مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/07/24 21:54
في قمة التفوق ..يقر المنتصر بضعفه
 
في قمة التفوق...يقر المنتصر بضعفه
 
أي نوع من الضريبة دفعت لتنجح بل لتتفوق ؟، اني أصيغ كلماتي على دقة منتهاة من المعنى ،بعد أن  ذقت جرعات كبيرة من العذاب لكني ابتسمت في نهاية كل مشوار منه أن   شكرا لله أني لحظتها لم أستسلم.. سخرت من نفسي كثيرا لأنها صدقت أن الغدر سيدوم و يطول حبله ، كم كنت صغيرة في عمري و انا افكر بعقلي العاطفي و ارفض الظلم بقول لا و كفى ، في حين علمني الكبار أن الرفض يكون باتباع سنة من ذاقوا نفس الجرعات فانتصروا و تفوقوا و رحلوا و قد كتبت اسمائهم بماء الذهب...
كنت في بداية مشوار التحدي أفر الى البحر لأسمع تمرده باذني و هو يصارع الصخور فأقف فوقها حتى أشعر بتلك القوة التي تسلطت على كبرياء الحجر ، لم انحن ساعتها أبدا لتلامس يدي ماءا مالحا و لو دافئا ، لأني كنت مبهورة بمنظر الغروب على رحيل السفن الصامتة و هي تجر أميالا من المياه بعيدا عن بصري ، كنت أطيل الوقوف عمدا حتى لا أشعر بالضعف لو التفت في لحظة ملل ..ليس تعبا من الوقوف أو تشبعا لمنظر الغروب و هو يدلي في لطف منظر الرحيل أمامي و لكن خوفا من  شيء ما لم أفهمه و لا أريد فهمه لكن ما أعرف أنه  سيبقى على حاله  هو أن القوي لن ينتصر  الا اذا كان صادقا مع الله..
مزجت تفكيري الذي خانني مرات عديدة و أنا أحاول أن أقطع وصالي بلقطات شرسة كسرت قلمي مرات عديدة و في  كل مرة أجبر كسره لأكتب بذاك الاعوجاج فيه حتى لا تنطلق حروفي بسهولة ، فالسهولة و اليسر لا يعلماني تذوق فن الابداع ، لاني كبرت على الألم و مع الألم  و به أكتب و على وقع مداده أصرح بمواساتي  لمن ذاقوا و تجرعوا لكنهم ما بكوا خوفا أن يستصغرهم الغير ...فأنا ان  لم أتألم لن أجيد حرفا صادقا مهما حاولت ...فلست ممن تسعفه الطبيعة و جمالها ليقول سحرا من الكلام لكني ممن ان تألم يكتب فنا راقيا...و في نسيان مني لكلامي عن الألم نزلت عل مهل من رفعة الصخرة و أنا أسير على شاطىء البحر بخطوات ثقيلة جدا ..كانت تعبر وقتها عن حزني الشديد أن ما مر علي لم يكن بالمرة سهلا أبدا و كيف أن الحرب معي كانت عادلة  و لم أكن المتفوقة فيها و لو ان التسمية الحقيقية عندي هي صراع الجمال مع الرداءة، هذه الرداءة لا اطيق وجودها أبدا لا في مجلسي و لا في عملي و لا على مكتبي ..أحب الجمال و ان لم اجده تلقائيا أمامي أفتش عنه و برفق دائما حتى تتغلغل نوتات الطمأنينة بكل سهولة بشروعي في تضميد الجراح ببراعة متناهية حتى أنسى ما حدث و الأحداث كثيرة  ...و لا بد من ذلك و الا فلن أستمر...
كنت أقترب من الفشل خطوات قريبة جدا من بعضها البعض لأني لم أقدر على أن أصعد آخر درجة من التفوق..انه أولي و ليس نهائي.. فالنهائي يحتاج لشخصية مغايرة تماما لتلك التي خضت فيها طيشا و تركيزا على  السواء حتى تكون النتائج كما وضعت لها من احتمالات و لو لم اخلط الجد بالوهن لما كان صراعي عادلا...فانا لم اتفوق بعد...و يصعب التفوق مع من لا يحسن الرد بالمثل و لا يعرف كسر الخاطر بل يتفهم و ان تمرد فلتماد في الظلم....
ما شجعني على الاستمرار بثقل نتيجة التغيير هو عدم الرضوخ للظلم مهما كاد لي القوي المتحيز له و مهما اراد الظالم المائل للقسوة سبيلا لمناصرة الشيطان ..كانت فترة عصيبة جدا توخيت فيها الحذر ألف مرة و لما تعبت من التركيز نمت طويلا حتى لا أشعر بالخوف من عواصف الكيل بمكيالين، قد أبدو ساذجة في هذا السلوك لكن حلو مذاقه في عقلي و هو يستريح من النزول الى  منازل تافهة تجبرني على التكلم بعد طول صمت ، فالكلام هنا هو قول أن اللعبة صارت مفهومة و لا كلام غيره ، فاللبيب بالإشارة يفهم ، هي هكذا نزاعات الجدال المتكررة و كم أكره فيها صفة الجدال لأنها تصنع لي العثرة تلو الأخرى  عن غير حقيقة فأضطر لأنزل مراتب الضعفاء و ابدي صفعتي بقول كلمة حق دفاعا عنهم  و لا أبالي لكني أستعيد ألما آخر على وقع من الضجر فالتفت الى رفقتي فأجد الكل متراخ في نصرتي ، و أبقى استدير يمنة و يسرة ان ما كان الطريق لا يزال طويلا لأغير الانحراف الى رصيف يسكن في فضول الترقب ،هكذا هي مخاوف الانسان الغير أناني  لا تجعل له المحن  نوما هادئا في البداية الا وهو يتفوق في لحظة فارقة يشعر فيها أنه انتصر على نفسه أولا  حينما لم يصدق ندائها في التراجع للوراء خوفا من الهزيمة و انتصار آخر على الحاسدين من نصبوا شباكهم في كل مكان حتى امتلأت ورودي أشواكا ، لكني قطفتها بحذر لأني أحبها و يستحيل في مساومة شوك لي أن أحرم نفسي ضمة ورد بهي اللون الى ابداعي..لأنه بتلك اللقطة أكون قد أدخلت نشوة من الراحة النفسية تنسيني وخز  كل الأشواك المزروعة في مسيرتي بل في مسيرة من يحب الحق و قوله...أوليس الكل يثقل الكاهل فيجعله مائلا ان سمع بقضية عادلة تنتصر ؟...و لن اخفيكم حقيقة أنه في قمة التفوق على معارك الحياة  يشعر المكافح بضعف شديد لأنه لن يعرف كيف يعبر عن فرحته بعد طول صراع لم يحسب له لا العمر و لا الحدث و لا الأشخاص لذلك سأكتفي  من تجربتي في هكذا مواقف لها الصدى القوي على قلبي  في ان أركب سيارتي و أنتقل الى شاطىء البحر مرة أخرى لا لأن أتقوى بتمرد البحر و لكن لأكتب هذه الخاطرة الحقيقية التي أحسست بها فعلا و هي أنه لا يخفى على المنتصر المظلوم أنه لن يشعر بالقوة لحظة التفوق بل يستسلم لتعب شديد يسلم فيها مفاتيح النصر لمن سيحفظ السر عنه أن التفوق لا يحظى به الا صاحب الشخصية القوية الملىء بحب الله و حب نصرة دينه.. فصدقا نزول الميادين ليس سهلا الا لذوي الهمم العالية...و اني أتتلمذ على تجاربهم لأتعلم منهم ...فقد سبق و قلت أنه تفوق أولي فقط..
أستسمحكم لأضع قلمي جانبا حتى لا ينكسر في غفلة مني و يحدث أن لا أكمل لكم كلمة الختام أن : الله ناصر عبده المظلوم و لو بعد حين فصبر جميل و الله المستعان..فلا تضجروا و لا تملوا من الاستماتة لأنها هي من ستعطيكم احساسا مميزا لن يحسه الغير من لم يسر على نفس المسيرة و على نفس الدرب..مسيرة الصابرين و المحتسبين و الواثقين يقينا بفرج قريب...فرج الله همومكم و أبدل أحزانكم فرحا..و جعلكم ممن يشكرون الله و يسبحونه و يستغفرونه في السراء و الضراء...و ما الحياة الا تجارب لكم أن تتفوقوا أو أن تخسروا و ما بين التفوق و الخسارة لحظة قرار صارم منكم ...اما التقدم للامام و اما العودة للوراء  ،و المؤمن القوي من ينتصر على نفسه لأنه التفوق الحقيقي و بعدها تليه نجاحات سهلة لن تتوقف عندها أيها المثابر  طويلا بسبب انشغالك بالآتي.. جميلة تلك العثرات و هي تعلمك الوقوف من جديد و بنفس طويل..ستتذوق طعم النصر بقدر تحملك و لن يستغرقك الفرح كثيرا لأن الدنيا محطات لك ان تقف عند أصعبها لتعرف أن رسالتك ثقيلة المحمل فأحسن الحفاظ على موروثها و علم من عرفت فنيات الصبر ستؤجر عليها لا محالة ...حتى يتذكرك من علمته  بالدعاء عن ظهر الغيب  فيكون لك حفظا من كل سوء..و الله لا يكلف نفسا الا وسعها.
هنيئا النصر و التفوق و الفرج...عقبال نصر أمتنا في أن نصلي على مداخل و في باحات الأقصى....ان شاء الله تعالى......
 

أضافة تعليق