مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/21 23:06
الساعد الأعوج لحضارة اسمها الحب
الساعد الأعوج  لحضارة اسمها الحب
 
لا أدعي القوة الرومانسية حينما أريد التكلم عن الحب لأني أصلا لا اولي اهتماما لقلمي ان يتكلم بطلاقة عن هذا الموضوع  و لو أن حقيقتي اني رومانسية بامتياز ، لأن احدى عوامل نجاحي في كتاباتي هي امتلاكي لملكة تذوق كل شيء يحيط بي جميلا ، اركز على كلمة جميل حتى أستفيد من تأملاتي و أستصيغ جيدا كلمتي هي قمة الايقاع على قلبي و قلب كل قارئ متفهم لنوعية قلمي ، ففي تصوري كل من يعلق هدفا و طموحا في حياته على حب شخص معين فهو قمة الفشل ، أو لأقل ان مشروعه سيفشل بانتهاء علاقة الحب هذه، لذلك أنا انظر للحب من زاوية طاهرة جدا و عريقة في مبدأها و نشاطها التفاعلي مع الأحاسيس  و المشاعر ، انا لا أجلس اللحظة على كرسي الترنم بشاعرية الحب لأنقله صدى لكم ، انا أجلس مجلسا متزنا جدا و يشير لظاهرة الحب بنوع من الصرامة و الحياد على مرة الى الحاجة  لإشباع  العاطفة بدفء منطقي لا يتغلب عليه نبض القلب و كفى بل يقيده حكم العقل الوجيه و النابغ و المستمع دائما لضربات الحقيقة المفاجئة ..بشرط أن يخلو الجسد من أعراض مرضية او روحية تخلط الأمور فيصبح الولهان بالود في تهمة من  اخطأ بالحب، حتى افرق بين الأمرين ، فمن يشرب كأس خمر و يوضح حبه بإسراف ليس كمن يصلي بالليل و يحب في النهار كل شيء يبدو صادقا و صافيا و نقيا من مسحة هواء لطيفة الى بريق نجمة مضيئة تشع لتهب الضياء على أرض بات عليها الحيارى لا يفهمون أي الحب اختاروا..
و ما زاد في ميزانه من التملك يصبح عشقا لأن يبلغ درجة التحريم الممنوع  لنا كمسلمين نصا من القرآن الكريم ، و يجب الفصل هنا بين النجوى و التمني في جانب آخر من جوانب دوافع ربط التفكير بشاعرية الحب ، نحتاج لمفاهيم تقينا حر الحب عن خطأ و تبذير  برد الود الظريف الممتاز الهادىء و النظيف.
أنا بشخصي المتواضع و الملتزم أحب الحب و لكن بمقاييس صنعتها لنفسي من غير تملق ، بشروط وضعتها في عاطفتي ان لا تتقدم خطوات نحو المرض أو الفشل او الأخطاء من غير تحديد معين لشخص أو موقف او جمال محدد بذاته ، هي بالنسبة لي ردة فعل حضارية بومضة برق تلبي في انسجاما مع دقة في تقبل اسقاطات الروعة في حينها  حيث يتمحور الابداع بداخل عقلي لأترجمه في سلوك رفيع و لو به شوائب احاول المرة القادمة أن اصحح زلة السلوك بكثير من التحفظ ، و غالبا ما استعمل هذا الأسلوب في مجتمعي الذي أعيش فيه و لو به نواقض كثيرة فثمة يكمن استقامة اعوجاج ساعدي ان أنا أخطأت بحق المستضعفين خاصة ، اخشى ذاك الضعف ان يلحق الجفاء بقلبي فأعصي رنة الحنان بكثير منم الوجاهة ،  و من قرائتي لتعاريف كبار الكتاب عن الحب لم استفد كثيرا لأني ارفض الكتابة عن الحب الساخرة و التي يوجهها الهوى ، إلا أني أفضل ان يحتل قلبي بالدرجة الأولى حب الله و من ثم من يقدر في شخصيتي و كبريائي و تواضعي و طيبة قلبي من افراد  اسرتي تسابقا للظفر باهتمامي المنشغل كثيرا في اواخر السنوات هذه ، غير ذلك كله لن أميل الى زاوية التبذير بساعد اعوج لأي ظرف كان من ظروف الكماليات البراقة لأنها لا تخدم تواضعي و لا رومانسية  فكري المتزن و الملتزم.
و اختم بفكرة من كتاب " في الحب و الحياة"  أعجبتني للدكتور الكاتب مصطفى محمود :
يبدو دائما فى نهاية التفكير أن الحب كالفن والدين والحرية تقف كلها على أبواب الميتافيزيقيا .. و أنها ظواهر مختلفة لما يخفى وراء مداركنا الحسية  ولا نقصد هنا حب نواصى عماد الدين والأمريكيين وكوبرى قصر النيل بعد الساعة الواحدة .. ولا حب سن الستاشر .. و لا حب أخر السهرة بعد أن ينتهى برنامج الكباريهات ويبدأ نشاط البارات .. ولا حب "أبو عيون جريئة" .. و لا حب كازانوفا فبعض هذه الألوان من الحب مرض و بعضها فضول و بعضها فراغ وثراء ودلع وفخفخة وبعضها غرور وحب للنفس أكثر مما هو حب للآخرين و بعضها مصالح و صفقات و أغلبها نزوات جنسية عابرة.
 أما حبنا الذى نقصده فهو ذلك الحب النادر الذى ينمو فى علاقات قليلة و يعيش ويتحدى النسيان و يضفى النبل والجلال على أبطاله ويصبح حكايات تردد باحترام و تأثر.
 

ابقوا معي على طول خط صناعة حضارة الكلمة الطيبة و الفكر المتزن و الهادف..
دمتم اوفياء.
أضافة تعليق