كثير من الحكماء  امتدحوا الصمت في أقوال مأثورة ظلت الأجيال ترويها و تتغنى بها  حتى أصبحت حياتنا صمتا لا يطاق و أصبح الصمت حمقا و أصبح الصمت عادة سيئة و أصبح الصمت مرضا عضالا ينخر في جسم الأمة و أصبح  الصمت إنسانا أخرسا  من ذوي الحاجات .
	 
	           إن  الأمة  اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى لأخصائي نفساني يفك عقدة الألسنة التي أصابها مرض العصر عقدة السكوت عن الحق . لأن النفوس تعاني من كبث رهيب لأزمات الأمة  المتعددة و المعقدة  إن هذا الهيجان الداخلي لمآسي الأمة و آلامها  يتطلب جرأة متبصرة و حكمة مستنيرة .
	 
	         إلى متى يصمت العلماء و يسكت الدعاة و يخرص الساسة و يصوم الأحرار عن الكلام لنصرة المظلومين في العالم  و الدود عن نصرة القضايا العادلة ؟ لماذا يسكت هؤلاء لفضح الفساد الذي يستشري  في جسم الأمة المريضة ؟  فهي دهشة مسجلة لصمت هؤلاء  فمتى تفك عقدة ألسنتهم  ؟
	 
	         إن فضيلة الصمت تحتاج من يعيدها لمربطها لتنال حظها من الراحة لتفسح المجال للكلمة الطيبة لتصنع البسمة في نفوس الحزانى و قد تلمست تلك الروح في كتابات   أشعار  الشاعر احمد مطر حيث يقول  : 
	 
	أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ، 
	أريد الصمت كي أحيا ، ولكن الذي ألقاه ينطقني ، 
	ولا ألقى سوى حزن ، على حزن ، على حزن ، 
أأكتب أنني حي على كفني ؟
موقع ينابيع تربويه





 
  
  
 
