مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
مسلمي الهند بعيون كنيز مراد
عند تحضيري للخلفية التاريخية لمجموعتي القصصية " أيام من الناصرة" توجب علي التوثيق للفترة السابقة من الإحتلال البريطاني لفلسطين، فتسنت لي فرصة قراءة عمل الكاتبة السيدة كنيزة مراد" من طرف الأميرة الميتة" ترجمة حياة والدتها الأميرة "سلمي" حفيدة السلطان مراد الخامس و بعدها بسنوات طالعت كتابها " حديقة بادلبور" و هو الجزء الثاني الخاص بسيرة والدها الراجا "أمير" حاكم سابق لولاية مسلمة في الهند و قد إستطعت أن أطلع عن كثب عن ظروف معيشة الأقلية المسلمة الهندية في هذه الرواية الأخيرة.
النقد المولد للنص المبدع
أكتب هذه المقالة بروح مغايرة لروح الناقد الذي تتلمذ في مدارس الحداثة و ما بعد الحداثة، بل ما سوف أكتبه نابع من قناعتي أن أول نص قصصي إبداعي إبداع كامل و مطلق كان خطاب الله تعالي للبشر في سورة يوسف عليها السلام. كلما أقرأ هذه السورة ينتابني يقين بأن درب القصة و الرواية الذي تبنيته منذ سنتي التاسعة من العمر، كان الخيار الأكثر صوابا في حياتي.
كنا
كنا كنا في يوم ما كنا في أرض ما أرضنا يومنا
فنتازيا!
أطفأ "توماس" محرّك سيارته بعد أن قام بإدخالها في مكانها في الـ(Parking) أسفل البناية التي يقطن بها، وشرع في النزول مغادراً إيّاها وهو يمنِّي نفسه بنومةٍ هادئةٍ وطويلةٍ بعد يومٍ شاقٍّ وحافلٍ بالعمل المتواصل، فهو يعمل مراقباً لحركة السفن بمرفأ "سان دييغو" جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولم ينتبه للأعين النَّهِمة التي كانت ترمقه عن كثب، وذلك لانطفاء معظم المصابيح بالمكان عدا ضوءٍ خافتٍ متقطِّعٍ ينبعث من مصباحٍ وحيدٍ آخر الممر!! وما إن غادر السيارة إلاّ ووجد نفسه محاطاً بثلاثةٍ من (المستذئبين) ضخام الجثث تنبعث من أفواههم روائح كريهة وهم يصدرون أصواتاً غريبة تدلُّ على تعطُّشهم للدماء البشرية التي يبدو أنّهم قد افتقدوها منذ مُدَّة!!! فحاول "توماس" العودة للسيارة مسرعاً، ولكن عاجله أحدهم بضربةٍ قويةٍ في رأسه جعلته يرتطم بالسيارة بشدّة، فبدأت أصوات الإنذار تتعالى منها مختلطةً بهمهماتٍ عنيفةٍ لأفواه المستذئبين وهم يتنافسون للظفر بأكبر قدرٍ من دماء الضحيّة التي يبدو أنّها قد لفظتْ أنفاسها مع الضربة الأولى، بعد أن اختلطت دمائها بزجاج السيارة المحطّم!!!
ربما
ربما سرنا في الطريق الخطأ ربما فكرنا في الإتجاه المعاكس ربما نسينا المفتاح في الباب