مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
حوار حول الدراسات الدينية مع الدكتور لورنس
الدكتور لورنس بي براون وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الدراسات الدينية
عبدالرحمن أبو المجد

تاريخ الإضافة: 14/7/2011 ميلادي - 12/8/1432 هجري زيارة: 155

الدكتور لورنس بي براون:
خرّيج جامعة كورنيل، كليَّة براون الطبّيَّة، وبرنامج Hospital residency بجامعة جورج واشنطن، جرَّاح عيون، تَخَصص في ماء العين، وجراحة refractive، تَقاعد كضابطٍ في القوات الجويَّة، وهو المدير الطبّي لمركز (عين) الرئيسي بالمدينة المنوَّرة في المملكة العربيَّة السعودية.

يُقسّم د. براون وقتَه بين أمريكا، وإنجلترا، والأردن، والمملكة العربية السعوديَّة، وهو أيضًا كان وزيراً دينيًا مقتَدرًا، لديه دكتوراه في اللاَّهوت، وفلسفة الدّين.

’’الدُّكتور براون’’ أيضًا مُؤلّف كتابين في الدين المقارن، بعنوان: ’’الوصيَّة الأولى والنّهائية’’، و’’غودد God’ed’’، بالإضافة إلى كتاب الرّواية الأشهر: ’’اللَّفيفة الثامنة’’، التي حازَتْ على جائزة أفضل روايةٍ في الولايات المتَّحدة للعام 2007.

يعيش ’’الدُّكتور براون’’ وزوجتُه في المدينة المنوَّرة، بالمملكة العربية السعودية مع ابنتهم.

أعاد ’’الدُّكتور براون’’ توجيهَ بؤرة تركيزه نحو الدّراسات الدينية، والتي أثمرت عن اعتناق الإسلام باعتباره دين الله الحقَّ في نيسان/ أبريل 1994.

إنَّ نتائج دراساته ملَخَّصة في كُتبه، وليست في قَصصه، ولا في رواياته.


كَتبَ أيضًا عدَّة مقالات، فضلاً عن كتبه: ميسغدد MisGod’ed، وغدد God’ed، والتي عرض فيها المشكلات المعيبة في علم اللاَّهوت اليهوديّ المسيحي، وبفضل تعمُّق دراساته استنتَج أسباب مشاكله، وقام بفحص الاعتقاد الإسلاميّ بأنَّ النبي محمَّدًا - عليه السَّلام - بشّر به كرسولٍ نهائي، وأنَّ القرآن هو الوحي الإلهي الأخير الذي أُرْسل إلى البشرية جمعاء.

إنَّني مندهش جدًّا من قدراته غير العاديَّة على هذا التحليل المعقَّد للتوراة، والقرآن، وقدرته العجيبة في التحليل المنطقيّ بموضوعيَّة وعمق، بجانب جهده في كتبه العظيمة التي تستحقُّ العديد من الجوائز العظيمة.

س: منذ نيسان/ أبريل 1994، أصبَحْتَ مسلمًا، ما الذي ساعدَك على أن تصبح مسلمًا؟
’’الدُّكتور براون’’: إنَّ المساعدةَ الحقيقية الأكبر، ما يضعه الله من حقيقة في تلك القلوب، ويوجّهها، تلك هي الهديَّة الأعظم منذ أسلمتُ، رأيت الكثير من المتحوّلين يتركون الدّين، ورأيت الكثير من غير المُسلمين الذين رفعوا الستارةَ لتَظهر حقيقة الإسلام حقًّا، مَن يَهْد اللهُ ويُوجّههُ، فلا شيء يمكن أَن يُضلّلَه، ومن يتركه اللهَ في ضلال، فلا شيء يمكن أَن يُرشده.

س: كَيف أثبتَّ أن الدّين الذي ارتضاه الله هو الإسلام؟
’’الدُّكتور براون’’: عندما قُمْتُ بدراسة المعتقدات الإبراهيميَّة، أصبح واضحًا جليًّا لي أنَّ كلاًّ مِن اليهوديَّة والمسيحيَّة، كانتا تمهِّدان في الأساس للإسلام، وعندما قمتُ بتحليل سلاسل الإيحاء في التوراة، والإنجيل عبر سلاسل الإيحاء، كان واضحًا لي أنَّ الله سبحانه أرسل محمدًا كرسولٍ نِهائي، وبأنَّ القرآن المقدَّس، هو الوحي النِّهائي.


س: عمَلُك العظيم: ’’صلة الشَّاهد الحقيقي’’ قويٌّ جدًّا، يجيء هذا العمل كمبادئ للقراءة الإسلاميَّة ال ت ي لا غِنى عنها، لكن هل تتَّفق معي على أنَّ هذا العمل قصير جدًّا؟
’’الدُّكتور براون’’: ’’صلة الشَّاهد الحقيقي’’ قصيرٌ عمدًا؛ لأنَّ هذا الكتاب يَستهدف فقط أن يُقدِّم لِمُعتنقي الإسلام الجدُد الفَهْمَ الصحيح للخلافات الإسلاميَّة التي أصابت أمَّتَنا الإسلامية، أنا لم أَرْغب في اكتساح القارئ؛ لذا جعلتُ الكتاب موجزًا نحو الغرض.


س: في الوصية الأولى والنِّهائية، بحثٌ عن الحقيقة في الإيحاء في الدِّين الإبراهيمي، الأفكار بسيطة، وسهلة الفهم، بالرَّغم من أنَّ مُجْمل هذا الكتاب يَنْدرج في المقارنات الدِّينية بصورة جدِّية، أنت دائمًا تُوضح نقاطه بالأدلَّة الدامغة؛ إمَّا من التوراة أو القرآن، هل يمكن أن تتوسَّع في تبيان ذلك؟
’’الدُّكتور براون’’: أساسًا، أتَّخِذ هذا الموقف لعرض حقيقة الإسلام في كتب اليهود والنصارى الخاصة، فالنصراني المتوسِّط - على سبيل المثال - قد لا يحترم تعليماتٍ أُخِذت من القرآن المقدَّس، إلاَّ إنه سيَحترم تعليماتٍ أُخِذت من التوراة!

لذلك، إذا استطَعْت أن تُشوِّقهم إلى الإسلام من كُتبهم التوراتيَّة الخاصة، فستكون تلك حجَّةً قوية جدًّا عند النصارى.

س: أتذكَّر ’’وليام بيتي’’ قال: اعتنقتُ الإسلامَ منذ سبع سنوات مضَت، لعدَّة سنوات كنت أذهب لأناقش أمِّي النصرانية حول ديني الذي اعتنقتُه، فصادفتُ هذا الكتاب في مكتبةٍ في القاهرة، بمصر، وأدركتُ أنه بَصائر عميقةٌ تنفذ نحو حقائق الدِّين النصراني.

اشتريتُ نسخة من هذا الكتاب لأمِّي من الأمازون كهديَّة، بعد أسبوعين أعلَنَت الحقَّ: أنْ لا شيء يستحقُّ أن يكون معبودًا إلاَّ الله، وأنَّ محمدًا رسولُه الأخير.

الحمد لله، لا إكراه في الدِّين، والله الوحيد - سبحانه وتعالى - يُمكن أن يُوجِّه إلى الصِّراط المستقيمِ تلك القلوبَ المخلصة؛ إذا أراد لها الهداية، وأسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يَجْزي ’’الدُّكتور براون’’ عن هذا الكتاب خيرًا.

لا شكَّ أنَّك ساعدتَ الكثير من الرِّجال والنساء الأمريكيَّات لاعتناق الإسلام دينًا، والعدد يتصاعد بسرعة.

هل يُمكن أن تُخْبِرنا كم كان العدد خلال بضعة أسابيع مضَت؟ وهل كتابُك العظيم ’’الشاهد الحقيقي’’ ساعدَهم؟
’’الدُّكتور براون’’: أنا لا أحسب التحويلات، واجبِي فقط الدَّعوة، والله يوجِّه مَن يختاره للإسلام، الحمد لله، كُتُبي لها مبيعات ثابتة، وأنا أسمع قصصًا لطيفة من النَّاس الذين اشتروها، لكن ليس لديَّ طريقة لِحساب مدى النَّجاح في عدد القُرَّاء الذين اعتنقوا الإسلام.

ولكنني أعتقد أن أفضل كتبي هي: ’’الوصية الأولى والنهائية’’ (الطبعة الثانية)، وكتاب ’’MisGod’ed’’، وكتاب ’’God’ed’’.



س: إنَّ لفائف البحر الميِّت مستعملةٌ كأداةٍ من أدوات الحقيقة التاريخيَّة التي تُناقِض العديد من التعليمات، وأنت كمؤلِّف توسَّعت في تلك المُسلَّمة، فـ’’اللفيفة الثامنة’’ يفترض أنَّها كانت اللَّفيفة القديمة المفقودة منذ زمنٍ طويل، مكتوبة من قبل الحواري ’’جيمس’’، وظلَّت هذه اللفيفة مخفيَّة لقرون، ويُفترض أنَّها كانت المرسوم النِّهائي لِلَفائف البحر الميِّت، هل يمكن أن تتوسَّع في تبيان ذلك؟
’’الدُّكتور براون’’: كتابي، ’’اللفيفة الثامنة’’، روايةٌ من روايات المُغامَرات، استعملتُ الخلافات الحادَّة التي اندلعَتْ كعاصفة قويَّة حول لفائف البحر الميت؛ بغرض تقديم المفاهيم الدِّينية للقُرَّاء، لفائف البحر الميت تعلِّمنا بعض الحقائق الحَرِجة حول المسيحيَّة المبكِّرة، مثل طرد بول، والنِّزاع بين معلِّم الأحقية وخَصْمِه، كل ذلك ينسج في خيوط مغامرةٍ ساحرة، ومثيرة.

س: إنَّني مندهِشٌ من قدرتك لهذا التَّحليل المعقَّد لِنُسخ التَّوراة، والقرآن، وقدرتك في تقديم التحليل العميق بيُسْر وسهولة، كتابك العظيم يستحقُّ جوائز عظيمة، ألَم تحصل على جائزةٍ حتى الآن؟
’’الدُّكتور براون’’: أنا لا أُطارِد الجوائز في الحقيقة، ولكن أُفضِّل أن أعيش حياةً هادئة، إذا قام شخصٌ ما بترشيحي لجائزة وفُزْت بها، فأنا متأكِّد بأنني سأَقْبلُها، ولكن حتَّى الآن الجائزة الوحيدة التي أُريدها حقًّا هي أن يَرْضى الله عن عمَلي برحمته، وأن يكرمني بجائزة الجنَّة؛ تلك فقط هي الجائزة التي أرغب فيها!

س: أنت رِوائيٌّ، كتبتَ في قصص الألغاز، وقمت بتأليف القصص المثيرة، وفازَتْ روايتك الشهيرة بِجائزة أفضل رواية لعام 2007.

كروائيٍّ: لماذا سورة يوسف ذكَرت أنها ’’أحسن القصص’’؟
’’الدُّكتور براون’’: لهذا السؤال؛ أنا فقط يجب أن أقُول بأنَّ كل قارئ يجب أن يُفتِّش عن أسبابه، أو يسأل قلبه الخاصَّ، لماذا هي أفضل قصة؟

الله أعلم.

س: أنت مؤلِّفُ كتابين هامَّين في مقارنة الأديان؛ ’’الوصية الأولى والنِّهائية’’ و’’God’ed’’، بالإضافة إلى كتاب قصة ’’اللفيفة الثامنة’’، لماذا لا تكتب كتابًا عظيمًا حول النبيِّ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم؟
’’الدُّكتور براون’’: في الحقيقة، أنا لا أعتقد بأنَّني أَقْدر على كتابة السِّيَر الذاتية بالمهارة التي كتب بها، فأنا مختص في الكتابة عن الأشياء التي لم يَتِمَّ تغطيتُها في الكتابات الأخرى، وبعبارة أخرى: أُحاول ألا أُكرِّر عمَلاً سبَقني.

أكتبُ فقط عندما أشعر بأنني أُنْجِز ما لم ينجزه أحدٌ من قبل، ما عدا ذلك فحتَّى الآن لم أَكْتب.

*الألوكة
أضافة تعليق