مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2022/09/05 21:41
لماذا إحتضنها ؟

هذه القصة حقيقية بنسبة 80 بالمائة و 20 بالمائة خيالية.

في دولة عربية، كانت تعيش حرب أهلية، عملت مسلمة ملتزمة بدينها في ممثلية غربية و كان رئيسها الغربي الكتابي يكبرها ببضعة سنوات فقط. كانت قد تعاقدت للعمل معه لستة أشهر، فالممثلية كانت علي وشك غلق ابوابها لتردي الأوضاع الأمنية في ذلك البلد العربي.

كانت زهرة إسم تلك الشابة المسلمة المتحجبة الحجاب الشرعي ممزقة بين عائلتها و عملها و تدهور الوضع العام لبلدها، مات ابيها في قصف جوي ثم جند أخويها الوحيدين و واحد منهما مات في المعارك، فوجدت نفسها مسؤولة ماديا عن أمها و أخواتها الثلاث.

في تلك الصبيحة، كانت تخفي توترها عن رئيسها فقد بلغتها أخبار عن إمكانية موت أخيها الثاني المجند و كان يتعين عليها في عملها تحضير العديد من الملفات و اهمها عملية نقل الممثلية الغربية لدولة مجاورة.

كانت لوحدها معه في مكتبه. كانت تدور في ذهنها العديد من الهموم و كانت تحاول طرد الرعب المستبد بها إن فقدت فعليا أخيها الوحيد المتبقي.

فجأة و من دون أدني إنتباه منها، شعرت بذراعي رئيسها يطوقونها بلطف، فكادت تصرخ إلا أنه سارع بالقول لها :

"إطمئني نوايا بريئة فقط زهرة أنت الآن في حاجة إلي ذراعي، لأطفأ الخوف و القلق البالغ اللذان يتلألآن في عينيك."

صمتت و لاحظت ان الرجل لم يلمس بشرتها بل وضع ذراعيه علي لباسها و لم يضمها بقوة و أبقي رأسه بعيدا عن رأسها. دام الأمر وقت قصير ثم إبتعد عنها و سحب ذراعيه من حول كتفيها.

فنظرت له في حالة حيرة شديدة و بقت صامتة :

-زهرة أليس هناك رجل في اسرتك يفعل ما فعلته للتو معك ؟ سألها رئيسها الغربي.

إتسعت عيناها دهشة :

-لا سيدي، لا يحضن الرجل المسلم نساء بيته فلا ابي رحمه الله فعل ذلك معي أو مع أخواتي و لا أخي رحمه الله و لا عمي و لا خالي المتوفي رحمه الله و لا جدي من أبي رحمه الله، رجال العائلة المسلمة لا يتعاملون مع نساء بيتهم بالأحضان و القبلات.

فنظر لها رئيسها و قال لها هذه الجملة اللغز "الآن فهمت لماذا العالم الإسلامي منهزم حضاريا أمامنا."

صمتت زهرة ثم واجهت رئيسها و قالت له :

-نحن المنهزمون أمامكم و ليس الإسلام، فالإسلام بريء منا، رجالنا يتظاهرون بالإسلام و لا يعملون بأخلاقه و من عمق الأعماق شكرا لك علي حضنك سيدي.

أضافة تعليق