مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
الشريعة والحياة  مع الدكتور يوسف القرضاوي
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تمت الإضافة بتاريخ : 29/07/2010م
الموافق : 18/08/1431 هـ


الدكتور يوسف القرضاوي نتناول اليوم موضوع تميزت به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما جاء في قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، وعنه صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). هذا الحديث الشريف وضع كل مسلم أمام مسئوليته، وحفزت الشباب على وجه الخصوص للسعي للتغيير باليد دون حساب للعواقب، بل إن البعض رفع السلاح وهاجم الحكومات أو اعتدى على حرمات وخصوصات الأفراد بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما أدى لاختلاط الأمور لدى العديد من الناس، تساؤلات عديدة نطرحها على ضيفنا الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي.

ما هو المعروف وما هو المنكر، ومن له حق تحقيق المعروف أو المنكر؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فهذا موضوع له أهمية خاصة، لأنه كما ذكرت تتميز به الأمة الإسلامية والفرد المسلم عن غيره، المسلم لا يحرص على صلاح نفسه فقط، بل لابد أن يحمل مسئولية صلاح غيره وصلاح الأمة، وهذا عبر عنه الإسلام بعبارات عدة منها عبارة ’’الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر’’ منها ’’التواصي بالصبر والتواصي بالحق’’ (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) أي وصّوا غيرهم بالحق وقبل وصية غيره بالحق، فليس في الإسلام أكبر من أن يوصى ولا أصغر من أن يوصي، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، لأن من أراد الوصية بالحق لابد أن يوطن نفسه على الصبر، كما قال لقمان لابنه (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك)، المسلم يسعى لإصلاح غيره كما سعى لإصلاح نفسه، كما يعبر عنها في الحديث (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) وعبر عنه بالدعوى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) كلها تعبيرات تجعل في عنق الفرد المسلم والمجتمع المسلم والدولة المسلمة، هذه المسئولية الكبيرة، وعن الدولة المسلمة قال تعالى (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) والمجتمع المسلم يصفه الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) المؤمنات أيضاً، البعض ربما توهم أن الأمر خصوصية رجالية، كلا، المؤمنات يقمن بدورهن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما وصف الله تعالى بعد تلك الآية، المنافقين في قوله تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) في مقابل هؤلاء المنافقين والمنافقات يأتي مجتمع المؤمنين والمؤمنات. لذلك وصف الله المؤمنين الذين اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة بقوله (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله) في الآية التي ذكرتها في بداية حديثك (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) لاشك أن الإيمان بالله هو الأساس، إنما هو قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليبّين أن هذه مزية لهذه الأمة، كما قدمها على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة في الآية الأخرى ليدل على أهمية هذه الفريضة المنسية للأسف في مجتمعاتنا، الإسلام يريد كل مسلم يقوم بدوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحيث يعيش المنكر في المجتمع الإسلامي غريباً كالشخص المحكوم عليه بالإعدام أو بالسجن المؤبد، يعيش مطارداً محاصراً، فيمكن أن يقع منكر في المجتمع الإسلامي لأنه ليس مجتمع أنبياء وملائكة، إنما لو وقع المنكر يقع على استحياء، يحاول أن يستخفي، يحس أن هذه الأرض ليست أرضه وهذه الدار ليست داره، وهؤلاء الناس ليسوا أهله، فهذا هو المجتمع الإسلامي، يقاوم المنكر كما يقاوم الحريق، فالحريق يأكل الأحجار والمباني، والمنكرات تأكل الأخلاق والقيم والمعاني، والمجتمع المسلم حريص على قيمه ومعانيه وأخلاقياته وقيمه وعقائده وشرائعه، لذلك يطارد المنكرات، لذلك أحببت أن نبدأ ببيان أهمية هذا الأمر وفرضيته، وبيان أنه فريضة على كل إنسان بحسب استطاعته، هناك مستويات مستوى معين يكون واجب العلماء مثل بيان حقائق الإسلام والرد على أباطيل الخصوم، بتبليغ الناس دعوة الإسلام وغيرها، ذلك يحتاج لعلماء وليس أفراد من العلماء إنما يحتاج لأمة كما قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وكما قال الشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، أن الأمة هنا جماعة مترابطة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يدل على شرعية الجماعات الإسلامية التي تقوم بالإصلاح والتغيير والدعوة إلى الله وفي تقويم ما يعوج من أمور الأمة، فهو عمل جماعي، ويد الله مع الجماعة، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، لا يستطيع فرد بمفرده أن يقاوم المنكرات الشائعة، يحتاج لمن يعاونه، فتعال يا أخي ضع يدك في يدي لنتعاون معاً لمقاومة المنكرات وإشاعة المعروف وهذا يقول فيه تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). نحن نتحدث عن المعروف والمنكر شرعاً، فلابد أن يكونا مما ثبت بأدلة الشرع، فالمقياس هنا الأدلة الشرعية القرآن والسنة، لذلك المعروف ما أمر به الشرع وجوباً واستحباباً، المنكر ما نهى عنه الشرع خصوصاً ووجوباً، المكروه لا يدخل في هذا (المنكر) المنكر محظور الوقوع شرعاً، والإمام الغزالي يقول ’’نقول المنكر ولا نقول المعصية لأن المنكر أعم وأشمل من المعصية’’ قد ترى صبياً يرتكب شيئاً لا يجوز فهي ليست معصية لأن المعصية لا ترتكب إلا من بالغ عاقل، وهذا ليس بالغاً، قد ترى مجنوناً يرتكب فساداً، هذا منكر يجب منعه، قد ترى ربما بهيماً سلط على زرع إنسان، قد ترى ناراً شبت في شيء لابد أن تزيل هذا، فالمنكر كل ما حظره الشرع، أي حرام شرعاً، لكن هذا طبعاً لا يشمل أي شيء، لابد أن يكون حراماً محظوراً شرعاً، ولابد أن يكون منكراً متفقاً عليه كما قالوا (لا إنكار في الأمور الخلافية) كما قال الإمام الغزالي لا يجوز لشخص شافعي أن يقول لحنفي أنت ارتكبت منكراً بأن تزوجت امرأة بغير ولي، هذا يجيزه مذهبه، الأمور الخلافية لا ينبغي أن تدخل في هذا، وإلا ستكون في خصومة ومعركة مستمرة، ومن الأشياء المهمة أن نعرف أن هناك كثير من الناس عنده المنكرات أشياء محدودة، مثل البعض عنده المنكر شرب الخمر والزنا وترك الصلاة والصيام، ولا يعتقد أن إهمال الإنسان في عمله الذي يأخذ عليه أجراً وعدم إتقانه لهذا العمل حرام، عدم العدل في الأمور أو تزوير الانتخابات، تنتخب من لا يستحق الانتخاب، تشهد زوراً في هذه الحالة، أو وقوفك مع الظالمين وتأييدك لهم ومشيك في ركابهم، عدم العناية بالمال العام، هناك أمور كثيرة جداً من المنكرات لا تبالي به الناس، فكل ما يتعلق بحق الأمة والناس والجماعة والأفراد يعتبر من المنكرات، إذاً من الشروط أن يكون هذا المنكر حراماً، أن يكون مما اتفق على حرمته، أن يكون هذا المنكر مرئياً الحديث يقول (من رأى منكم منكراً..) لابد أن يراه، المنكر المستخفي لا علاقة لك به، من استتر بستر الله فأمره على الله لسنا مسئولين أن نكشف ستره للناس، ولا أن نضع أجهزة للتنصت عليه أو كاميرات خفية تصورهم أو نقتحم بيوتهم، كلا، (لا تجسسوا)، لسنا مأمورين بالتجسس على أحد الإسلام يريد أن لا تظهر المعصية فهي تضر المجتمع إذا استعلت، أما إذا استخفت فانتهى، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، أي حتى في العقوبة أمام الله سبحانه وتعالى، الله يخفف ويعفو عمن استحى واستتر، لأن المستتر لازال عنده بقية من حياء والحياء من الإيمان، فالمنكر الذي ينبغي أن يغير هو المنكر المستعلن الظاهر للناس، لذلك روي أن سيدنا عمر رضي الله عنه أحس أن أحدهم يقوم بفعل ما في بيته فتسور عليه الجدار ودخل وفاجأه، فلما رآه قال له ما هذا؟ فقال له الرجل يا أمير المؤمنين إن كنت قد أخطأت خطأً، فقد أخطأت ثلاثاً، قال وما هي، قال: الله تعالى يقول (وائتوا البيوت من أبوابها) وأنت تسورت علينا الجدار، قال (ولا تجسسوا) وقد تجسست علينا، وقال (لا تدخلوا بيوتاً حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) وأنت ما استأنست وما سلمت فابتسم سيدنا عمر. فليس لنا أن نتجسس على الناس، فالإنسان له خصوصيته، والبيوت لها حرمتها والإنسان في بيته ملك ليس لأحد أن يقتحمه عليه، إلا لو كان مثلا أخذ أحدا ليقتله في بيته، هنا يدخل حق الغير، حتى قال العلماء لابد أن يكون المنكر حالاً، إنما أن يكون منكر انتهى، أو ينوي عمله، هذه شروط لابد أن تراعى حينما نريد أن نغير المنكر خاصة باليد، فلابد من التشديد فيه.إلى أعلى

هل هناك منكرات يجب على المسلم أن يغض الطرف عنها خوفاً من أن تؤدي لمنكرات أكبر منها؟ وما طبيعة هذه المنكرات؟

المنكرات درجات كما قلنا، هناك المكروهات، المشتبهات (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) هناك الصغائر، لا ينبغي للإنسان أن يقتحم ويشدد فيها إلا إذا واظب عليها الإنسان لأنه لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار، وقد ورد أن سيدنا عمر جاءه جماعة من أهل مصر معهم عبد الله بن عمرو بن العاص، جاءوا يشتكون على واليهم (أمير مصر في ذلك الوقت عمرو بن العاص) يأخذون عليه بعض الأشياء من صغائر الأمور، فسيدنا عمر جاء بهم في مكان بعيد عن الناس وجالسهم وظل يسألهم، قرأت كتاب الله، كل واحد فيهم قال نعم، هل أحصيته في سمعك، قالوا اللهم لا، هل أحصيته في بصرك، قالوا: اللهم لا، هل في لسانك، قالوا: اللهم لا، هل في لسانك، قالوا: اللهم لا، في فمك، اللهم لا وهكذا،… ثم قال لهم، إذا أنتم لم تحصوا القرآن ولم تدققوه في جوارحكم وأعمالكم فلماذا تطالبون عمرو بكذا وكذا. قد علم الله أن ستكون لنا أنات، ثم تلا قول الله تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً) أي اترك الكبائر تكفر عنك الصغائر، فينبغي ألا يشدد الإنسان في أمر الصغائر لأنها تغفر باجتناب الكبائر وتغفر بالصلاة والصيام والصدقة، كما جاء في الحديث الصحيح،(الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) فلا يجوز أن نشدد في الصغائر كما نشدد في الكبائر، كل ذنب له وزنه، فلا نخرج عن التسعيرة التي وضعها الشرع.إلى أعلى

هناك من يستند لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإلى الحديث الذي رواه الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم (ليس للمؤمن أن يذل نفسه) أي الإنسان لو وجد نفسه سيتعرض للأذى فعليه نفسه.

الآية التي ذكرتها تحدث عنها الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خطبة خطبها بعد خلافته وقال، يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتؤلونها على غير وجهها (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده) وفي رواية الناس إذا رأوا المنكر وفيهم من يقدر على أن يغيره ولم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه، فذكر أبو بكر رضي الله عنه أن المعنى الذي فهمه بعض الناس بأن يلزم كل فرد نفسه ولا يضله ضلال الآخرين تدل على أن الآية لا تدل على هذا، فالآية تقول (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ولا يمكن أن يكون الإنسان مهتدياً وأن يكون تاركاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الاهتداء لا يتم إلا كما قال تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) الاهتداء هو الحصيلة النهائية، فلا يمكن للإنسان أن يعتبر من المهتدين إذا ترك هذه الفريضة العظيمة التواصي بالحق والصبر والدعوة لله والنصيحة في الدين والنهي عن المنكر. إنما يكون هذا إذا دعا ونهى ولم يستجاب له، لأن بعض الصحابة فعلاً كان يفعل هذا ويؤذيه أنه لا يجد استجابة، خصوصاً من دخل الإسلام وآباؤه مشركين أو إخوانهم وهم حريصون على هدايتهم، فكأن الله تعالى أراد أن يواسيهم ويقول لهم أنكم فعلتم ما عليكم، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان حريصاً جداً على هداية قومه والله تعالى يقول: (لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) ستقتل نفسك لأجلهم (ما أنزل عليك القرآن لتشقى) (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من ضل) فهذا معنى الآية، أن الإنسان يفعل ما بوسعه، هو عليه الدعوة وعلى الله الهداية، عليك البلاغ وعلينا الحساب (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) فهو يطمئن الإنسان أنه إذا فعل ما بوسعه من الهداية والدعوة والأمر والنهي فليس عليه النتيجة، فالنتيجة على الله سبحانه وتعالى عز وجل، هو الذي يحول القلوب من الضلال إلى الهدى ويخرجها من الظلمات إلى النور، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.إلى أعلى

ما هي درجات النهي عن المنكر، متى يكون بالقلب ومتى باللسان ومتى باليد (أي بالقوة) والتغيير بالقوة متى يكون وعلى من تجب؟

هناك درجة مفروضة على كل مسلم، ولا يجوز أن يخلو منها مسلم أو مسلمة بحال من الأحوال، هي التغيير بالقلب، هذه درجة لابد أن توجد في كل المسلمين والمسلمات، أن ينكروا المنكر بقلوبهم، وهذا يعني أن يكرهوه ولا يرضون عنه، لا يحب أهله ولا يجالسهم ولا يآكلهم ولا يشاورهم، إذا لم يزل المنكر، فليزل عنه الله تعالى يقول (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) الإنكار بالقلب فريضة لا تسقط بحال من الأحوال، فإذا سقطت فلا إيمان، لأنها أضعف الإيمان وهي مطلوبة في كل الأحوال فإذا غيرت باللسان لابد أن تكون قد غيرت وكرهت بالقلب، وإذا غيرت باليد فلابد أن تكون كارهاً بالقلب، إنما تبقى الدرجتان الأخريان، باليد وباللسان، وطبعاً إذا استطعت أن تغير باللسان فلا تلجأ إلى اليد كأن يرى أحد منكر من ولده فينهره ويكف عنه الولد، فهذا يكفي ولا يستدعي الحال لاستعمال اليد. إنما يلجأ لليد إذا لم ينفع اللسان، وهنا أود أن أقول أن هناك درجات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تبدأ بالبيان والتعريف، أول شيء أن تقول للشخص هذا حلال وهذا حرام وهذا يجوز وهذا لا يجوز، تعرفه بهذا بأدب وحكمة (البيان والتعريف) هذا لابد أن يكون عارفاً أن هذا حلال وهذا حرام، الأمر الثاني (الوعظ والتخويف) ويذكر له الآيات والأحاديث النبوية التي تحرم هذا الأمر، يذكره بالله وبالآخرة وبالجنة والنار، وبالثواب والعقاب ترغيباً وترهيباً، هناك درجة (السب والتعنيف) كأن يقول يا ظالم يا فاجر، يا كذا أما تخاف الله، تأكل حقوق الناس، تأكل أموال الناس بالباطل تظلم الضعفاء، هذه درجة ثالثة، هناك درجة التهديد بالقوة، إذا لم تنته عن ذلك لأفعلن بك هذا، هناك درجة خامسة، التغيير باليد، درجة سادسة أنه لا يغير المنكر باليد فقط بل يدخل معه في معركة، ودرجة أعلى من هذا يأتي بأعوان ويقيم حرب ضد هؤلاء. إذن هذه درجات فوق بعض الإمام الغزالي قال في إنكار الابن على أبيه أو التلميذ على مدرسه أو المحكوم مع الحكيم، هناك آداب خاصة، فالابن مع أبيه لا يجوز له استخدام إلا المرتبتين الأولتين، يبين له ويعرفه ويعظه ويخوفه بأدب، فالأب له حق (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً) ولا ينبغي للإنسان أن يدخل بالعنف والسب والتهديد من أول الأمر ولا مع كل الناس، لأن الله سبحانه وتعالى أمر بالرفق وقال (وإن كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال (إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) (وما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما دخل العنف في شيء إلا شانه)، وقال ابن مسعود ’’لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من اجتمع فيه ثلاث خصال عالم بما يأمر به عالم بما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به عدل فيما ينهى عنه، رفيق بما يأمر به رفيق بما ينهى عنه’’، دخل رجل على المأمون (خليفة المسلمين) وقال له يا رجل يا فاجر يا كذا، وكان المأمون رجلاً كيّساً حكيماً وعلى رفق وقال له، يا هذا إن الله بعث من هو خير منك إلى من هو شر منك وأمره بالرفق، قال له من، قال بعث الله موسى وهارون وهما خير منك إلى فرعون وهو شر مني، وكانت وصية الله لهما (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينّا لعله يتذكر أو يخشى) فخجل الرجل، فالرفق مطلوب، والتغيير باليد لا يليق مع كل واحد، لابد أن يكون هناك قدرة فعلية على تغيير المنكر، وهذا لكل ذي سلطان في سلطانه، البعض هنا يقول أن هذا لا يكون إلا للدولة، هذا غير صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (من رأى منكم منكراً فليغيره)، فمثلا رجل رأى زوجته وهي تدخل رجلاً عندها، هل يتركها ويكون ديّوثا أم يمنعها، رأى ابنه الصغير يرتكب القبيح يسكت عليه؟ فلابد من القدرة على تغيير المنكر، وألا يترتب على تغيير المنكر منكر أكبر منه، فأنت إن رأيت على الحاكم منكراً وأردت تغييره وهذا التغيير سيترتب عليه فتنة مثل سفك الدماء والأرواح، هنا أجمع العلماء نسكت على هذا المنكر خوفا مما هو أعظم منه، اختياراً لأهون الشرين، وارتكاباً لأخف الضررين واستند العلماء على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: (لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم) وحتى لا يحدث فتنة ويقول الناس أنه هدم الكعبة وكذا، سكت على هذا (وكانت قريش قد بنت الكعبة وتركت جزء من كعبة إبراهيم)، وبهذا نستدل على أنه لا يجوز أن نغّير المنكر إذا ترتب عليه منكر أكبر، ومن هذا المنكر إذا ارتكبته الدولة أن نصبر عليه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على طاعة الأمراء وإن رأينا منهم ما يكره، في صحيح البخاري ومسلم، حديث ابن عباس (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات، فميتته جاهلية) ووردت أحاديث في طاعة الأمراء، (قالوا يا رسول الله ألا ننابذهم (بالسيف)؟ قال لا ما صلوا أو ما أقاموا فيكم الصلاة) وأمر الإنسان أن يصبر حتى إذا ضرب ظهره وأخذ ماله، هذا لماذا؟ حتى يكون مسألة الخروج المسلح لمن هب ودب، ليس كلأ مباحاً لكل غضبان على حاكم. لابد أن تكون مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، الإسلام هنا يحرص على وحدة الأمة وعلى سلامة الأرواح والدماء والأموال فيها، ويعود المسلم على الصبر ويلجم نفسه، وإن رأى أشياء يكرهها، فهناك بعض الشباب في أشياء مختلف فيها يحرق محلات تبيع الفيديو أو كذا، ويضرب المتبرجات في الشارع، أو من يسمع الغناء والموسيقى وهي ليست من المحرمات القطعية، وبعض الشباب ذهب ليغلق محلات العصير لأن رمضان ثبت في بلد آخر وليس في بلده، وبعضهم أراد أن يصلي العيد لأنه ثبت في بلد آخر ولم يثبت في بلده، واشتبكوا مع الشرطة، هؤلاء لم يفهموا، فالخطأ أن كثير من الناس ليس عندهم الفقه الكافي في هذه النقطة فيستخدمون القوة في غير موضعها. متى تستخدم القوة إذا ارتكبت الحكومة منكراً؟ أو كيف نقوّم منكر الحكومة أو السلطة؟ عندنا 3 أشياء لابد أن تملك إحداها، إما أن تملك القوات المسلحة التي بيديها الأمن، أنا كتبت في كتابي (حتمية الحل الإسلامي) أن بعض الشباب للأسف في مصر (شباب الفنية العسكرية) أرادوا أن يقوموا بانقلاب بطلاب في مدرسة، كيف نقاوم ـ في هذه العصر ـ القوات المسلحة بطلاب المدرسة؟ نحن في عصر أصبحت فيه القوات المسلحة قوات هائلة، أسلحة شتى، فلا يمكن لقوة شعبية أن تقاوم هذا، وأنا ضربت مثل في هذا الكتاب أن جماعة فتح في عمّان اختلفت مع الملك حسين وكانت النتيجة أن استطاع الجيش الأردني في أيام معدودة أن يقضي عليها، مع أنها كانت مسلحة ومتمركزة في العمارات والبدرومات والسطوح ومؤيدة عربياً ودولياً إنما الجيش أقوى. وكما حدث في السودان، حدث خلخلة وكان لابد أن يقفز على الحكم أناس إذا لم يكن إسلاميين فشيوعيين أو غيرهم، فأخذوا الحكم دون يريقوا قطرة من دم، لا مانع من هذا، هذا أول شيء أن تمتلك القوة.

الأمر الثاني أن تمتلك أغلبية في المجلس التشريعي، أن تخوض الانتخابات وينتخبك الشعب، والمجلس التشريعي هو الذي يسن القوانين ويشرع الأمور، فأنت تستطيع فيها أن تلغي من القوانين ما يرفضها الإسلام، وتأخذ ما تشاء وتقرر ما تشاء من القوانين التي يقرها الإسلام. الأمر الثالث هو أن تكون معك جماهيرية شعبية كاسحة، كالإجماع أو ما يشبه الإجماع، وهذا ما حدث في ثورة الخميني، فكان الشعب معه، الجيش في أول الأمر قاوم ولكن بعد مدة لا يمكن أن يقف ضد الشعب كله. فمن يملك واحدة من الثلاث يقاوم، إنما يأتي أحد معه مجموعة من الناس يريد أن يقاوم السلطة فيدخل في متاهات وتسفك دماء بغير حق وتدمر منشآت بغير حق، هذا لا يمكن أن يؤدي لنتيجة، ونحن ما قرأناه في التاريخ وما شاهدناه في الواقع نجد أن العنف وصل إلى نتيجة من السلطة لم يغيره حكماً ولم يسقط حكومة، هذا ما شاهدناه، ولهذا أنا ضد العنف بكل وسيلة العنف الدموي الذي يستبيح الأرواح والدماء بغير حق، أنا ضده.إلى أعلى مشاهد من الإمارات:

على المستوى الفردي كيف نواجه الغطرسة الأمريكية والغربية، فكيف نواجه هذا الإذلال وهذا السحق حتى العظام من قبلهم ومثال ما يحدث للعراق؟

لاشك ما أثاره الأخ أمر يندى له الجبين ويتقطع له القلب وتتفتت له الأكباد ما وصل إليه حال الأمة بحيث أصبح الآخرون يتحكمون فينا كأننا قطيع من الأغنام، وكأننا أناس لا رأي لنا ولا سيادة لنا حتى على أرضنا، ويطردوننا من ديارنا، وهذا ما يجب أن نرفضه بقوة وبصراحة وأن تعلن الشعوب رأيها برفض هذا الأمر، لسنا عبيداً لأحد، نحن خير أمة أخرجت للناس، نحن أمة الوسط، كنا سادة العالم قروناً عديدة، كيف نستذل إلى هذا الحد، نحن لسنا مع صدام حسين ولسنا بعثيين، ولكن نحن مع شعب العراق، ما ذنب هذا الشعب بحيث يفرض عليه الحصار كل هذه السنين ويجوع الأطفال ويموتون من قلة الغذاء والدواء، ويضطر الناس من بيع الضروريات عندهم، حتى قال لي أحد الأخوة أناس باعوا الأبواب والستائر والنوافذ، لا يجدون القوت، هذا الشعب الكريم الذي له في تاريخ الحضارة قدم راسخة يصبح ذليلاً إلى هذا الحد، ونحن متفرجون كأن الأمر لا يعنينا، فقدنا معنى الأمة، أين أمة العرب وأمة الإسلام، لو صرخنا كلنا لا، لأزعجنا الدنيا ولكن للأسف أولبرايت تقول أن كل العرب وافقوا، ويبدوا أن الكل موافق، وكما قال أحد الصحفيين من لم يوافق في العلانية وافق في السر، ومن لم يوافق خطياً وافق شفهياً، ومن لم يوافق في البداية وافق في النهاية، هذا كلام لا يجوز بحال من الأحوال. ثم إلى متى، العراق ارتكب خطيئة كبرى بغزوهم الكويت من غير شك، وهم الذين أغروه بهذا وحضوه للأسف ودخل بحنقه في هذه القضية، ومكن هؤلاء من رقبته، إلى متى يستمر هذا الحصار؟ إلى غير نهاية؟ ومن الذي يتحكم؟ الولايات المتحدة باسم الأمم المتحدة!! الولايات أصبحت حاكم العالم لأن الله أعطاها قوة فهي كما قال الله تعالى لمن عاد (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة، أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون) هؤلاء اغتروا بقوتهم وأرادوا أن يتحكموا في رقاب العالم، وكان وجود الاتحاد السوفييتي رحمة كما كان المسلمون قديماً يقولون (اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين) يعني من مصلحة الناس أن يكون هناك أقوياء تتصارع إنما أصبحت قوة وحيدة تريد أن تتحكم في العالم وتذل العالم تبدأ بالمسيحيين واعتبروا الإسلام هو العدو الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وسموا الإسلام الخطر الأخضر بعد أن تقاربوا مع الخطر الأصفر في الصين، وبعد أن أزال الخطر الأحمر في الاتحاد السوفييتي، هذا الخطر الأخضر يرشحونه للعداوة ويرتبون له من جديد، ويريدون عولمة العالم وإعادة ترتيبه، عبارات شتى يقصدون بها أن يكون كل شيء في أيديهم.

يجب في الحقيقة أن نقف وقفة أبية شجاعة حرة وأن نقول لا، ويجب علينا جميعاً أن نقاطع البضائع الأمريكية وهذه كلمات معروفة قالها المفكر روجه جارودي عندما جاء هنا، قال قاطعوا أمريكا وهذا ما نادينا به منذ زمن، أن كل مسلم يستطيع أن يقاطع إسرائيل ويقاطع أمريكا، وهذا كله في الحقيقة لخدمة إسرائيل، أصبحت إسرائيل تعمل كل شيء وبعد أن كانت إسرائيل هي القضية الحية، نتكلم عن المسجد الأقصى والقدس والمستوطنات وعما يجري في الضفة والقطاع، أنسونا بهذه القضية ما تفعل إسرائيل، وإذا كانت أمريكا حريصة على تطبيق القوانين الدولية وعلى أن تطبق قرارات مجلس الأمن، إسرائيل يم تحترم قراراً واحداً من قرارات مجلس الأمن في عمرها كله، لماذا لم تؤدب إسرائيل ولم يلفت نظر إسرائيل؟ على العكس أمريكا مع إسرائيل تؤيدها بالسلاح وبالمال والفيتو، وبكل شيء الكيل بكيلين، وتتكلم بلغتين وتقابل الناس بوجهين، كل ما أقوله علينا باعتبارنا عرباً وباعتبارنا مسلمين أن ننكر هذا الأمر بعلانية وبقوة ونقول لا، نصرخ ولا نبالي بعد ذلك بما أصابنا بعد في سبيل الله.إلى أعلى

مشاهد من الدوحة:

كيف يمكن تطبيق نظام سيدنا عمر رضي الله عنه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

سيدنا عمر كان يشجع الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان يقول على منبره، مرحبا بالناصح أبد الدهر، مرحبا بالناصح غدواً وعشياً رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوب نفسي، ولما جاء له رجل وقال اتق الله يا أمير المؤمنين، أنكر عليه بعض أصحاب عمر وقالوا له كيف تقول هذا؟ فقال عمر رضي الله عنه لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها. وقال على المنبر يوماً، أيها الناس من رأى منكم مني يوماً اعوجاجاً فليقومني فقال له أعرابي: ’’والله يا ابن الخطاب لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا’’ فلم يغضب عمر ولم يقل اقبضوا على هذا الرجل، إنما قال الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بحد السيف. وردت عليه امرأة مرة وهو على المنبر في قضية تقبل النقاش، قال سيدنا عمر أصابت المرأة وأخطأ عمر. فهذه المفاهيم لم توجد أنظمة أو مؤسسات، واضحة في ذلك الوقت لأنه كان في بداية الإسلام، لعله لو طال العهد بالمسلمين لوضعوا مؤسسات لمجلس الشورى وأهل الحل والعقد، إنما كانت أشياء واضحة، فليس الحاكم إلها لا يسأل عما يفعل، كل إنسان يسأل عما يفعل.
مشاهد من السعودية:

معظم الحركات الإسلامية في الوطن العربي قبلت بالديمقراطية، ولكن الحكومات أبت إلا أن تحارب هذه الحركات الإسلامية فكيف نقاوم الحكومة؟

المشكلة في بلادنا العربية والإسلامية، حتى لما أخذوا الديمقراطية لم يطبقوها كما ينبغي، نحن قبلنا الديمقراطية على أن تكون ديمقراطية المجتمع المسلم، تحل ما أحل الله وتحرم ما حرم الله، بعض الناس يقولون كيف تقبل الديمقراطية وهي يمكن أن تغير كل شيء حتى أنها يمكن أن تسقط الفرائض وتحل المحرمات، لا هذه ديمقراطية المجتمع الغربي، إنما في المجتمع المسلم فديمقراطية تلائم المجتمع المسلم، فنحن نأخذ من الديمقراطية ضماناتها وأساليبها، فموضوع مثل موضوع الانتخاب في الديمقراطية، نأخذه فالإسلام يقول أنه يجب الرجوع إلى أهل الحل والعقد، كيف نعرف أهل الحل والعقد؟ يمكن هنا في قطر يمكن معرفته لأنه مجتمع محدود، إنما 65 مليوناً في مصر أو 120 مليوناً في باكستان أو بنجلاديش أو 200 مليوناً في أندونيسيا، كيف نعرف أهل الحل والعقد فيها؟ الانتخاب هو الذي يبين لي، أضع شروطاً للمنتخب والمنتخب، أضع شروط أن يكون مسلم مؤمن مستقيم على قدر كذا من العلم، وبعد ذلك الناس تنتخبه ثم نحكم الأغلبية ثم نتبع السواد الأعظم، إنما المشكلة أننا عندما أخذنا الديمقراطية إما زيفنا في الانتخابات ولم نسمح لبعض الناس أن يكونوا جماعات سياسية ونحرم البعض من أن يكون له جماعة سياسية، وكيف يكون الدين في حرمانه السياسي، هذا ما يحدث للأسف في بلادنا، عندما أخذنا الديمقراطية لم نأخذها بجدية ولم نأخذها بحقها كما ينبغي.

فاكس من مشاهد من القاهرة: جاء في كتاب إعلان دستور إسلامي للمستشار على جريشة من واجبات الحسبة في الدولة الإسلامية التحقيق في شكاوى الإفراد وتظلماتهم ضد أجهزة الدولة، منع انتهاك حقوق الأفراد، مراقبة شرعية قرارات الإدارية و، فهل ترون أن هذه الأمور تدخل في نطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

نعم، الدولة يجب أن تقر هذا، الدولة الحديثة عندما تكون مجلس الدولة وديوان المظالم، كان في التاريخ الإسلامي ما يسمى ديوان المظالم، أو محكمة المظالم، التي يشكو فيها الإنسان الوالي أو بعض القائمين على وظائف الحكومة، كما يشكى الآن إلى المحكمة الإدارية وإلى مجلس الدولة، الدولة المسلمة يجب أن تنظم هذا الأمر، وهذا كله يدخل في الاحتساب.
مشاهد من الرياض:

يجب مخاطبة المؤمنين وليس المسلمين، لأن المؤمنين هم القادرين على إعادة الأوطان، كذلك لا نقول عرب بل المؤمنين أيضاً.

الآية التي تقصدها في سورة الحجرات (قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) لاشك أن الإيمان أخص من الإسلام، والإسلام علانية والإيمان في القلب، والإيمان الحقيقي ما ذكر في القرآن ويتجسد في أعمال وأخلاق، (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون) (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) ولعل الأخ يشير إلى أخلاق الإيمان وشعبه التي ذكرها الإمام البيهقي في كتاب أسماه (الجامع لشعب الإيمان) نشر في 14 مجلداً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى من الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) ونحن نقول أن المسلم عندما يرتقي يأخذ قدره من الإيمان على قدر ما يوفقه الله إليه، لكن كل مسلم كاذب كما يقول الأخ، وإلا لم يكن عنده من الإيمان من شيء، ممكن أن يكون مسلم ضعيف الإيمان، ولكن الأصل في المسلم الصدق، ونحن علينا أن نقوي إيمان المسلمين ونعتبر المسلمين إلى خير، ولسنا متشائمين من المسلمين كما يقول الأخ، بشائر الخير موجودة والحمد لله، والصحوة الإسلامية الموجودة من أين جاءت؟ من المسلمين، فليستبشر الأخ وليعلم أن الأمة ستنتصر إن شاء الله والله قد وعدنا أن يظهر الإسلام على الدين كله ولو كره المشركون، أما العرب، فهم المفروض عصبة الإسلام، الذين نشروا الإسلام في العالم هم العرب، أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا عربا، حتى الذين لم يكونوا من جنس العرب، عرّبهم الإسلام، (سلمان الفارسي، وبلال الحبشي) عرّبهم الإسلام، لأنهم تكلموا العربية في الحديث ’’من تكلم العربية فهو عربي’’، فالصحابة هم من نشر الإسلام في العالم، هم الذين حفظوا القرآن، ورووا السنن والسير، وفتحوا البلاد وحكموا العباد بالإحسان، فلا ينبغي أن نغبط العرب حقهم، ولكن تقول للعرب، لا قيمة لكم أيها العرب بغير الإسلام، فالإسلام هو الذي جعل للعرب شأناً وذكراً في العالمين، والعربية هي لسان الإسلام والعروبة وعاء الإسلام.إلى أعلى
مشاهد من سويسرا:

فيما يخص المعايير المزدوجة، هل يرى فضيلة الدكتور فعلا أن هناك معايير مزدوجة، أم هما وجهان لنفس العملة، الوجه الأول إضعاف المسلمين وإذلالهم والآخر تقوية إسرائيل لإنفاذ نفس المهمة؟

لا خلاف، هي معايير مزدوجة، وهما وجهان لعملة واحدة، كل هذا يدخل في باب واحد. واضح أن هؤلاء لا يكيلون بكيل واحد، هم من المطففين، وهم من الذين يتعاملون مع إسرائيل بوجه، ويتعاملون مع العرب والمسلمين بوجه آخر، وهذا واضح في سياسة أمريكا مع إسرائيل، للأسف الشديد ليس هناك عدل ولا إنصاف قط، ولا نعرف من الذي يسير من، البعض يقول أن الصهيونية هي التي تسير أمريكا والتي تؤثر فيها تحكمها من حيث لا يشعرون، البعض الآخر يقولون لا بل هؤلاء عملاء لأمريكا في المنطقة، وكلاهما أمران متداخلان.
*يابيع تربوية
أضافة تعليق