفعال سعيدة و ملهية للعقل و القلب معا فلم نغادر اماكننا إلا و نحن ننقل تلك المشاعر لمن لعب بأوراق حضارتنا ، هو في الحقيقة لم يلعب لكنه جرب أن يلعب فتاه هو و من معه في فوضى عامرة من الندم و الخذلان و التيه فلم يعرف مكانه بالضبط إلا و صفعة الحذر ترده من حيث أتى..
هو هكذا العبث برفعة الضمير ، و هو هكذا التسلي بمشاعر الأصفياء ضنا أنهم ضعفاء، هيهات أن تفهم سرائر هؤلاء بالبساطة ، فان هم سكتوا ليس معناه انهم تعبوا و ان هم انزاحوا من طريق الجبناء ليس معناه أنهم تركوا حلبة الصراع ، هم فقط ترفعوا عن لعبة الخسارة فربحوها قبل أن تبدأ و لما انتهى الصراع سكنت الأفكار و أحرقت السجائر تباعا في غيظ من الفشل و خيبة أمل...لذلك نداء لكم أيها المنافقون  أن الأقوياء سيطلبون منكم  بصحوة الأخلاق أن تنفضوا عنكم غبار النفاق لأن ما عكره السواد  من الوسخ لن ينظفه لا مطر و لا ثلج إلى أن تمسحوه بأيديكم التي بادرت بحرب التهميش و الاحتقار ، فكان أن احتقرتم أنتم أنفسكم و رضيتم أن تنزلوا منازل الفاشلين فكان لكم ما نويتم و كان لأقوياء العزيمة ما أراده الله لهم ، فانتصر السكوت و الهدوء بصبر الاحتساب و انكسر عود الظلم و السخرية بقليل من الابتسامة و بكثير من العزيمة...لذلك حان وقت أن تنفضوا عنا غبار النفاق و تلزموا حدودكم ، فلعمر امتزجت الحضارة الأخلاقية بدونية الأفكار ووسوسة الشيطان ، أنتم من فتحتم له منافذ الشر و الهوس...هي عجينتكم فلا تلحقوا بنا و لو ذرات من رداءة..نرفضها مبدأ و فكرا وسلوكا و مستعدون للتضحية لمحاربتها  فلا داعي لإضاعة الوقت و الجهد مع أقوياء الضمير و أتقياء الروح...
 
 

أضافة تعليق