مها المحمدي:
	بقوة الصورة التي تُحيل إلى واقع تاريخي حدث ومازال يحدث  وإن اختلفت صوره نستطيع الرد . 
	منذ سنوات والعالم الإسلامي يواجه النصرانية المتعصبة في ثوب ليس جديداً عليها وإن اختلفت الوسيلة ، يُستفز فيه المسلمون أيما استفزاز بالتعرض إلى نبي الرحمة والعدالة والمساواة والحرية - صلى الله عليه وسلم - ، تلك الهتافات التي رددتها فرنسا في ثورتها والتي حاولت تطبيقها فقط على الفرنسيين وليس كلهم !
	أنا هنا لن أرجع بالتاريخ إلى جهل أوربا بما فيها فرنسا ومن سبقها ممن ابتدأوا الرسوم المسيئة إلى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-  ،  لن أعود إلى غبائهم ، إلى قذارتهم قولاً وفعلاً وجسداً ، لن أعود إلى عهودهم المظلمة التي لولا الحضارة الإسلامية التي وضع أسسها نبي الله الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم -  ما تحضروا مادياً فقط .
	سأرجع بالتاريخ إلى صورة واحدة من تصويرهم لعهود حضارتهم الحديثة ، ليست مما فعلوه بالجزائر المسلمة العربية أو غيرها من بلاد العالم ، بل سنرى صورة من استوطن منهم قارات العالم الجديد وكيف تعاملوا مع البشر ، وسأسرد حادثة واحدة فقط  كانت بين من رموه بالإرهاب وبكل فعل شنيع - صلى الله عليه وسلم -  .
	جاء في أسد الغابة لابن الأثير فيما جاء عن ابن الجوزي ، في تنوير الغبش فيما ورد في فضل السودان والحبش ،  أن رجلاً جاء من الحبشة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يسأله فقال :  يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة ، أفرأيت إن آمنت بك ، وعملت مثل ما عملت إني لكائن معك في الجنة ؟ ، قال نعم ، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم –
	والذي نفسي بيده ليرى بياض الأسود من مسيرة ألف عام .
	 ثم قال - صلى الله عليه وسلم -  : من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ، ومن قال سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة .....
	 قال الحبشي : وأن عيني ترى لتريان ما ترى عيناك في الجنة ؟
	فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-  : نعم .
	فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه فدفنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ودلاّ في حفرته ، فنزل قوله تعالى : هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴿١﴾ الإنسان 1- 20 إلى ملكاً كبيرا .
	الإنسان بعموم اللفظ
	 
	فإن قيل  في الحديث ضعف متن أو إنكار أو غرابة فإن من شريعة الإسلام قولاً وفعلاً ما يدل على معناه ، فالمراد بالإنسان هنا جنسه فيشمل جميع بني آدم - عليه السلام – يقول تعالى :
	 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣﴾ الحجرات
	عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : النَّاسُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَنْ تَمْلَأَهُ ، إنَّ اللَّهَ لَا يَسْأَلُ عَنْ أَجْسَادِكُمْ وَلَا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .
	وليس هنا المجال للإفاضة في هذا المعنى ، ويبقى أن نذكر بأن السلوك الخلقي الإسلامي العظيم رداً عليهم ، والتاريخ وصوره رد ، ولا أرى البتة الرد على الفرنسي بتاريخه هو فالكلام الذي ورد في القصائد أو المقالات عن ماضيه وحاضره من الفحش وبمعنى عامي – مرة مرة عيب – هذا وإن في حياتهم من القبائح ما اعتادوا عليه مما لا يروه منقصة وسوءة .