مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2020/04/08 21:15
السياسة بتوقيت اليمن

إزالة الأقواس

قراءة ما لا يقرأ ....

الثالوث المقدس للإمامة ،

الحق الإلهي .. 

العصمة .. 

البطنين  . .

نحن أمام أسئلة منفتحة على مختلف الإجابات ، منفتحة على المعلن والمضمر في العقائد الدينية والقيم الأخلاقية ، منفتحة على نص الهوية والاختلاف ، والفرق والجمع ، على سطوة الرمز الديني وتغلغله وتعمقه ، وسعة تأثيره التي تفوق أي رمز ثقافي عام حين يتحول إلى مرجع لكل شئ ، وتحوله الأغراض إلى أداة من أدوات تغيب الوعي . 

الحق الإلهي ، الإمامة ،  آل البيت ، السلالية ، البطنين ، عبارات  ، ومنطوق يخفي ما يعلنه في الوقت نفسه ، والذات لا تحضر لذاتها مباشرة ، والفكر لا يستشف ذاته بصورة مطلقة وكليه كما اعتقد ابن سينا وديكارت .

كلنا نعلم أن تحديد المستقبل ، مرهون بتحديد الحاضر ، مرهون بتحديد الماضي ، وتحديد الماضي مرهون بمحصلة ثقافية معرفية مضت بأحداثها ونمارس نتائجها إلى وقتنا الحالي ! 

من هنا فإني أحتاط وأحاذر لمقاربة الأثر الذي خلفته تلك النتائج على واقعنا اليوم ، ربما استطعت أن أنفتح على رحاب الحقيقة والمعنى ، ولعلي أستعير هنا ، مقالة ( آلان باديو ) المسماة " بيان من أجل الفلسفة " لأقول :   بيان من أجل السلام ، من أجل إعطاء فرصة للسلام ، من أجل أن تنشأ أجيال المستقبل بلا رهانات عليها من الماضي . 

حدد ( ابن سينا ) في برهان الرجل الطائر ، أن تحقق الإنسان من وجوده ، يتم بتمثله ذاته بذاته بلا توسط ، أي هو عبارة عن علاقة مباشرة للذات المدركة بذاتها ، هي مصدر تيقننا من حقيقتنا الذاتية . 

والثالوث المقدس للإمامة ( الحق الإلهي ، العصمة ، البطنين ) نوع من تمثل اليقين الناتج عن تمثل الذات لحقيقة الأحقية الثبوتيه الذي أنتجه هذا التمثل ، ولكنه هو ذاته المغاير للآخر ،  الرافض له ، والمتعالي عليه ، فإذا ما لامست الواقع لم تعد يقيناً معرفياً وإنما منظومة تأويلية ، مورست فيها السلطة وعلاقات القوة بين فرد وفرد ،  أو بين جماعة وبقية المجتمع .

"ولا تفسير لذلك إلا أن دنيوية الإنسان تعمل على نسخ أخرويته ولاهويته "   

 سأتكلم عن الحق الإلهي من وجهة نظر الدنيا ، أي من الواقع ، من فروقاته وضغوظاته ، كمصدر غيبي لاهوتي متعالي قدسي ، وما يرتكب باسم المقدس من فواجع ومواجع ؟ من استباحة للإنسانية ، في انتهاك كل معنى لكل محرم ، ورأس مال الفاعل المقدس كأعظم رأس مال ! كما يذهب إلى ذلك خاصة ( بيار بورديو ) الذي عرف علم الاجتماع بوصفه " العلم بالسلطات الرمزية " ولهذا فقد اهتم بدراسة الظواهر والحقول الرمزية في المجتمع مستخدماً مصطلحات مثل : الرأسمال الرمزي ،  والسلع الرمزية ، والعلاقات الرمزية ، والعنف الرمزي ، وهي مقولات أساسية في تصوره للظاهرة الاجتماعية .

ونحن هنا أمام سؤال مفصلي هل تشتق الجماعات هويتها الخاصة بطرق إيجابية نابع من وعيها بما يميزها ويمثل الخصوصية لها فتنفع ولا تضر ؟ . 

أم أنها تركز فقط على وعيها المتخيل فيما يميزها عن الآخرين ضمن الفوقية والدونية ؟ ! والحق والأحقية فيتشكل عندها الماضي الرمزي بحدوده وجدوده ، فتبلغ درجة متضخمة من الشعور بالذات والتمركز حولها ، فتُرهِق وتَرهق . 

الحق الإلهي والبطنين والعصمة ، مفاهيم جبارة قسرت المجتمعات العربية والإسلامية فقصرت محصلة تواريخها وأوضاعها الحالية لحظة في صيرورة الانقسامات والحروب والفتن فولدت تجزئة وفرقة واختلاف .(الكتاب مرفق)

أضافة تعليق