مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/12/02 13:50
هكذا هم يعودون إلي أخلاق العفة
مشاهد من فيلم هوليودي كبرهان علي عودة الغرب إلي أخلاق العفة. المشهد 1 : سأل البطل فرانك و هو رئيس الكاتبة الشابة سندرا : -سندرا هل لديك صديق ؟ فنظرت له كاتبته مشدوهة و لم تفهم الغرض من السؤال، فأجابته محتجة : -لا سيدي ليس لي صديق، إنما لماذا هذا السؤال ؟ سعد البطل جدا بخبر أن الشابة غير مرتبطة برجل، فحاول أن يكون طبيعيا و أجابها : -مجرد سؤال. فنظرت له نظرة قصيرة ثم غادرت المكتب. في مشهد آخر، أعاب أخ البطل و هو مثله رجل أعمال ثري و جد مغرور أعاب علي كاتبة أخيه بأنها في لباسها جد محتشمة و هو لا يفهم لماذا لا تزين نفسها عند مجيئها إلي مكتب أخيه. فكان ردة فعل الكاتبة الغضب الشديد و عندما أتي رئيسها، أعلنت بجدية كاملة : -أقدم إستقالتي، بعد شهر سأغادر مكتبك. فأبحث لك عن كاتبة أخري غيري. صعق رئيسها و سارع بالقول لها : -لماذا سندرا ستتركين منصبك إلي جنبي ؟ -لأن أخاك المغرور شتمني و طلب مني مظهر العاهرة في مكتبك و هذا لن أقبل به علي نفسي فأنا إنسانة لي أخلاق و عفتي لا تسمح لي ببيع جمالي لرؤسائي و زملائي الذكور. فرد عليها فرانك: -أترجاك إبقي كاتبتي و أنا من سأتولي بتوبيخ أخي علي ما قاله لك، أنت جد جميلة بمظهرك المحتشم و أعتذر لك نيابة عن أخي عما بدر منه. المشهد 2 : المخرج الأمريكي أظهر سندرا في مظهر الشابة صاحبة الأخلاق و المباديء التي تقيم عند والديها و لم تستقل بنفسها في شقة، نموذج الفتاة الجادة البريئة و يشهد الله رئيسها في العمل فرانك إستغل بشكل مريع طيبتها و براءتها و في مرة من المرات طلب منها مرافقته في السيارة لأداء مهمة عمل، إتبعته المسكينة لتجد نفسها معه في متجر لملابس الرجال، فسألته : -لماذا أنا هنا سيدي ؟ فأجابها : -لتختاري معي ملابسي، أثق في ذوقك. فنظرت له نظرة غاضبة و سكتت و ساعدته بما تستطيع. و في مرة أخري طلب منها حضور حفل ليلي سيقع فيه توقيع علي صفقات، فرفضت بدعوي أنها مستقيلة و ستعوضها إلي جنبه الكاتبة الجديدة التي إختارها، فألح عليها رئيسها المفجوع بمغادرتها لمنصبها : -أريدك انت ساندرا هذه الليلة إلي جنبي، فأنا أعتمد عليك بشكل كلي في الصفقات و لا أفهم في التفاصيل كما تفهمينها. فوافقت المسكينة و لتواضع إمكانياتها، إضطرت لتستعير حذاء السهرة من صديقتها و رقعت فستان سهرة جميل جدا و عند ظهورها في الحفل لم يصدق رئيسها عينيه، لأنها كانت حقا جد جميلة و أنيقة و لاحظ له أخاه المغرور : -ها أنك تكتشف كاتبتك السابقة كم تبدو جميلة حينما تريد ذلك. لم يجب أخاه و هرع إليها و قد كانت تبدو محرجة من نظرات الإعجاب للمدعوين الذكور و اشترطت علي رئيسها أن تنسحب سريعا بعد التوقيع علي الصفقات فرفض و هو في حالة حزن شديد أنه سيفقدها. -أرجوك سندرا، إبقي أنت أضئت الحفل بجمالك. فأبتسمت له : -تكفيك كاتبتك الجديدة أنظر إلي أناقتها و جمالها، أما أنا فأكره أن أكون لعبة جميلة يتمتع بها الغرباء لهذا سأغادر في اللحظة التي إختارها. و فعلت و تركت الحفل حالما وقع التوقيع علي الصفقات. المشهد 3 : في إحدي مفاوضات صفقة تجارية، طلب فرانك من كاتبته بأن ترافقه إلي مطعم ليتفاوض مع زبون علي صفقة فلاحظت له ببراءة : -سيدي نتفاوض مع زبون في مطعم حانة علي الساعة التاسعة ليلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فأبتسم للكاتبة الملاك : -نعم ساندرا. الزبون دعانا لوجبة العشاء معه. فاعترضت عليه : -طيب إذهب أنت لوحدك الليلة و غدا ليأتي الزبون إلي شركتك و نتفاوض معه علي الصفقة. فأبتسم مرة أخري البطل الرئيس : -ساندرا الرجل دعانا للمطعم لنتفاوض معه و رفض المجيء للشركة. حضري نفسك سترافقيني بعد ربع ساعة. ذهبت معه مكرهة و في المطعم لاحظت أن مناقشة العقد ستأخذ وقت، فطلبت الحديث مع رئيسها علي حدة: -ما بك ساندرا ؟ -سيدي والدي منعني من السهر خارج البيت و لا بد أن أكون في بيت والدي علي الحادية عشر ليلا و نحن الآن الساعة العاشرة و نصف. فأبتسم لها مرة أخري : -لا خوف عليك أنت معي و لن نتأخر و أنا من سأرافقك إلي بيتك. لم تطمئن و عادوا إلي طاولة الزبون و كانت ساندرا ترفض شرب الخمر و لاحظ عليها رئيسها إنزعاجها الشديد من التأخر و من الزبون فقرر قرار جهنمي، نهض من مقعده و ذهب و طلب من موظف في المطعم : -ضعوا خمر خفيف في كأس الآنسة علي مسؤوليتي. قرر هذا القرار لتنسي عامل الزمن المنقضي و المسكينة حينما شربت كأس العصير لاحظت للتو تغير طعم المشروب. إلا أنها شربت مرتين و للحظات نست عامل الوقت لكن كان عقلها حاضر و أبدت صراحة إمتعاضها، فأسرع رئيسها بإمضاء الصفقة و نهض من مقعده داعيا إياها بالمغادرة. ففرحت إلا أنها سألته و هي تجلس إلي جنبه في السيارة : -كم هي الساعة الآن سيدي ؟ فأبتسم مجيبا إياها : -الواحدة و نصف صباحا. فكاد يغشي عليها و أنفجرت بكاءا : -آه يا رب ماذا سأقول لأبي ؟ فهو من المؤكد أغلق باب الشقة و لا أملك نسخة من المفتاح لأدخل. إشتكت عبر دموعها المنهمرة. فرد عليها البطل و هو يكفكف دموعها : -ستمضين الليلة في جناحي سندرا لن أتركك في الشارع. صرخت صرخة مدوية : -يستيحل سيدي إنني كاتبتك و لست زوجتك و لن أسمح لك بأن تشوه سمعتي بإستهتارك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! -آه يا سندرا لم أري في حياتي فتاة في عفتك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنت ملاك!!!!!!!!!!! إطمئيني ستنامي في جناحي لوحدك و سأغادر إلي جناح آخر في الفندق المهم أن ترتاحي. فنظرت له متشككة: -و ماذا سأقول لأبي غدا سيدي ؟ أنني نمت في بيت رجل غريب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! -سأقابل أباك و سأشرح له كل شيء. و بالفعل قابل البطل أب كاتبته و أول ما تكلم معه قال له ما يلي : -إبنتك سلبت عقلي و أستحوذت علي قلبي و لا تتصور سيدي كيف أصبحت حياتي قطعة من الجنة و هي إلي جنبي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فأبتسم الأب و قال له : -سيدي إبنتي درة من الدرر النادرة و أوصيك بها خيرا. المشهد 4 : أبدع المخرج الأمريكي للفيلم في إظهار مزايا أن تظل الفتاة ملتزمة بمباديء الجد و العفة في وسط مهني فيه كثير من الإبتزازات علي المستوي الجنسي، أصف لكم هذا الموقف: كان رئيس سندرا متزوج و قامت بخلعه زوجته عندما إكتشفته متلبس بجريمة الخيانة الزوجية في بيت الزوجية، و طالبته بتعويض ضخم بإعتبار أنه رجل أعمال ملياردير فأختار لنفسه كاتبته كي تكون محاميته و قد كان هذا عملها الأصلي، فقامت بواجبها ناحيته دافعت عنه أمام زوجته و استطاعت أن تخفض في قيمة التعويضات كون أن شهادتها لوحدها كي تثبت علي زوجها خيانته لها غير كافية. أيام بعد طلاقه اخذ غلاف جريدة و أظهرها لكاتبته سندرا : -أنظري ماذا يقول العنوان ؟ فألقت نظرة خاطفة و لم تعقب فقد كانت مشغولة بحسابات معقدة فلاحظ لها رئيسها : -سندرا ألم تقرئي ما كتبوه عني بعد إنتشار خبر إنفصالي عن زوجتي ؟ -قرأت سيدي إلا أن الخبر لا يعنيني. -كيف لا يعنيك فقد صرت حر ؟ إستغرب. فرفعت عيناها و بدت معالم الغضب و الإنفعال علي وجهها و بصوت جليدي ردت عليه مطالبة إياه بالصمت ليتركها تكمل عملها: -لا يعنيني أن تكون حر سيدي و رجاءا لا تكلمني عن حياتك الشخصية فأنت رئيسي و أنا كاتبتك و بإسم الرب أتركني أحسب ببال مرتاح. فصمت مكرها لأنه تأكد من أن الشابة الرزينة عاقلة زيادة علي اللزوم و في مشهد آخر قررت فيه الإستقالة بعد ما أخلف وعده لها بعدم تهديم بناية تاريخية ليبني عليها مجمع تجاري ضخم: -كيف تخاطرين بمستقبلك المهني من أجل بناية قديمة ؟ إحتج عليها. -لأنني إنسانة تحب الماضي و التاريخ و هذه البناية لها هندسة تاريخية رائعة و لا يقبل ضميري الحي فكرة ان تهدم بغية ان تكسب أنت و أخيك مزيد من المال. أجبته مفحمة إياه. فترجاها و هو يكاد يبكي : -سندرا الحياة بدونك لا قيمة لها كيف تتركيني... فقاطعته بحزم : -أولا لست زوجتك و لا تخاطبني بصيغة تعرض سمعتي للشبهة فرجاءا ستجد كاتبة تليق بروح البيع و الشراء التي تتميز بها.وداعا. إضطر الرجل في النهاية لأن يتنازل عن كل شيء لهدف واحد أن يستعيد كاتبته هذه المرة كزوجة و قد عذبته العذاب الأكبر قبل أن تقول له بحلاوة إبتسامتها : -نعم أقبل بك زوجا. طار فرحا و تم الزواج و حاز علي إمرأة بمليون إمرأة لمجرد أن سندرا بلوك كانت شابة غضة تتعامل مع أمور الحياة بصدق و جد و أمانة كبيرة جدا... يا ريت لو كانت نساءنا مثلها................................ 01-12-2017 www.natharatmouchrika.net
أضافة تعليق