هل من تفسير لضياع مصر؟
عجيب أمر مصر، ما قيمة هذه الكتل البشرية من المثقفين والكتاب والمنظرين والدعاة والعلماء، إذا لم تُحدث ولو ثغرة في جدار حكم مبارك المترهل. هل نحن أمام ظواهر صوتية؟ لا يجوز لي ـ ولا لأي كان ـ أن أقسو على البلد المعطاء ومصر الولادة، لكن ما بال هذا الضياع الذي زُجت مصر في متاهاته، ولا يبدو أن له مخرجا قريبا، والعجيب أن آلة الإفلاس والفشل تزحف وتهلك الحرث والنسل، وكأن البلد أُفرغ من أهل الغيرة والإصلاح؟ هل استسلموا لعصر الضياع وفقدان الكرامة؟ هل نحن أمام حشد من الصياح والحراك الأجوف؟ صرت لا أفهم ما الذي يجري في مصر؟ أم أن حالة الوعي والنضج لم تأذن بعد بإحداث ثقوب في جدار الإفلاس والفشل؟
بقلم خالد حسن
العرب بلا مشروع، ربما، وقد تردد هذا ’’الإقرار’’ كثيرا في الآونة الأخيرة، فمن قال العرب بلا مشروع، لا يعني سوى الحكام والساسة وصناع القرار، وهذا لا مراء فيه، لكن إلى متى تتحمل الأمة كل هذا الشقاء والعبث والفساد؟
يقولون إن الشعوب العربية لديها قدرة هائلة على تحمل المعاناة، مما يثير الإعجاب والاكتئاب في الوقت نفسه.
تراث حضاري عريق، كمصر، يحكمها رئيس مفلس، لم يتغير ولم يغير، والأعجب أن مثقفي مصر وعلماءها وحكماءها ومفكريها كثر، يملؤون القنوات والصحف ضجيجا وصخبا ووعظا وتحليلا واستشرافا، لكنهم عجزوا عن إنقاذ بلادهم من الفشل والضياع والتيه في عهد مبارك.
فالمصريون يشعرون بفخر واعتزاز كبير بتراثهم الحضاري العريق، ولعل هذا التراث يمنحهم نوعا من التعويض عن مشاعر الإحباط والاحتقان. وقد يمنحهم هذا ـ أيضا ـ نوعا من العزاء بأن إرثهم الحضاري العريق كفيل بأن يخرجهم من هذا التردي والتراجع.
وأبشع ما في نظام مبارك هو حالة الإفلاس التي وصل إليها، وجعلته يتخبط ويضطرب. فليس هناك إطار يحكم فلسفة النظام أو سياساته، وليس هناك حتى من شعارات ـ فضلا عن الأهداف - حقيقية يمكن له أن يحشد الناس وراءها. فالفكرة القومية العربية فقيرة لا تقوى على التجدد ولا على الانبعاث ولا على التغيير، ودور مصر الريادي في العالم العربي يتآكل مع صعود قوى إقليمية منافسة لهذا الدور، والمعارضة تبدو في المأزق ذاته. وحتى القليل من الإصلاح الاقتصادي الذي تحقق، لم ينتفع منه إلا عتاة النظام وأتباعه من شبكة المنتفعين من رجال الأعمال وكبار الضباط في القوات المسلحة.
ليس ثمة فشل للدولة والعرب ليسوا ضعفاء، وإنما هناك إفلاس وفشل لنظام حكم وتحالفات مشبوهة عقيمة، لا تنتج إلا القمع ولا تسوق إلا الأوهام.
عجيب أمر مصر، ما قيمة هذه الكتل البشرية من المثقفين والكتاب والمنظرين والدعاة والعلماء، إذا لم تُحدث ولو ثغرة في جدار حكم مبارك المترهل. هل نحن أمام ظواهر صوتية؟ لا يجوز لي ـ ولا لأي كان ـ أن أقسو على البلد المعطاء ومصر الولادة، لكن ما بال هذا الضياع الذي زُجت مصر في متاهاته، ولا يبدو أن له مخرجا قريبا، والعجيب أن آلة الإفلاس والفشل تزحف وتهلك الحرث والنسل، وكأن البلد أُفرغ من أهل الغيرة والإصلاح؟
هل استسلموا لعصر الضياع وفقدان الكرامة؟ هل نحن أمام حشد من الصياح والحراك الأجوف؟ صرت لا أفهم ما الذي يجري في مصر؟ أم أن حالة الوعي والنضج لم تأذن بعد بإحداث ثقوب في جدار الإفلاس والفشل؟
و’’ما نراه ونصفه بـ’’الأسوأ’’، ليس حقيقة هو الأسوأ، طالما أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ’’، فلعل هناك من ينتظر الأسوأ الذي ليس بعده إلا التغيير الفعلي، وهل هناك أسوأ أكثر من هذا الذي يعيشه المصريون اليوم، ربما ’’طالما أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ’’.
ويصيح في أحد الغيورين: من أنت حتى تغير على مصلحي مصر ومثقفيها، وتتههمم بالعجز؟ وهو محق، لكني أتساءل ليس إلا، وأبحث عن تفسير معقول لمصر الولادة المعطاء تتخبط في الفشل والإفلاس والضياع؟
.العصر
عجيب أمر مصر، ما قيمة هذه الكتل البشرية من المثقفين والكتاب والمنظرين والدعاة والعلماء، إذا لم تُحدث ولو ثغرة في جدار حكم مبارك المترهل. هل نحن أمام ظواهر صوتية؟ لا يجوز لي ـ ولا لأي كان ـ أن أقسو على البلد المعطاء ومصر الولادة، لكن ما بال هذا الضياع الذي زُجت مصر في متاهاته، ولا يبدو أن له مخرجا قريبا، والعجيب أن آلة الإفلاس والفشل تزحف وتهلك الحرث والنسل، وكأن البلد أُفرغ من أهل الغيرة والإصلاح؟ هل استسلموا لعصر الضياع وفقدان الكرامة؟ هل نحن أمام حشد من الصياح والحراك الأجوف؟ صرت لا أفهم ما الذي يجري في مصر؟ أم أن حالة الوعي والنضج لم تأذن بعد بإحداث ثقوب في جدار الإفلاس والفشل؟
بقلم خالد حسن
العرب بلا مشروع، ربما، وقد تردد هذا ’’الإقرار’’ كثيرا في الآونة الأخيرة، فمن قال العرب بلا مشروع، لا يعني سوى الحكام والساسة وصناع القرار، وهذا لا مراء فيه، لكن إلى متى تتحمل الأمة كل هذا الشقاء والعبث والفساد؟
يقولون إن الشعوب العربية لديها قدرة هائلة على تحمل المعاناة، مما يثير الإعجاب والاكتئاب في الوقت نفسه.
تراث حضاري عريق، كمصر، يحكمها رئيس مفلس، لم يتغير ولم يغير، والأعجب أن مثقفي مصر وعلماءها وحكماءها ومفكريها كثر، يملؤون القنوات والصحف ضجيجا وصخبا ووعظا وتحليلا واستشرافا، لكنهم عجزوا عن إنقاذ بلادهم من الفشل والضياع والتيه في عهد مبارك.
فالمصريون يشعرون بفخر واعتزاز كبير بتراثهم الحضاري العريق، ولعل هذا التراث يمنحهم نوعا من التعويض عن مشاعر الإحباط والاحتقان. وقد يمنحهم هذا ـ أيضا ـ نوعا من العزاء بأن إرثهم الحضاري العريق كفيل بأن يخرجهم من هذا التردي والتراجع.
وأبشع ما في نظام مبارك هو حالة الإفلاس التي وصل إليها، وجعلته يتخبط ويضطرب. فليس هناك إطار يحكم فلسفة النظام أو سياساته، وليس هناك حتى من شعارات ـ فضلا عن الأهداف - حقيقية يمكن له أن يحشد الناس وراءها. فالفكرة القومية العربية فقيرة لا تقوى على التجدد ولا على الانبعاث ولا على التغيير، ودور مصر الريادي في العالم العربي يتآكل مع صعود قوى إقليمية منافسة لهذا الدور، والمعارضة تبدو في المأزق ذاته. وحتى القليل من الإصلاح الاقتصادي الذي تحقق، لم ينتفع منه إلا عتاة النظام وأتباعه من شبكة المنتفعين من رجال الأعمال وكبار الضباط في القوات المسلحة.
ليس ثمة فشل للدولة والعرب ليسوا ضعفاء، وإنما هناك إفلاس وفشل لنظام حكم وتحالفات مشبوهة عقيمة، لا تنتج إلا القمع ولا تسوق إلا الأوهام.
عجيب أمر مصر، ما قيمة هذه الكتل البشرية من المثقفين والكتاب والمنظرين والدعاة والعلماء، إذا لم تُحدث ولو ثغرة في جدار حكم مبارك المترهل. هل نحن أمام ظواهر صوتية؟ لا يجوز لي ـ ولا لأي كان ـ أن أقسو على البلد المعطاء ومصر الولادة، لكن ما بال هذا الضياع الذي زُجت مصر في متاهاته، ولا يبدو أن له مخرجا قريبا، والعجيب أن آلة الإفلاس والفشل تزحف وتهلك الحرث والنسل، وكأن البلد أُفرغ من أهل الغيرة والإصلاح؟
هل استسلموا لعصر الضياع وفقدان الكرامة؟ هل نحن أمام حشد من الصياح والحراك الأجوف؟ صرت لا أفهم ما الذي يجري في مصر؟ أم أن حالة الوعي والنضج لم تأذن بعد بإحداث ثقوب في جدار الإفلاس والفشل؟
و’’ما نراه ونصفه بـ’’الأسوأ’’، ليس حقيقة هو الأسوأ، طالما أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ’’، فلعل هناك من ينتظر الأسوأ الذي ليس بعده إلا التغيير الفعلي، وهل هناك أسوأ أكثر من هذا الذي يعيشه المصريون اليوم، ربما ’’طالما أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ’’.
ويصيح في أحد الغيورين: من أنت حتى تغير على مصلحي مصر ومثقفيها، وتتههمم بالعجز؟ وهو محق، لكني أتساءل ليس إلا، وأبحث عن تفسير معقول لمصر الولادة المعطاء تتخبط في الفشل والإفلاس والضياع؟
.العصر