مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/12/04 16:45
أخت الأحرار (قصيدة)

يَا أُخْــــتَ الأحرار اُنْتَجِــعِي
سُـــلْـوَانُ دَمِــــي ورْدٌ نَــــبْتُ

مَا بَيْـــنَ خُيُـــــوطٍ أَفْــتِلُهَــــــا
وَضِرَابِ اُلنَّــارِ، لَنَــا سُحْــتُ

يَفْدِيهِ عَصِيُّ اُلصَّــدْرِ ضُحـىً
يَغْتَـــــالُ مَـــــرَايَاهُ الــــوَقْــتُ
__

قالت: ولأذكرنّكَ والدموعُ بمُقلتي
هلّت كأمواهِ السديمِ بزمزمِ

فقلتُ: ذكراكِ لاتَنفَكُّ عنّي بُرهةً
وهواكِ كالطوفان يجري في دَمي
___

سَأنْثرُ الّلؤلؤالمَكنونَ مِــــنْ مُقَلي.
في دَرْبِ ليلايَ بَينَ الحينِ والحين.

ياشوقَ مغتربٍ ناحتْ جَوارِحَـــهُ.
ياصوتَ حائرةٍ يدنو فَيُشجينــي.

ياعرشَ مملكةٍٍ فـي تاجِها اجْتَمَعوا
الشَّمْسُ والظِّلُّ والزَّيتونُ والتّيـنِ.

الكَونُ مَعْزوفَةٌ خُطَّتْ علــى وَتَرْي.
وَالحَرْفُ غَنّى طَويلاً في دَواويني.

وَالّليلُ قاسٍ كَمَوجِ البَحْرِيَعْصِفُنـي.
وَالفَجْرُ يَمْطرُ أحلامـــاً فَيَرْوينــي.

سَفينةُ العشق تَرْسو فـي مُخَيَّلتي.
وَتَحْمِلُ الحُزْن مَكْتومـــاًفَتُبْكينــي.

إنِ انْتَظَرتُ فَذاكَ الحُبّ يَهْجرُنــي.
أو ابْتَعدتُ فَحُلْمُ الأمْسِ يَأتينــــي.

الهَجْرُ يَعْزُفُ لَحْنَ الموت في رَمَقي.
وَتَسْكُنُ الرّوحُ وَطْراً في شراييني

يانَجْمَةً في مَحاقِ العُمْرِ خائفــةٌ.
تَصْبو اليكِ عُيوني كيفَ تَنْسينـــي.

طَوْعاً أُصافِحُ كَفَّ الموت في وَجَلٍ.
كَأنَّ تأريخهـــــا ماعــادَ يعْنينـــي.

دَمْعُ الفِراقِ وَخيطُ الفَجْرِ أرَّقَنــــي.
وَالنَّارُ في أضْلُعي حَمْقى فَتؤذيني.

مالي يُقَطِّعنُي صَمْتــــي فَأشْهَقُهُ.
وَتَرْقُصُ الآهَ دَهْراً فوقَ تَكْوينــــي.

قَدْ كانَ ماكانَ مِنْ هَمّي وَمِنْ وَجَعي.
أفْنَيتُ بَعْضي وَبَعضي كانَ يُرْثيني

بــَـــــدْرُ الزّمانِ تهاوى عِنْدَ طَلَّتها.
واسْتيقظَ الّليلُ مِنْ حُلْمِ المَجانينِ.

يالَيتَنـــي لَمْ أكُنْ يَومـــاً بِرفقَتِها.
يَفيضُ دَمْعي وَنارُ الشَّوقِ تَكْويني

*نقلاً عن موقع منار الإسلام للأبحاث والدراسات*

مقالات اخرى
أضافة تعليق