مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/02/04 18:16
أنت و أنا ماذا صنعنا؟
أنت و أنا ماذا صنعنا ؟
سميرة بيطام
 
قابلني بالجديد ،  لا تنتقدني لأجل النقد و فقط و في قلبك اعجاب كبير فأنت لا تعرف أصلي و كياني المقوم بسلطان الزهد.لا تكثر الكلام معي لأني لا أجيب إلا على قدر السؤال ، لا تلوح بمسخرة في الضحك و السخرية لأن هذا لا يليق بك ككيان مسلم يمثل الاسلام سفيرا راقيا جدا في الأخلاق..دعنا نختصر الكلام لنتحدث عن المفيد و الأهم منه..ثم من المفيد جدا أن تضع نفسك في خانة الكرماء و أنت تخاطب من كافحوا سنوات طوال ليرتقوا بكلمة الحق مهما كلفهم في ذلك غاليا ،ليس يهمهم فقدان حبيب أو صديق لأنهم ألفوا مسار الشوك ألما يتبعه أمل..دون كلماتي أو بالأحرى  انصت اليها في تحفظ و سأجيب عن تساؤلاتك ما كان منها معينا لي في عثراتي ، فلكل جواد كبوة و لكل عالم هفوة..
كل يوم يمضي علينا هو نفسه كالبارحة ، و كل غد يأتي علينا هو نفسه الأمس مكرر من غير أن نفرح لحدث أو نغير شيئا عقيما في مدينتا أو مجتمعنا أو أمتنا ، استمع لصرخات الرضيع بعد خروجه من بطن أمه كيف لبى نداء النبض السريع في قلبه ، استمع لخرير المياه يتدفق رقراقا صافيا من كل ملونات الصفاء و أنت و أنا ماذا صنعنا ؟.
أنت و أنا و من مثلنا مطالب اليوم قبل الغد أن يحدث جديدا و لو ببعد أمتار ليس التغيير بالكثير و انما بتلك الفارقة في الزمان و المكان ، أليس كذلك؟
لا تتحجج بالظروف ، الظروف هي من ربت فيك غرورك و لا تعتذر بالآلام ، الآلام هي من قوت عودك و لا تكتفي بقول لا أستطيع ،  فمنذ أن استطعت على النقد معي أمكن القول أنك تستطيع و زيادة ، و قد تركتك لتتعلم النقد حتى لا تخاف الصراحة مع أي كان و بأدب كبير قل الحق و لو كان مرا ، لأن ما ستقوم به ليس لنفسك بل لدينك و لأمتك ، و المطلوب هو أن ينفض غبار الذل على الأمة الاسلامية و ما قاربت به من ويلات الدمار من حروب شرسة..ارقب بعيدا حيث يتطلع الغير الى خراب فكرنا واكتب قولا حكيما أنك بالأمس كنت تقرأ و تطالع الأحداث و تكتفي بالصمت لأنك تتألم و لكنك لم تنحني الرأس و لن يحدث.لن يحدث لأنه مبدأ و لن يحدث لأنها وصية الأجداد لنا ولن يحدث لأن النصرة تبدأ من هنا ، اذا انصت جيدا و حاور فكري و استغل منه كل لقطة كرامة و لو بحرف متواضع ، فالجمل المتتاليات تكبرن مع الوقت لتصير أنت رجلا وبالمثل تصير الفتاة امرأة قوية الشخصية يهاب كل من يريد منها سوءا، هذا هو المطلوب و لا شيء آخر نريده سوى أن ننفض غبار الذل مع كل من تسول له نفسه أن يدمر صرحنا الذي تعبنا لأجل تشييد طويل ، تنازلنا عن حقوق و قلنا الغد يعوضنا أكثر مما فقدنا و صمتنا عن مظالم و قلنا الفجر يبعث في أرواحنا راحة و طمأنينة ، التفتنا عن ثرثرة الكلام و قلنا التدبر في الكون خير و أرقى ، نحن من يصنع الرأي و الموقف و نحن من نلبي عزيمة الرؤيا الثاقبة و لا دخل لأحد في قراراتنا ان ما كان غريبا عن هويتنا ، هي قرارات صعبة جدا للغاية لكنها تأخذ تمهيدا لضريبة النجاح و لسنا بنادمين على أي موقف اتخذناه ما دام في القضية نجاح و نصر أكيد..تابع ملامح المشهد مني و اخبر كل من أراد بالإسلام تألقا أن يبدأ بنفسه و بأسرته و مع جيرانه و الحلقة تتسع و الخذلان يرحل منا للأبد لنعطي الدرس لمن ظن بنا سهولة في كسر الشموخ و الارادة القوية...أنظر الى فوق و لا تنظر الى الأسفل لأنه مزدحم بالفوضى كثيرا ، أرقب نتيجة قراراتك لوحدك و لا تخشى سوء ثقة بنفسك ، و ما الغد إلا بين يديك و ما النجاح إلا تتويجا لهامتك و ما صمتك الحكيم إلا أدب و لغة رفيعة جدا سيفهمها الآخرون حينما تتألق و تنفض غبار الذل عن قوامة شخصيتك لأنه باختصار لا يليق بلون هندامك المتناسق دائما و بحكمة رأيك الفائقة التدقيق...
ما أروع النجاح وسط ركام الدمار و الترصد و الحسابات البالية..و الأحقاد المبالغ فيها.
 
 

 
أضافة تعليق