مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
إرادة شعوبهم.. وإرادة شعوبنا
إرادة شعوبهم.. وإرادة شعوبنا
* زيد شامي

انتهت الانتخابات النيابية في دولة الكيان الصهيوني، وأظهرت النتائج انحياز الإسرائيليين لليمين المتطرف، وتبين أن هذا الشعب مع الحروب والخراب والدمار، وأنه لا يريد السلام، بل يتعطش لدماء الفلسطينيين، ويكتنز أحقاداً على كل العرب والمسلمين، وكل أفراده محاربون ذكوراً وإناثاً.
تلك إرادة شعب إسرائيل، وهذا خيارهم، ولم يتدخل أحد في العالم ليقول بأنه لا يمكن أن يتعامل مع هؤلاء المتطرفين، وإنما بدأت كل الدول –ولاسيما الداعمة للكيان الصهيوني- تعدّ نفسها للتعامل والتعاون مع الحكومة الجديدة والإقرار باحترام إرادة الإسرائيليين، ليس هناك أي ضغوط تمارس عليهم، لن يفرض عليهم حصاراً، بل لا يمكنهم حتى التلويح بعدم الرضا عن الغلو والتشدد الذي يمثله اليمين!
ورغم أن صعود المتطرفين إلى الحكومة والكنيست سيضاعف الأعباء ويزيد من معاناة شعبنا الفلسطيني، إلا أنه سيفيد القضية الفلسطينية كونه يقضى على آمال الحالمين بالسلام مع دولة الكيان الصهيوني، ويضع القطار في مساره الصحيح، ويضيق الخيارات في وجه دعاة التسوية والاستسلام!
حتى السلطة الفلسطينية إزاء التطرف الإسرائيلي سيدفعها للتصالح الداخلي مع حماس وكافة الفصائل، وسيجعلها تراجع الحسابات لصالح تأييد ودعم المقاومة أو انتظار المزيد من الإهانات والقهر.
ما يهمنا –في هذا المقام- المقارنة بين احترام خيارات الشعب الإسرائيلي داخلياً ودولياً، في مقابل عدم احترام إرادة الشعب الفلسطيني الذي علمته المعاناة الطويلة أن طريق المقاومة والجهاد هو السبيل الوحيد لاستعادة أرضه وحقوقه، وعندما اختار حماس ومنحها ثقته في انتخابات 2006م فإنه قد أكد انحيازه لخيار المقاومة، وكان الواجب التعامل الإيجابي مع هذه النتيجة، وأن لا يحدث أي تلكؤ في دعم حكومة حماس لا من السلطة الفلسطينية أو من الدول العربية، كان يمكن أن تشكل حافزاً للموقف العربي، وتقوية لمركز المفاوض الفلسطيني أمام الصهاينة والعالم، لكن التخلف والكيد والتآمر والحسد حوّل ذلك الانجاز إلى مشكلة وخلاف داخلي، وسعت أطراف عربية لتمزيق الصف الفلسطيني ودفعه نحو الصراع!
ندرك أن خلاف الفلسطينيين قد أضر بقضيتهم، وكنا نتمنى أن يتوافقوا ولا نزال ندعو إلى ذلك، لكن وللحقيقة أنه لم يكن ممكناً أن تتشكل حكومة أغلبية (منفردة أو مؤتلفة) وتظل بدون صلاحيات، وإلا كيف يطلب منها إدارة شؤون شعب يرزح تحت الاحتلال دون أن تمارس واجباتها الدستورية في الشؤون الداخلية على الأقل!
يحقق اليهود إنجازاتهم بالسيطرة الظالمة على فلسطين لأنهم يحترمون إرادة شعبهم، ويؤيد تلك الإرادة دول العالم الداعمة لهم، ولا نحقق ما نريد لأننا –فلسطينيين وعرباً- لا نؤيد ولا نحترم ولا ندعم إرادة شعوبنا، كما أن العالم –أيضاً- لا يحترم إرادتنا ولا يشجع عليها ويفضل التعامل مع الأنظمة التي تضمن مصالحه حتى لو كانت مرفوضة ومكروهة من شعوبها، وهي نظرة دونية قبلنا التعامل معها للأسف!
حين نقتنع ونحرص على احترام إرادة شعوبنا ستصلح أوضاعنا، وستتغير المواقف، وقد لاحظنا كيف أنجزت المقاومة الفلسطينية في سنوات مالم تقدر عليه كل الدول العربية في عشرات السنين وتلك إرادة الشعب الفلسطيني.
*الصحوةنت
أضافة تعليق