مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2018/02/16 19:02
في مهب الطوفان (نصوص  شعرية)

في مهب الطوفان

ليلٌ

فَلا صُبحٌ ولا أَسحَارُ

جَدبٌ فَلا سُحبٌ ولا أمطَارُ

حَالٌ كَئِيبٌ

عَابِسٌ متَجهِمٌ

لا فَرحةٌ تَندَى ولا أسمَارُ

فيْ الرَّأيْ سُوسُ 

الهادمِينَ وفيْ السُّرَى

تَيهٌ يضِلُّ وفيْ الحِجَى مِسمَارُ

الجَوُّ مُحترُّ

الطَّوَائِرِ غَاضِبٌ

والأرضُ لغمٌ مَدفَعٌ جَبَّارُ

المَوتُ فيْ 

وَحلِ الطَّوائفِ واقفٌ

والفتكُ في سهلِ الورَى هدَّارُ

عَاثَ الحِصَارُ

علَى الحصَارِ وربَّمَا

تَفنَى الحُقولُ وتُحرَقُ الأشجَارُ

مِنْ خَلفِنَا 

مِنْ تَحتِنَا مِنْ فوْقِنَا

مَدٌّ تَمُوجُ بِمَدِّهِ الأوزَارُ

تَطغَى البُحورُ 

على البُحورِ وَحَيثُمَا

يَخلُ القُصُورُ تَمَدَّدَ الأشرَارُ

ليلٌ سَجَا 

والعَابقُونَ تمرَدُوا

سِلمٌ قَضَى ومدائِنٌ تنهَارُ

فيْ تيهِنَا 

صَيفُ النقائِضِ حَافِلٌ

نحسُو الجَحِيمَ ويَنعَمُ الكُفَّارُ

نجتَرُّ نارَ

البَغيْ نقتَاتُ الرَّدَى

يَحيَا العَبِيدُ ويُقتَلُ الأحرَارُ

نغزُو لماذَا ؟ 

مَنْ هُنَا ؟ ولمَ هُنَا 

جيشٌ كبيرٌ جحفلٌ جرَّارُ ؟

تَكبِيرُنا

مِنْ هاهُنا مِنْ هَاهُنا

تحريرُنَا لصدُورِنَا عصَّارُ

تَعدُو الجيوشُ 

على الجيوشِ بسَطوةٍ

بعضٌ على بعضٍ هُنا مغوَارُ

كم صَدَّرَ 

الفَتكُ الذَّريعُ رِجَالَنَا

وإلى النَّعيمِ 

أو اللَّظَى قد صَارُوا

في محنةِ 

الحَربِ العَوانِ على الضُّبَا

تشقَى النُّفوسُ وتُقصَرُ الأعمَارُ

مِنْ بَعضِنَا

وببُغضِنَا ولبِعضِنَا

يَهوِيْ الرَّصَاصُ كأنَّهُ الأمطَارُ

مِنْ شِيعَتيْ

ولسُنَّتيْ مِنْ سُنَّتيْ 

ولشِيعَتيْ تَتَبَادَلُ الأدوَارُ

هَا أُمَّتيْ 

مِنْ خَلفِها ولخُلفِهَا 

يقسُو الفُجُورُ ويقصُفُ الجبَّارُ

فيْ رِحلةِ 

الإحرَاقِ أمرٌ غَاسِقٌ

تجفُو الصُّدُورُ وَتُصهَرُ الأغوَارُ

لا شَمسَ 

فالآفاقُ ليلٌ دائمٌ

تسجُو النُّجومُ وتَكسفُ الأقمَارُ

الحربُ فيْ 

ليلِ المكائدِ حربةٌ

سيفٌ صقيلٌ قاطعٌ بتَّارُ

أجسَادُنَا

مثلُ

القِلاعِ على الثَّرَى

أشلاؤُنَا ودماؤُنَا أنهَارُ

لم يبقَ مِنْ

جسرِ الأواصرِ رابطٌ

تَهوِي الجُسورُ وتسقُطُ الأسوَارُ

لم نلقَ فيْ

كهفِ الفجائِعِ أمَّةً 

ماتَ الكرامُ وغُيِّبُ الأبرَارُ

لا حُبَّ

لا قلبٌ ولا ودٌّ ولا

لحنٌ يروقُ ولا هُنا أوتَارُ

أنَا في 

متاهةِ أمتيْ متحيرٌ 

في كهفِ حيرةِ أمتيْ مُحتَارُ

31/7/2016م

 

 

فِيْ نَفَقِ المَتَاهَةْ

اللَّيلُ

دَاجٍ والضَّنَى يتَوثَّبُ

والهَمُّ دَانٍ والكوَاكبُ تُحجَبُ

لَيلٌ على 

لَيلٍ يغيمُ وحَيثُما

ولَّيتُ وجهيْ في المتَاهةِ غَيهبُ

كم نَاشَدَ

الصُّبحَ البَهيَّ ضَراعَتيْ

فيَفِرُّ مِنْ دَاجِ اللَّيَاليْ ويَهرُبُ

يَا لَيلُ 

رِفقاً بالفُؤادِ أنَا هُنا

أحسُو الحَميمَ منَ اللَّوَاعِجِ أشرَبُ

مَا زِلتُ

أخبُطُ فيْ ظلامِكَ تائهاً

أدنُو وليلُكَ بالعَوَاصِفِ يَقرُبُ

رِفقاً بحَاليْ 

فالشَّجَى متدفِّقٌ

والحبُّ في بحرِ الجوانحِ يصخَبُ

جَارَتْ 

عَوادِيكَ الطِّوالُ بحَاجتِيْ

وهَوتْ تُفَجِّرُ فيْ الزَّمانِ وتخرُبُ

ضَلَّ الوصولُ

إلى صباحِكَ كلَّمَا 

حَاوَلتُ فيْ شَمسِ المشَارِقِ تَغرُبُ

يَجرِيْ الدَّمُ 

الفوَّارُ فيكَ ويَنكَفيْ

وعلَى شِرَاعِكَ للنَّوَائبِ مَذهَبُ

كلُّ الجبَابرَةِ 

العُتَاةِ عليكَ فيْ

وَحلِ المَصَائبِ للمدَائِنِ خرَّبُوا

ماتَ السَّنَا 

واحتَلَّ حلفُكَ صَولتِيْ

 والنَّاسُ فيْ بَحرِ الغَياهبِ كُبكِبُوا

ظَلَّ الرَّبيعُ

علَى الضَّريعِ وحِيرتِيْ

فيْ العَاصِفِ العَاتيْ تَهِيمُ وتَضرِبُ

يَا لَيلُ

أشوَاقِيْ تَنُوحُ وليسَ ليْ

حضنٌ يرُومُ وبالعَواطِفِ يسكُبُ

نَعَقَ الغرابُ 

وفي ظَلامِكَ عَضَّنَا

صِلٌّ ينثُّ رَدَى السُّمُومِ وعَقرَبُ

أسرِيْ وفيْ

الأحراشِ عنفٌ راصِدٌ

فيَلُفُّنِيْ مِثلَ الفَرَاشَةِ عَنكَبُ

حَولِيْ 

رِغَامٌ كالدُّجى مُتَدَفِّقٌ

وأنَا على مَدِّ المحَارقِ أركَبُ

أمشِيْ طَريقِيْ

كمْ دُجَاكَ يُخِيفُنيْ

فيَحُلُّ بالرُّعبِ الرَّعِيبِ فأرهَبُ

عَطشَانُ

والصَّحرَاءُ جَدبٌ قَاحِلٌ

كلُّ المَوارِدِ فيْ المتَاهةِ تنضَبُ

مَنْ ذَا 

سَيسقِينيْ فُراتاً سَائغاً

يَدنُو ويُعطِينيْ الكؤُوسَ فَأشرَبُ

رفقاً

بحَالِيْ يا غَياهِبُ إنَّنِيْ

لا أمُّ تهدينيْ السَّبيلَ ولا أبُ

2/8/2016م

لا سِبتَمبَرٌ  ...!!!!

لا ثَورُ لا ثَورَاتُ لا دِيسَمبَرُ

لا ماءُ لا مَايُو ولا سبتَمبَرُ

جوُّ الطُّقوسِ فقاعةٌ فيْ سحبِهِ

وبلُ الهوانِ على الخرَائبِ يَعصُرُ

غجرُ الدَّمَارِ علَى رغَامِ سيوفِهِمْ

ذبحُوا السَّلامَ  وللسَّماحةِ كفَّرُوا

كلُّ القَبَائلِ في المشَاهدِ حرفَةٌ

في الهدمِ والتَّخريبِ ما قدْ قصَّرُوا

يتقاسَمونَ الموتَ في أسفارِهمْ

للقتلِ والتَّهجيرِ كمْ قدْ طوَّرُوا

فيْ ريعِ طهرانَ الوعولُ تصحَّرَتْ

ومنَ الرَّياضِ القوطُ جارُوا ودمَّرُوا

فيْ كهفِ ألقَابِ التنابُزِ كمْ جرَى

بينَ الدَّواعشِ والحوَافشِ معشَرُ

ومنَ المصائبِ وثَّقُوا وَجهَ الرَّدَى

بدمائِهمْ خاضُوا الحروبَ وصوَّرُوا

بثَّوا المشَاهدَ في الفضَاءِ حكايةً

هرَقُوا دماءَ الأبرياءِ وخبَّرُوا

وتبادَلُوا قصفَ المدافعِ حِينَمَا

حَمِيَ الوطيسُ على الحرائقِ كبَّروا

مَنْ ذَا ترَى ؟ قحطانُ هبَّتْ كالرَّدَى

مثلَ الرِّياحِ على المدائنِ صَرصَرُوا

حشَرُوا العبادَ على العبادِ شَرَاهةً

هدمُوا الحصونَ على الحصونِ  وجَرجَرُوا

في مجلسِ الأمنِ الهوانُ يقودُهمْ

طافُوا بهِ صبحاً هناكَ وطبَّرُوا

في كودِهمْ نسخُوا الحروبَ هوايَةً

كمْ دوَّرُوا الحربَ العوانَ وكرَّرُوا

لا عيدَ فالثَّورَاتُ زادَ حصيدُهَا

ورصيدُهمْ بعصيدِهَا يتخَدَّرُ

26/9/2016م

 

 

 

 

 

متى تصحو ؟ ...

شِرَاعُك 

فيْ جِرَاحِكَ مُدلَهِمَّا

وسِلمُكَ فيْ دِمَائِكَ مُستَحِمَّا

تُساقِينِيْ 

الهُمُومَ بكأسِ راعٍ

فأحملُ من همومِكَ مَا أَهمَّا

جعلتُكَ 

للحوَادِثِ دِرعَ حصنِيْ 

فمَدَّ العُنفُ فوقَ الغمِّ غمَّا

تُؤَطِّرُنِيْ 

الرِّياحُ عليكَ رجزاً

وتُلقِينِيْ العواصفُ فيكَ حُمَّى

حرُوبُكَ 

لا تزولُ وليسَ تُقضَى

فمحضُ جوابِهَا كلَّا ولَمَّا

تعضُّ على 

انقسامِكَ فيْ عروضٍ 

تلوذُ إلى الرِّياضِ تَؤُمُّ قُمَّا

تعبتُ منَ 

انشطارِكَ يَا لَهولِيْ

متَى ألقَى بناءَكَ مُستَتِمَّا ؟

تُرَعدِدُ فيْ 

السَّلامِ بغيرِ غادٍ

وبركانُ الحروبِ عليكَ غَمَّا

متَى تصحُو 

لتقلعَ عنْ حرابٍ ؟

وتدفَعُ عنْ عرينِكَ مَا ألَمَّا

ظمَا الأكفانِ 

فيْ ريَّاكَ ضَيمٌ

وبحرُ الموتِ فيْ غيَّاكَ طَمَّا

فيَا وطنِيْ 

جروحُكَ باكياتٌ

وخسرُكَ قدْ جَرَى كيفاً وكَمَّا

تُتَاجِرُ فيْ 

النَّوائِبِ يا لَحُزنِيْ

فقدْ كَرَّ الخرَابُ علَيكَ جَمَّا

إذَا مَا قلتُ 

يا وطنِيْ رويداً

تبادرُ بالسُّؤَالِ لِمَ ؟ وَعَمَّا ؟

أبيتُ على 

رحَاكَ وفيكَ غبنِيْ 

فقلُّيْ مَا الذيْ أرواكَ دَمَّا ؟

تَهيلُ عسَاكَ 

فيْ الصَّيفِ المَآسِيْ

وكمْ فصلِ الخريفِ سقَاكَ سُمَّا

20/8/2016م

 

شُجُونْ بَلْقِيسْ

شُجُونِيْ تَهِلُّ جَوَى نَظرَتِكْ

وَدَمعِيْ يَبُلُّ لَظَى قُبلَتِكْ

قَسَا الصَّيفُ فّالرُّعبُ رِجزٌ تَهَاوَى

فَأَودَى بِكُوخِي علَى خَيمَتِكْ

تَذُوبُ كُفُوفِيْ بِكَفَّيكِ جَمراً

يَنَامُ فُؤَادِيْ علَى حَربَتِكْ

يُرَوِّعُنِيْ فِيكِ صَعقُ الحَنَايَا

وَضُحكُ الخُطُوبِ علَى  مِحنَتِكْ

عَليكِ رَزَايَا الظَّمَا عَاصِفَاتٌ

وَقَيظُ الحُرُوبِ علَى غَيمَتِكْ

علَى مِعصَمَيكِ قُيودُ الدَّوَاهِيْ

وَطَوقُ الأثَافِيْ علَى نَحرَتِكْ

رُوَيدَكِ رَكضُ الرَّدَى فِيكَ نَهباً

وَطَعنُ الخَوَازِيقُ فيْ عِفَّتِكْ

أَجَنُّ بِلَمسِكِ كَيفَ ارتِيابِيْ

وَقدْ أوغَلَ اللصُّ فيْ حُلَّتِكْ ؟

...

فَكيفَ تُطِيقِينَ بَطشَ الضَّوَارِيْ

وَوَخزُ الصَّياصِيْ علَى مُقلَتِكْ ؟

إذَا مَا ضَمَمتُكِ بالنَّارِ أكوَى

وَتَحسُو شِفَاهِيْ ضُبَا وَجنَتِكْ

فَكَمْ شّبَّ قَلبِيْ لَهِيبُ الحَرِيقِ

إذَا مَا طَغَى الحُزنُ فيْ نَظرَتِكْ

يُدَاهِمُنِيْ فِيكِ لَسعُ الأفَاعِيْ

وَلَفحُ السَّوَافِيْ علَى شُرفَتِكْ

فَيَا شَادِنَ الحُبِّ يَكفِيكَ حَرقاً

فَبِاللهِ بُوحِيْ دِمَا قِصَّتِكْ ؟

أرَى اللَّيلَ يَسجُو بِعَينَيكِ ظُلماً

وَسُقماً يَزِيدُ جَوَى كُربَتِكْ ؟

خُدُودُكِ خَسفُ العَنَا فيْ شِفَاهِيْ

وَرِجزٌ يُغِيمُ علَى بَسمَتِكْ

...

مَتَى يَرجِعُ الحُبُّ بِالرِّيِّ عَذْباً

وَيُطْفِيْ نَدِياًّ ضَنَى حُرقَتِكْ ؟

مَتَى يَرحَلُ العُنفُ عَنْ صَهرِ حُلمِيْ

وَيَنشُقُ أنفِيْ شَذَى زَهرَتِكْ ؟

مَتَى فَالعَوَادِيْ بِجَنبِيكِ طَعناً

وَقَهراً تَصُبُّ علَى مُهجَتِكْ

أبَيتُ بِليلِ الحَيارَى قَرِيحاً

وَفَوقَ سُهَادِيْ غَضَا علَّتِكْ

...

دَعِينِيْ أخُوضُ الرَّدَى فيكِ دَرباً

أَمُوتُ حَنِيفاً علَى مِلَّتِكْ

أُهَلهِلُ فيكِ حُرُوفَ القَوافِيْ

تُضِيءُ شُمُوعِيْ ذُرَى قِمَّتِكْ

أَعِيدُكِ بَعدَ الرَّدَى مِنْ رُفَاتٍ

وَيَبنِيْ يَرَاعِيْ سَمَا عِزَّتِكْ

أَمُوتُ لتَحيَا رَوَابِيكِ عُمراً

وَأَفنَى ليَنأَى لظَى غُربَتِكْ

فَهَلْ بَعدَ هذَا الدُّجَى مِنْ صَبَاحٍ

يُعيدُ إلينَا صَبَا كَرَّتِكْ ؟

مَتَى يَسطَعُ النَّورُ بِاللهِ فُوهِيْ ؟

وَهَلْ يَكشفُ اللهُ عَنْ مِحنَتِكْ ؟

20/ 11/ 2015م

 

إِعْصَارٌ ....

نَسِيرُ وداعِيْ ...

الحَربِ زادَ العمَى عَمَى

ونَشرَبُ غِسلِيناً وسُمًّا وَعَلقَمَا

نَغُذُّ الخُطَى لا ...

عَينَ تُبصِرُ فيْ الضُّحَى

ولا أذنَ تَهدِينَا إلى السَّمعِ لا فَمَا

نَمُرُّ بكَهفِ ...

الصَّمتِ حَشداً مُحَنَّطاً

ونخطُو هُنَا ركباً أصَمًّا وأبكَمَا

مشَينَا ولا ...

ندريْ إلى أينَ دربِنَا ؟

وبتنَا وغيمُ الموتِ مِنْ فوقِنَا غَمَى

سَرينَا فجازَ التَّيهُ فيْ خبتِ أُمَّتيْ

وسارَ بنَا ليلٌ على الخبتِ مظلمَا

تهاجَتْ حِرابَاتِيْ ...

بمحذُورِ حِرفَتِيْ

فسَلْ كلَّ مَنْ ...

سَاقَى المنيَّاتِ مَنْ رَمَى ؟

عتَادِيْ وإعدَاديْ ...

جِهاديْ ومعصَميْ

ورعدِيْ وإرهاسِيْ رِغَامٌ على الحِمَى

كررتُ بخيليْ ...

فوقَ أجسادِ صبيتِيْ

فلِلَّهِ ما أقسَى وأشقَى وَأَظلَمَا

سَلِ المَدفَعَ الجبَّارَ ...

كيفَ احتسَى الضُّبَا؟

وكيفَ اغتلَى وانصَبَّ حِقداً وهدَّمَا؟

سَلِ القاتِلَ المَأجُورَ ...

عن سَحقِ مُهجَتيْ

وكيفَ رمَى ...

النِّيرانَ أرضاً وأضرمَا؟

هُنَا نِسوَةٌ ...

رُوِّعنَ يَبكِينَ حسرَةً 

وسيلُ دُموعِ ...

الثُّكلِ كالبَحرِ إنْ طَمَى

هُنَا طفلةٌ تبكِيْ بآهَاتِ شَادِنٍ

وطفلٌ بكَى ...

والدَّمعُ فيْ الخدِّ مُسجَمَا

هُنَا رِحلةٌ للموتِ تأتِيْ فُجَاءَةً

وقَومٌ قَضَوا ...

بالموتِ فيْ الدَّارِ نُوَّمَا

مَلايِينُ قَتلَى ...

الحَربِ تَحسُو شَبَا الرَّدَى 

وتَحتَ مرامِي ...

القَصفِ تشكُو مِنَ الظَّمَا

بوادِي الهبَا مَاتُوا فلِلَّهِ مَا جَرَى

قِلاعٌ مِنَ القتلَى وبَحرٌ مِنَ الدِّمَا

يُحَاصِرُنِيْ ...

الطُّوفَانُ تقسُو عوَاصِفِيْ

فيثقلُنِيْ قَيدٌ مِنَ الرُّعبِ أُحكِمَا

نَغُذُّ بِكَهفِ ...

الوَيلِ نمشِي ولا نَرَى 

بلَيلِ مَرَاسِي ...

الحَربِ أرضاً ولا سَمَا

تدورُ بِنَا ...

مَوجَاتُ بحرِ الرَّدَى دُجَىً

ويرمِي بنا في ...

سجنِ مَنْ جارَ مَنْ حَمَى

نبيتُ على أنقاضِ ميعادِ ثَورةٍ

تمر ُّجثامِينَا إلى القَبرِ صُوَّمَا

فيَا رُعبُ كيفَ الأمرُ ؟ ...

لم يبقَ مرفَقٌ 

وحدُّ مقَصِّ ...

الطِّبِ لم يبقِ معصَمَا

فقُلْ لي لماذَا ...

المَوتُ في القُربِ حاضِرٌ ؟

يَكرُّ وكم أردَى مُخِيفاً وَدَمدَمَا

إِلَيكَ إلَهِي ...

أنتَ حَسبِي وغايَتِي

فعُذْ أمَّتِي ...

واعصُمْ بنِيهَا عَنِ الدِّمَا

23/7/2016م

 

 

 

الأسْطُورَةْ ....

تركَ البلادَ وسارَ يقصدُ مهجَرَا

وعلى دياجيرِ الغياهبِ جُرْجِرَا

قطعَ الطَّريقَ إلى المهَاجِرِ عابِراً

لم يخشَ منْ خوفِ الطَّريقِ وما جَرَى

مَرَّتْ خطاهُ سَجَا الدُّجَى فلَرُبَّمَا

هذَا يجوزُ وذَا يُوَسَّدُ فيْ الثَّرَى

هذَا المغامرُ قصَّةٌ وروايةٌ

أسطورةٌ تَحكِيْ العجائبَ فيْ الورَى

لمَّا تجاوزَ فيْ الحدودِ تجاوزتْ

أقدامُه رُعبَ الحدودِ فكبَّرَا

جازَ المخاطرَ كيفَ جاز َ؟ فيا لَه

منْ ماردٍ جازَ الحدودَ وغرَّرَا

ليلٌ وصحراءٌ ودربٌ قاتلٌ 

والموتُ فيْ حرِّ الهوَاجِرِ كَرْكَرَا

الذِّئبُ يعدُو نحوَهُ والصِّلُ فيْ

أقدامِهِ صوتُ البنادقِ أمطرَا

منْ جازَ أخطارَ الحدودِ ترَبَّصَتْ

بمسارِهِ المرصودِ أجنادُ القُرَى

وحشٌ يشُدُّ الكفَّ يلطمُ شاتمًا

والعابثُ المخمورُ بالضَّربِ اجتَرَا

مَنْ ماتَ ماتَ على الحدودِ بِحَالهِ

لا أمُّ تبكيهِ ولا دمعٌ جرَى

حطَّ الرَّحَى فالجسمُ صارَ فريسةً

لا قبرَ وارَاهُ ولا عطفٌ سَرَى

والدَّالفُ المحظوظُ عاشَ مُحَاصَراً

لا شمسَ يلفيهَا

 ولا بدراً يَرَى

يغزُو إلى الأعمالِ مستَتِراً متَى

تخلُو لهُ السَّاحَاتُ مِنْ أسدِ الشَّرَى

لم يُعطَ أجرَ الجهدِ باءَ بجهدِهِ

بالجحدِ محظوظٌ 

وبالبخسِ اشتَرَى

فيْ ناقلاتِ الضَّيمِ رُصَّ مُسفَّراً 

كالجَلبِ صُبحاً للمنافذِ صُدِّرَا

سجنٌ وضربٌ ذلَّةٌ ومهانةٌ 

حكمٌ وتغريمٌ وذنبٌ مُفتَرَى

حتَى إذَا نارُ العواصفِ جَلجَلتْ

ركبَ الحمارَ 

على العواصفِ واكتَرَى

ظهرتْ رؤاهُ 

منَ الكهوفِ وحينمَا

رفعَ البطاقةَ 

فيْ الشَّوارعِ عسكَرَا

ظنَّ الحصيفُ على الرَّصيفِ إقامةً

فتحطَّمَ الحلمُ الجميلُ وصَرصَرَا

فصلُ الخريفِ إلى الشِّتاءِ يُحِيلُهُ 

ومِنَ الشَّتاءِ إلى 

الخريفِ تَجَرْجَرَا

عرقوبُ فيْ 

أذنيهِ يضربُ موعِداً 

قد زادَ منْ 

خُلْفِ الوعودِ وطوَّرَا

هذَا المُهَاجِرُ فيْ ضَراوةِ نحسِهِ

يحسُو الجحيمَ 

منَ الحروبِ ومَا جَرَى

عيناهُ تذرفُ فيْ الخدودِ جداولاً

والشَّوقُ فيْ القلبِ المُحبِّ تَفَجَّرَا

ذِكرَى الأحبَّةِ للبلادِ سَرَى بهِ

وأسَى الشُّجونِ 

على الجُفونِ تهَصَّرَا

كيفَ الوصولُ 

إلى الأحبَّةِ ؟ ليسَ فيْ

هذَا الطريقِ هُنا جوازٌ أُشِّرَا

الحربُ تضربُ 

فيْ الحدودِ وحولَهُ 

وضعٌ تهدَّرَ كالوحوشِ وكَشَّرَا

يا رحمةَ الخطَّابِ باتَ رجاؤهُمْ

يخطُو من الحظِّ البَئيسِ القَهقَرَى

قلْ لِيْ متَى 

الحسناءُ تربضُ عاقراً 

في بيتِهَا المهجورِ تنتظرُ القِرَى

حجزَ الجَوازُ فؤادَهَا عن بعلِهَا

شوقَانِ يعتصرَانِ 

مختلفَا الذُّرَى

شوقٌ يمانيٌّ وريمٌ أعفَرٌ 

شوقٌ حجازيٌّ وبدرٌ أزهرَا

هلْ يلتقيْ القمرانِ ؟

 ما أحلَى اللِّقَا

فمتَى الوصولُ ؟ 

وكيفَ ذلكَ يا تُرَى ؟

يا شَوقَ عبلةَ فيْ غيابِ حبيبِهَا

عيناهَا نرجستانِ تطلبُ عَنتَرَا

كَبُرَ البنونُ ولمْ يرَوا آباءَهُمْ 

آباؤُهمْ فيْ الحجزِ فيْ أمِّ القَرَى

25/8/2016م

 

العِيْدُ وَالحَرْبُ

كيفَ يا عِيدُ ؟ هلْ ترَى أمنيَاتِيْ ؟ 

قَدْ سجَا الموتُ فيْ شتاءِ البَيَاتِ؟

عُدتَ فانظرْ إلى سبيلِ البَرَايَا

عَبَثٌ قادَ أُمَّتِيْ للمَمَاتِ

هَبَّ ريحُ الصَّغَارِ فينَا فألقَى

دولةَ الأمنِ فيْ خناقِ الرُّفَاتِ؟

دَمعَتِيْ فيكَ كَرَّةٌ فيْ جفونِيْ

كيفَ يَا عيدُ سلوتِيْ عَنْ حَياتِيْ؟

بتُّ فوقَ الكثيبِ أحثُو خريفاً

فشَتَى العنفُ فيْ جحيمِ السَّرَاةِ

أسلمتنِيْ يا عيدُ فيكَ الرَّزَايَا

فنَمَا اليتمُ مِنْ زؤامِ الذَّوَاتِ

كيفَ ماتَ الغرامُ ؟ فاحتلَّ دَربيْ

 أعجمِيٌّ يجوبُ أرضَ الكماةِ

فيكَ يا عيدُ نزفُ دمعِ الثَّكالَى

وصدَى الصَّوتِ مِنْ صُراخِ النُّعاةِ

جئتَ يا عيدُ موسماً كلُّ شيءٍ

جاثمٌ فيكَ مقصفٌ للبغَاةِ

جُرِّدَ الشَّعبُ لا لباسٌ كريمٌ 

يسترُ الشعبَ مِنْ عُراةِ العراةِ

فرحتيْ فيكَ غُصَّةٌ مِنْ حِمَامٍ 

وزكامٌ طغَى كعنفِ الغُواةِ

بتُّ يا عيدُ للحمِيَّاتِ درباً

قاتنِيْ فيكَ جَبرُ سَلبِ النِّيَاتِ

أينَ أمضيْ يزيدنِيْ الخوفُ رعباً

بتُّ أسطورةً بسِفرِ الرُّوَاةِ

اُعذرينيْ بُنَيَّتيْ غابَ لحنيْ 

لم تعدْ ليْ بعدَ العنَا أغنياتِيْ

اُعذرينيْ فالعيدُ نزفٌ تَوَالَى

عاثَ فيهِ الجَوَى ولا مِنْ رقاةِ

لم تعدْ بسمةٌ فكلُّ المرَايَا

عاكساتٌ على حرابِ الرُّعَاةِ

مجلسُ الأمنِ حاكمٌ فاعذرينيْ

عَصَدَ اللَّحمَ فاختفتْ ألوِيَاتِيْ

زرعَ اللَّؤمَ فيْ ذواتِ الحُبَالَى

وتَبنَّى خرابَ كلِّ الجَهاتِ

لم يكنْ غزونَا مِنَ الغَربِ لكنْ

نحنُ سوقُ المُدَى وقَوسُ الرُّمَاةِ

مِنْ رُبَى الشَّامِ نحو صنعاءَ حتَّى

مُلتقَى النَّهرِ فوقَ أرضِ الفراتِ

كلُّنا نحنُ للعدى مَنْ صنَعنَا

فَقُتِلنَا بسيفِ جيشِ الغُزاةِ

صانَ أعداؤُنا دِماهمْ فصُمنَا

فسفكنَا دماءَنَا فيْ الصَّلاةِ

...آهِ يَا عيدُ دينُنَا ليسَ خصماً

إنَّما الخصمُ ظلمُ حكمِ الولاةِ

7/7/2016م

...

إِلَى إرْهَابِيْ

لِماذَا تُفَجِّرُ ؟ مَنْ أرسَلَكْ ؟

وَتَقتُلُ مَنْ لا يَرَى مَقتَلَكْ

أُسَائِلُ مِنْ أينَ ؟ مَا الأمرُ قُلْ لِيْ ؟

" أجِبْ عَنْ سُؤَالِيْ وإنْ أخجَلَكْ  "

هَلِ الدِّينُ أفتَاكَ رِفقاً بِعقلِيْ ؟

فَسُحقاً لفتوَاكَ مَا أجهَلَكَ !

لمَاذَا بِتَفجِيرِ جِسمٍ لئِيمٍ

قَتلتَ الألُوفَ ... فمَا أنذَلَكْ !

تُحَارِبُ مَنْ يحتفِيْ بالسَّلامِ

وَتَترُكُ مَنْ بِالرَّدَى زَلزَلَكْ

جَنيتَ عَليكَ عَدُوَّ الحَيَاةِ

شَقِيتَ ... فَمنْ ذَا الذيْ ضَلَّلَكَ ؟

أيَا صَيحةً مِنْ صُرَاخِ المَآسِيْ

وَيَا رَجفَةً خِبتَ ... مَا أغفَلَكْ !

قتلتَ ولمْ تدرِ مَا القتلُ قُلْ لِيْ

لمَاذَا قَتلتَ ... وَمَنْ خَوَّلَكْ ؟

قتلتَ المَسَاكِينَ فيْ السُّوقِ بَغياً

قَتلتَ البَرَاءةَ ... مَا أسفَلَكْ !

تُجاهِدُ بالهَدمِ بَيتَ الإِلهِ

وتَقتلُ مَنْ فِيهِ ... مَنْ حَلَّ لَكْ ؟

جَهُولٌ وفِعلُكَ نَارٌ تَلظَّى

وعقلُكَ كالطِّينِ ... مَنْ خَبَّلَكَ  ؟

مُسِختَ فكنتَ زِنادَ الأعَادِيْ

وَغُولاً مُخِيفاً ... فَمَنَ غَوَّلَكْ ؟

فَلا الفِعلُ فِعلُ الرِّجَالِ العَوَالِيْ

ولا الدِّينُ دِينُ الذِيْ جَمَّلَكْ

لبِستَ العِمَامَةَ واجتَحتَ بَغياً

وَرَكَّبتَ ذِقنَ الذِيْ أهبَلَكْ

لمَاذَا عَشِقتَ انْحِرَافَ المُغَالِيْ ؟

وَزُغتَ عَنِ الحَقِّ يَا مَنْ هَلَكْ

أتحسَبُ فِعلَكَ فِعلَ الجِهَادِ

كذَبتَ وخُنتَ ... فمَا أقتَلَكْ ؟

مَلايِينُ قَتلَى العِبادِ ظِماءٌ

تُنَادِيْ إِلهِيْ ... فيَا وَيلَ لَكْ  ؟

علَيكَ لعَائِنُ رَبِّ السَّمَاءِ

وَمَوجِ الدِّمَاءِ وَمجرَى الفَلَكْ

وَكُلِّ اليَتامَى ودَمعِ الأيَامَى

وأشلاءِ لَحمِ الورَى والمَلَكْ

سَتعرِفُ يَا مَنْ جَرَى فيْ الضَّلالِ

مَدَى الإثمِ سُحقاً لِمَنْ  ضَلَّلَكْ

24/ 5/2016م

...

جحيمٌ ... 

اِحملْ صغيريْ وَابحَثْ هُنَا عنْ رَغِيفْ 

احملْ وجاهِدْ فيْ رَصِيفِ الرَّصيفْ 

ماذَا علَى كتفيكَ ؟ماذَا ؟ومَا

يدنُو على جنبيكَ طفليْ الضَّعيفْ

حِملٌ وكَيسٌ فيْ التَّرَاقِيْ ارتَقَى

والصَّدرُ هَاوٍ في مَهَاوِي الرَّجيفْ

 السَّاقُ لَاوٍ والذِّراعُ انحنَى

والجُهدُ شاكٍ مِنْ غَنِيٍّ سَخِيفْ

تسعَى بسُوقِ الكَسبِ يَا مُهجتي

 تحسُو حميما  من جحيمِ النَّزيفْ

تَجتَرُّ فَصلَ الصَّيفِ تَحسُو الشِّتَا

تَقتَاتُ بالآلامِ وقتَ الخرِيفْ 

كم بِتَّ فيْ صَنعَاءَ تَجنِيْ الأسَى

تُرسِيْ رَوَاسِيْ الهَمِّ عِندَ الصَّلِيفْ

ماذَا هُنَا تَجنِيْ رَوَاقَ الصِّبَا  ؟

غيرَ الجَفَا البَاديْ بِوَجهٍ مُخِيفْ 

غيرَ ابتزازِ اللِّصِّ والرَّكضِ فيْ

غَيَاهِبِ المَدجَى كَبَدرٍ كَسِيفْ

 لا عطفُ لا إيواءُ لا بسمةٌ 

لا رحمةٌ يا طفلُ لا مَنْ يُضِيفْ

 

بِتنَا ونارُ الحَربِ تغزُو بِنَا

تَنأَى بِنَا عَنْ روضِ دينٍ حَنيفْ

مَاتَ الذيْ يحميكَ لم يبقَ مَنْ 

يأويكَ فالتفَّ الظلامُ اللَّفِيفْ

يا نورَ عينيْ كيفَ ؟ ماذَا أرَى؟

مَا زِلتَ طفلاً ذَا قَوَامٍ رَهِيفْ 

مَنْ يَا ضَنَى قلبِيْ ويَا مقلتِيْ ؟

 أشقَى حشَا جنبَيكَ هذَا النَّحِيفْ 

الأمُّ يا روحيْ بقصفِ الرَّدَى

والوالدُ الحَانِيْ بِوَادِ النَّزِيفْ 

بقيتَ يا طِفليْ وحيدَ المَدَى

تَبكيْ العَنَا دمعاً بجفنٍ رَفِيفْ 

ما بَاتَ مَنْ يرثِيْ صَغِيرِيْ هُنَا 

لا مِنْ قُريشٍ لَا ولَا مِنْ ثَقِيفْ 

الدَّهرُ فيْ بَلواكَ سَلَّ البَلَا

والقَومُ فيْ شغلٍ وقصرٍ منيفْ 

لا الحَلُّ يَا طفليْ ببيتِ الهَوَى

فيْ قصرِ أمرِيكَا ولا فيْ جُنيفْ

الحلُّ فيْ بيتِ الهُدَى قِبلتِيْ

ندعُو إلهَ الكونِ ربِّيْ اللَّطيفْ 

فاصبِرْ لَعَلَّ اللهَ يَقضِيْ القَضَا 

يُزِيحُ عن قومِيْ رياحَ الكنيفْ 

14/7/2016م

...

 

حَرْبُ المَسَافَاتْ

خُضتُ المسَافاتِ

في دربِ الرَّدى نَفَقَا

وبتُّ من جورِ

سيفِ الغدرِ مُحتَرِقَا

يَحلُّنِي من نفيرِ

الرُّعبِ عاصفةٌ

وَتَحتَسينِيْ

ديَاجيرُ الدُّجَى غَسَقَا

فيْ نَهدِ بلقيسَ

بُركانُ الأذى شَرِهٌ

يمدُّ فوقَ

جُروحِيْ بالأسَى رَهَقَا

ما ذقتُ أمنَ

اللَّيَاليْ فالسُّرَى قَلِقٌ

والحربُ تبصقُ

في خسفِ الضُّبَا حَمَقَا

بينِيْ وبينَ

الصَّبَا أبوَاقُ طَاحِنةٍ

تَدُقُّ حبَّ

المَآسِيْ بالرَّحَى شَبقَا

فالهَولُ يَفتُلُ

في فتكِ الورَى مَرَحاً

والشَّعبُ بينَ

جَحيمِ الخُلفِ مُحتَرِقَا

فكلَّمَا عادَ

من نبضِ الرُّؤى نَفَسٌ

يُسَاقِطُ الشَّرَّ

ـ واحربَاهُ ـ ما انطَبقَا

يَسرِيْ الرِّغامُ

يَكرُّ العَسفَ مُؤتفِكاً

قدْ دَارَ فوقَ

الأنوفِ الشُّمِ والتَصَقَا

فهلْ إلى

مَخرجٍ من ليلِ نَكبَتِنَا ؟

فكلَّمَا رُدَّ

سَيلٌ للرَّدى دَفَقَا

دَعنِيْ أبلُّ

حُرُوقِيْ يَا لظَى وَطنِيْ

فسَهلُ نَهرِ

جُروحِيْ بالدِّمَا غَرِقَا

فيْ صَرخةِ

العنفِ أحشَاءٌ مُمَزَّقةٌ

وفي جبينِ

الحَوارِيْ واقبٌ غَدقَا

جَادتْ علينَا

صواريخُ المدَى مطراً

نهرُ الدِّماءِ

سرَى كالبَحرِ واندَفَقَا

كَرٌّ وَفَرٌّ

على أخدودِ مِحنَتِنَا

تَمزَّقَ الجِسمُ

لا رأساَ ولا حَدَقَا

نُكابِدُ التَّيهَ

فيْ بِيدِ العَمَى بَشَراً

وَنلعَقُ القَهرَ

منْ حَرِّ الشَّنَا حِرَقَا

9/4/2016م

...

حُرَّتِيْ ...

تَعِزُّ يَا وَجبَةً

قَدْ أوجَبَتْ شَجَنِيْ

وَيَا صُرَاخاً

علَى أشْلائِهِ بَدَنِيْ

كُلُّ المَلاحِمِ

فيْ عَينَيكِ ثَائِرَةٌ

وَمِنْ جِرَاحِكِ

يَبكِيْ كُربَةً زَمَنِيْ

عَلَى يَمِينِكِ

يَجثُو غُولُ كَارِثَتِيْ

وَفِيْ يَسَارِكِ

يَلغُو سَافِراً كَفَنِيْ

الرُّعبُ يَعصِفُ

فيْ جَنبَيكِ مُنتَحِراً

وَفِيْ سوَارِكِ

رِجزُ المُلكِ يَحصِبُنِيْ

أينَ التَفَتِّ

فَرَكضُ المَكرِ مُحتَرِفٌ

الغَدرُ صَنَعَاءَ

والخُذلانُ فيْ عَدَنِ

يَبكِيكِ حِميَرُ

والتِّيجَانُ مِنْ سَبَأٍ

وَتُبَّعُ المُلكِ

كَمْ يَبكِيكِ ذُو يَزَنِ

مَدَاخِنٌ فيْ

ذُرَى جَفنَيكِ غَائِمَةٌ

وَفِيْ شِفَاهِكِ

جَمرُ العُنفِ يَحرِقُنِيْ

صَيفُ الجَرَائِمِ

مُحتَرٌّ وَفِيكَ رَمَى

سَيفَ الغَوَائِلِ

بالسِّكِينِ يَذبَحُنِيْ

مِنْ خَلفِ دَربِكِ

حَشرُ اللُّؤمِ مُحتَدِمٌ

يَطِلُّ مِنْ كُثُبِ

الخُذلانِ يُرهِبُنِيْ

يَا حُرَّةً فِيْ

جَحِيمِ الغَدرِ حَارِقَةً

جَمرُ الطَّوَاغِيتِ

فيْ نَهدَيكِ يُكرِبُنِيْ

رُغمَ الحِصَارِ

وَرُغمَ القَصفِ سَيِدَتِيْ

رَمزُ الصُّمُودِ

علَى زِندَيكِ يُعجِبُنِيْ

ثَبَاتُ جَأْشِكِ

عِرفَانٌ وَمَعجِزَةٌ

وَجَمرُ غَيظِكِ

للأعدَاءِ يُدهِشُنِيْ

مَهمَا رَبَا العُنفُ

فيْ فَصلِ الشِّتَا زَمَنٌ

وَفِيْ الرَّبِيعِ

حُدُاءُ الحُبِّ يُطرِبُنِيْ

لا تَقلَقِيْ مِنْ

لَظَى السَّفَاحِ حَالِمَتِيْ

غَداً يَرَاعُكِ

فيْ القِسطَاسِ يَكتُبُنِيْ

23/ 10/ 2015م

...

حلَبْ...

صبراً فأنتِ صِمامُ الحقِّ يا حلبُ

وأنتِ أجملُ مَنْ يَدعُو وَيحتسِبُ

ثِقيْ بِرَبِّكِ واقضِيْ اللَّيلَ ضَارِعَةً

وصَابِريْ واصبرِيْ فاللهُ مَنْ يَهبُ

لا تَركَنيْ لجُفَاءِ السَّيلِ عَنْ كَثبٍ

مَا عَادَ يُذكَرُ لا تُركٌ ولا عَربُ

صَلِّيْ على جُرحِكِ المفتوحِ قَانتَةً

واشكِيْ مُصابَكِ لا خَوفٌ ولا رَهَبُ

هَذيْ الدِّماءُ التِي تَجريْ عليكِ  غداً

سَتبلعُ الظُّلمَ مَنْ عَاثُوا وَمنْ غَصبُوا

مَأسَاةُ جُرحِكِ أهَوالٌ وَكارِثةٌ

سيَثأَرُ الجُرحُ وعدُ النَّصرِ يقتَربُ

ما كانَ للظُّلمِ والطُّغيانِ مِنْ سندٍ

فكلُّ طاغٍ إلى مردَاهُ كم يَثِبُ

غداً على أرضكِ الشَّهباءِ عَاصفةٌ

تدكُّ ركنَ العِدَى مَنْ بِالدِّمَا لَعِبُوا

تَهتَزُّ فيكِ دُمَى الأوغَادِ سَاقِطةً

وفوقَ جَمرِ الرَّدَى تَبكِيْ وتَنتَحِبُ

1/5/2016م

...

حُمَّى الوَطَنْ

عَليكَ كُرهِيْ سَبَا غَرَامِيْ

وَانحَطَّ قَدرِيْ علَى مَقَامِيْ

مِنْ حِيرَتِيْ فِيكَ صِرتُ شُؤماً

يَفِيضُ حَربِيْ علَى سَلامِيْ

يَحتَرُّ صَيفُ الرَّدَى وَيَحظَى

عَلَى شِتَاءِ الجَوَى هِيامِيْ

مِنْ غَدرِ مَجرَاكَ فيْ دِمَائِيْ

تَحُلُّ  حُمَّاكَ فيْ عِظَامِيْ

قَهرِيْ وَدَهرِيْ وَغُولُ غَدرِيْ

عَلَى مَدَى غُربَتِيْ غَوَامِ

بَاتَتْ جِرَاحِيْ نَجِيعَ طَيفِيْ

علَى كَثِيبِ الشُّوَى حُطَامِيْ

خَواطِريْ فِيكَ نَحبَ عُمرِيْ

يَعُبُّ ضَوئِيْ سَجَا ظَلامِيْ

مِنْ مِحنَتِيْ فِيكَ هَلَّ مَسخِيْ

فَحَلَّ خَلفِيْ علَى أَمَامِيْ

أحسُو علَى النَّارِ كَأسَ غُرمِيْ

مِنْ فَرطِ جُرمِيْ قَسَا زُؤَامِيْ

كَم سوقُ غَلوَاكَ في شَنَائِيْ

تَرمِيْ بِلؤمِيْ علَى كِرَامِيْ

إذَا أنَا رُمتُ قَتلَ قَومِيْ

تَقُولُ عَنِّيْ ... أنَا عِصَامِيْ

رَخُصتُ فَانحَلَّ وَزنُ لَحمِيْ

وَفِيكَ رَطلِيْ هَجَا جِرَامِيْ

مِنْ أجلِ فَقرِيْ وَبَخسِ قَدرِيْ

شَبِعتُ وَصفاً ... " أنَا حَرَامِيْ "

فيْ مُلتَقَى البَحرِ فيْ المَآقِيْ

يَنُوحُ شِيحِيْ علَى خزَامِيْ

تَعَمَّدتْ في رُحَى العَوَادِيْ

جَحِيمُ حَربِيْ علَى رِغَامِيْ

بِالرُّغمِ مِنْ ثَروَتِيْ فَقِيرٌ

تَعِبتُ فيْ البَحثِ عَنْ طَعَامِيْ

غِرِلَّتِيْ فيْ القُصُورِ تُثرَى

وَبِتُّ فيْ الغوطِ فيْ خِيَامِيْ

يَا بَلوَةَ العُمرِ كَيفَ أنجُو ؟

إذَا هَجَتْ جلسَتِيْ قِيامِيْ

وَكَيفَ أصحُو وَفِيْ كُهُوفِيْ ؟

يَغُطُّ صَحوِيْ علَى مَنَامِيْ

مِنْ عَادَةِ الذُّلِّ فِيكَ تُخسَا

لَوحَاتُ ذُلِّيْ علَى خِصَامِيْ

مَتَى أرَى الفَجرَ فِيكَ يَندَى ؟

وَيَزدَهِيْ الحُبُّ فيْ سَلامِيْ

13 / 10 / 2015م

 

  الحَافيْ ...

بئتَ بالذُّلِّ 

فيْ زمانِ المصَافِيْ

كيفمَا كنتَ أنتَ فيْ الرَّملِ حافِ

رَاعِيَ النُّوقِ 

خفِّفِ الوطءَ رِفقاً

أنتَ فيْ إستِ راكِبِ النُّوقِ جافِ

كيفَ تنسَى 

دباغةَ الجلدِ ؟ قلْ لِيْ ؟

يا سخيفاً كفَى منَ السُّخفِ كافِ

عُدْ إلى 

الرَّملِ واخسفِ النَّعلَ وابحثْ 

عنْ خفَايَاكَ 

فيْ رُكامِ السَّوافِيْ

يَا عُرِيباً 

مَا زلتَ فيْ السَّهلِ ضبّاً 

يَا قُريداً على الجُلُودِ النِّظافِ

أنتَ مسخٌ 

والمسخُ فيْ فيكَ سلحٌ

يا جُعيلاً خاضَ الخَرَا باحترَاف

أنتَ مازلتَ 

فيْ خنَا الغُوطِ ضبعاً

بتَّ واللَّيلَ فوقَ قَضمٍ خُرَافِ

كُفَّ عنْ 

ذكرِ سيِّدِ الخلقِ طرًّا

يا سفيهاً هوَى بجرفِ انحرافِ

كيفَ 

سوَّيتَ بينَ نُورٍ ولَيلٍ؟ 

بينَ عطرٍ وبينَ ريحِ الكنافِ

تَلبِسُ 

الحقَّ باطلاً يا لَدِينِيْ

تَلبِسُ الباطلَ الهُدَى باعتسَافِ

عشتَ 

عبداً وسَخْرَةً يا رَقِيعاً

لملُوكِ الهوَى وسُمِّ الزُّعَافِ

تلثمُ 

الرجلَ ترشفُ الكفَّ ذلاً

عشتَ بالسُّحتِ فيْ نزيفِ الرُّعَافِ

فيْ الخَنَا 

قِردةٌ وفيْ الزيغِ كفرٌ

تعجنُ اللؤمَ فيْ خيوطِ الكَوافِيْ

طفتَ قصرَ 

الملوكِ صُبحاً وعصراً

تشكُو رجلاكَ منْ هراعِ الطَّوافِ

بتَّ واللَّاتَ 

فيْ سجودٍ فهلَّا

تُبتَ عنْ معبدِ الملوكِ السَّخاف

14/8/2016م

...

دَيجُورٌ ...

سَرَينَا فِيْ الحَنَادِسِ فيْ الظَّلامِ

وَبِتنَا فِيْ الخِلافِ علَى الرِّغَامِ

نَكِيلُ الشَّرَ فِيْ غُرَرِ العَوَادِيْ

وَنَرشُفُ مِنْ كُؤُوسِ الانتِقَامِ

تُقَسِّمُنَا الحُتُوفُ فَلا صِمَامٌ

يُؤَمِّنُ مِنْ حِسَامِ الاختِرَامِ

نُجَدِّفُ فيْ الرَّدَى فَنَخُوضُ حَرباً

وَيَعتَسِفُ اللَّظَى وَجَهَ الكِرَامِ

كَأَنَّا فيْ دِنَانِ الخَمرِ رَيبٌ

يَجِيشُ علَى كُؤُوسٍ مِنْ  مَدَامِ

تُسَيِّرُنَا الحُتُوفُ ولا نَرَاهَا

سُوَى شَيْءٍ يَذُوبُ مِنَ الغَرَامِ

تَحَجَّرَتِ القُلوبُ وَتَاهَ حقدٌ

فَصَارَ البَطشُ بِالإحرَاقِ طَامِ

نَمُوتُ وفيْ رِهَانِ البَطشِ نَشَقَى

وَنَبنِيْ الكُوخَ مِنْ رِمَمِ العِظَامِ

نَزِيدُ لظَى الصِّرَاعِ فَتيلَ نَارٍ

وَنَعبُرُ فيْ الرُّكَامِ علَى رُكَامِ

يُلَظَّى الزَّهرُ تَحتَرِقُ القَوَافِيْ

وَيَعتَسِفُ الدُّخَانُ ذُرَى السَّلامِ

تَكُرُّ بِنَا المَنَايَا وَتَجتَبِينَا

فَلاشَيْءٌ  يَفُوتُ ضُبَا الزُّؤَامِ

فيَا تُجَّارَ حَربِ المُلكِ رِفقاً

فَقَدْ جَارَ الرِّغَامُ علَى الأَنَامِ

8/ 1/ 2016م

...

رِمَالُ الأَرَقْ

وَطَنِيْ يَا هِزَّةً فَوقَ الجَوَى

يَا رِمَالاً فِيْ دَوَاوِينِ السُّؤَالِ

يَا تُرَاثًا فيْ لَظَى الوَجدِ اشتَوَى

يَا دُخَاناً فيْ تَلابِيبِ المَعَالِيْ

عَضَّكَ الخُلفُ وَأَبَكَانِيْ الشَّجَى

بِتُّ مَحبُوساً ولا تَدرِيْ بِحَالِيْ

كَيفَ عِشتَ العُمرَ تَستَجدِيْ المُدَى ؟

بَاتَ هَذَا الفعلُ مِنْ  نَهجِ الضَّلالِ

فيْ خَرِيفِ القَهرِ يَشتَدُّ الوَبَا

وِشِتَاءُ الحَربِ فيْ كُوخِ الخَبَالِ

كُنتَ لَوناً فَاعتَرَى اللَّونَ الرَّدَى

وَجَلَالاً فَامَّحَى لَونُ الجَلَالِ

لَم تَعُدْ شَمسُكَ تَرسُو فيْ الضُّحَى

قَدْ سَجَا العُنفُ بَأثوَابِ التِّلالِ

سَفَرِيْ فيْ رَملِكَ  العَانِيْ اكتَوَى

كَيفَ أنجُو مِنْ دَيَاجِيرِ اللَّيَالِيْ ؟

كُلَّمَا زِدتُ بُكَاءً فَالبُكَا

يُنكِئُ الجُرحَ بِآلامِ ابتَهَالِيْ

قَارِبِيْ مَدِّيْ وَفِي جَزرِيْ انبَرَى

مَرفَأٌ البَاغِيْ علَى جُرحِ انتِقَالِيْ

بَاتَ نِضوِيْ فَوقَ أحوَاضِ الرَّدَى

يَجرَعُ المَوتَ علَى طَعنِ العوَالِيْ ؟

أَينَ أغدُو بَعدَمَا غَدرِيْ اكتَرَى ؟

وَاقِبَ النَّفطِ وَأورَى باشتِعَالِيْ

آهِ في وَجهِيْ وُجُومٌ  قَد جَرَى

عَاصِفٌ يَسرِيْ علَى أيضِ احتِلالِيْ

عَنْ يَمِينِيْ كَاسِفُ الدَّعَوَى افتَرَى

وَعَجُوزٌ الشُّؤمِ تَستَهوِيْ اهتِبَالِيْ

كَشَّرَتْ بَلوَاكَ فيْ عَينِيْ البَلَا

فَمَحَاقُ الخَفرِ يَخبُو فيْ اكتِمَالِيْ

عُدْ إلَى مَجرَاكَ وَاترُكْ مَا جَرَى

اِقطَعِ الحَبلَ علَى كَيدِ المُغَالِيْ

فيْ وِفَاقِيْ افتَحِ الصَّدرَ وَلَا

تَقصرِ الأَمرَ بِعَمروٍ أو بِلالِ

عُدْ إلينَا حَامِلاً قَطرَ النَّدَى

وَاسقِنَا صَفواً مِنَ الكَأسِ الزُّلَالِ

26/ 2/ 2016م

...

صَرخَةٌ ...

قُتِلتُ ولم أدرِ بِتَصوِيبِ قَاتِليْ

ولم أدرِ مَا ذَنبِيْ فقَد جَارَ صَائِلِيْ

على غُصنِ أحلامِيْ أُغرِّدُ مُنشِداً

فَثارَ حِمَامُ القَومِ فوقَ جَدَاوِلِيْ

يُبَاغِتُنِيْ الأعداءُ بالغَدرِ والرَّدَى

فتَغدُو علَى الإنعَاشِ خُضراً هَيَاكِليْ

تُمَزَّقُ أحشَائِيْ فُتَاتاً على الثَّرَى

وَتُحرَقُ أشلائِيْ وَتَفنَى حَوَاصِلِيْ

فَلا الحزبُ أنجَانِيْ مِنَ القَتلِ حَائلاً

ولا دافَعتْ عَنْ مَوتِ أهلِيْ قَبَائِلِيْ

ظَلَلتُ أمُدُّ الكَفَّ ـ يَا رَبُّ ـ مُشفِقاً

فمَا رَحِمَتْ ضَعفِيْ جُنودُ جَحَافِليْ

رَمَونِيْ إلى البيدَاءِ فجراً ولم أرَ

طُيُورِيْ على الأغصَانِ تَشدُو زوَاجِلِيْ

فَكَيفَ تَحِلُّ الحَربُ قَتلِيْ مُغَرِّداً ؟

فمَا زِلتُ غصناً فوقَ فرعِ خَمَائلِيْ

تَهاوَى الرَّدَى والظُّلمُ حرباً بِمُهجَتِيْ

ولمْ يَفهَمِ الغَوغَاءُ فحوَى رَسَائِلِيْ

فَلستُ سُوَى خِشفٍ علَى صَدرِ أمِّهِ

فمَا كَانَ للأحَقَادِ بَيتاً دَخَائِلِيْ

لمَاذَا ضُبَا الهَيجَاءِ تَغزُو بَرَاءَتِيْ ؟

وَمَدُّ شُوَاظِ المُلكِ يَعلُو سَوَاحِلِيْ

فيَا أمَّتيْ يَكفِيكِ تَمزيقَ مُهجَتيْ

فَنَهرُ دِمَائِيْ الحُرُّ فوقَ غَلائِلِيْ

رَحلتُ وفَوقَ الثَّغرِ بَسمةُ سَاخِرٍ

وكَلبُ رُعَاةِ السِّلمِ يَحسُو سَوَائلِيْ

فَكيفَ بِقتلِيْ فوقَ صَدرِكِ أُمَّنَا ؟

فَصبراً فنَارُ الحَربِ أفنَتْ عَوَائِلِيْ

كفَى القَاتِلَ المَخذُولَ لُؤمٌ وَخِسَّةٌ

سَيشقَى ذَليلاً يَومَ تَعلُو مَحَافِلِيْ

فيَا رَبُّ لَيلُ الظُّلمِ قدْ عَمَّ مُطبِقاً

فأنتَ المَليكُ الحَقُّ فابطشْ بِقاتِليْ

10/5/2016م

...

غَسَقٌ ... 

عَلامَ هُنَا

نَخبُو ونَكبُو وَنَشغَبُ ؟

وَفِيْ غَسَقِ

الآلَامِ وَالجَمرِ نَضرِبُ

نَعِيشُ مَعَ

الإعصَارِ نَاراً وَثَورَةً

فَلا غَيمَةٌ

تَهمِيْ ولا كَأْسَ نَشرَبُ

كَثِيراً جُفَا

الأوهَامِ تَغزُو عُقُولَنَا

عَلَى رَحبِنَا

ذِئبٌ غُرَابٌ وعَنكَبُ

نَصُبُّ لَظَى

التَّخرِيبِ فيْ عُنفِ حَربِنَا

دَوَالِيكَ

فيْ الإِجرامِ نَبنِيْ وَنَخرُبُ

مَشَينَا غُثَاءً

فَوقَ لُجَّاتِ دَربِنَا

وَبِتنَا علَى

الأدغَالِ في اللَّيلِ نَحطُبُ

قَطَعنَا وَرِيدَ

المَجدِ فيْ عَاصِفِ القَنَا

وِبتنَا علَى

الإخفَاقِ فيْ الهَولِ نَركَبُ

وَهَى جَسَدُ

الأحلامِ فاحتَلَّ أرضَنَا

رِغَامٌ ومَالَ

العِزُّ فيْ الذُلِّ يَغرُبُ

مَشَينَا سُهُولَ

الخَسفِ مَسخاً مُحَرَّفاً

كَأَنَّ  دَبِيبَ

القَومِ صِلٌّ وَعَقرَبُ

نُسِلُّ سُيوفَ

البَغِيْ فيْ قَتلِ بِعضِنَا

وَفيْ فِتنَةِ

الدَّهمَاءِ نَلغُو وَنَخطُبُ

سَفَكنَا دِمَاءَ

الشَّعبِ عَمداً فمَا نَرَى

سُوَى دَربِنَا

فيْ البُغضِ نَدعُو وَنَطلُبُ

نُؤَمِّنُ أرضَ

الكُفرِ دَاراً وَسَاحَةً

وَنغزُو عُرَى

الأوطَانِ بالنَّارِ نُرهِبُ

رَكِبنَا خُيُولَ

الفَتحِ فيْ هَدمِ سُورِنَا

وَمِنْ خَلفِنَا

غُولُ الوِلايَاتِ يَسلُبُ

أيَا بَاذِرَ

الأحقَادِ يَكفِيكَ لوثَةً

فَثُبْ عَنْ

غِرَاسِ الشَّوكِ للسِّلمِ تَقرُبُ

كَفَاكَ مِنَ

الإِلبَاسِ فيْ شَاطِئِ العَنَا

وَأَطفِ فَتَيلَ

النَّارِ فالنًّارُ تُرعِبُ

فأنتَ وجَيشَ

الرُّعبِ فيْ سَاحِلِ اللَّظَّى

فمَا عَادَ

يَكفِيكُمْ تُرَابٌ وَأَكثُبُ

تَطَفَلتُمُ فيْ

المُلكِ فاحتُلَّ سُوقُكُمْ

فلم يُغنِ

تَطفِيلٌ ولا عَاشَ أشعَبُ

علَى جَشَعِ

الأوغَادِ يَنهَالُ عَاصِفٌ

وَفَوقَ نَوَايَا

السُّوءِ عَنقَاءُ مَغرِبُ

خَسِرنَا بِنَاءَ

الرُّوحِ فيْ جَولَةِ الشَّجَى

فلم يَبقَ

فيْ أموَاجِ  مَنْ جَارَ مَركَبُ

رُوَيداً بَنِيْ

الإفرَاطِ فيْ رُقعَةِ الرَّدَى

فَهَلْ فيْ خَرِيفِ

المَوتِ للمَرءِ مَكسَبُ ؟

كَفَانَا رحَىً

فالحُربُ كَربٌ وَمِحنَةٌ

وَفِيْ وَاحَةِ

الإسِلامِ للسِّلمِ مَذهَبُ

تَعَالوا إلَى

التَّحلِيقِ فيْ دَوحَة الهُدَى

فَفِيْ ظِلِّهَا

المَمدُودِ للأَمْنِ مَكتَبُ

17/ 8/ 2015م

...

 

 

 

 

مأسَاةٌ ...

يا طفلةً

نهرُ الدُّمُوعِ بخدِّهَا

والحزنُ يذبُلُ في محاسنِ وردِهَا

فوقَ الجفونِ تساقَطتْ نارُ الأسَى

وعلَى الخواصرِ فيْ سواحلِ وَأْدِهَا

جمرُ العَنَا

فيْ الخافقَينِ وكالحصَى

جيشُ الكوارِثِ فيْ طَوارِقِ كسدِهَا

هولُ الطَّوائِرِ  للمنازلِ ناسفٌ

وعلى المدائنِ فيْ عواصفِ رعدِهَا

خرجتْ منْ الأنقاضِ بعدَ مصيبةٍ

تحكيْ المصائبَ فيْ روايةِ سردِهَا

عادَتْ منَ الموتِ الزُّؤامِ وليتَهَا

بقيتْ هناكَ علَى حواصلِ بُردِهَا

الحسنُ فيْ الوجهِ الجميلِ معفَّرٌ

حلَّ الخسوفُ على زواهِرِ خدِّهَا

لا أمُّ عاشتْ لا أبٌ متعطِّفٌ

لا إخوةٌ ... زادَ الضِّرامُ بوجدِهَا

حرَقَ العَدُوُّ ديارَهَا فتمزَّقتْ

فغدتْ تهيمُ علَى حرائِقِ حصدِهَا

كيفَ الحَياةُ فلا قريبٌ حاضِرٌ

ماتَ الجميعُ سُوَى شوَاهدِ فردِهَا

تبكيْ الشُّجونَ على ملاحمِ محنةٍ

يغزُو  العراءُ على قوارصِ بردِهَا

الحزنُ يأكلُ فيْ الفؤادِ وفيْ الحشَا

همٌّ يقيمُ على نحافةِ قدِّهَا

الجوُّ رعدٌ والمساءُ كوارثٌ

والأرضُ حربٌ فيْ جزائرِ مَدِّهَا

20/8/2016م

...

يَا عِيدُ   ...

عِدتَ يا عيدُ والعوَادِيْ عوَادِ

والمنيَّاتُ والرَّدَى فيْ بلادِيْ

ما خبتْ نارُ حربِ هذي المَآسِيْ

هيَ في موقدِ الضُّبَا في ازديَادِ

الفريقانِ في شَبَا السَّيفِ حَدٌّ

جمرُ عفَّاشَ فوقَ رمضَاءِ هادِيْ

فيكَ يا شعبُ للرَّزيَّاتِ أمرٌ

أفظعُ السَّيلِ سَيلِ وادِيْ العِنَادِ

فجُّ عطَّانَ فيْ دخانِ المُكَلَّا

فوقَ عمرَانَ جرحُ صنعاءَ بادِ

يلبسُ الشَّعبُ مئزرَ الخوفِ جرحاً

يهرقُ الدَّمعَ في ثيابِ الحدَادِ

كيفَ يا عيدُ ؟ فالأساطيرُ وقفٌ

فيْ لظَى الكيدِ محرقاتُ الجمَادِ

الحكايَاتُ فيْ الميادينِ سلخٌ

والرِّواياتُ تحتَفيْ باقتصَادِيْ

آهِ يا عيدُ ضاعَ فيْ النَّاسِ أمنٌ

وانتحَى الموتُ في القُرَى والبوَادِيْ

نهدُ بلقيسَ فوقَ صرواحَ نهبٌ

والوفَا ماتَ فيْ صَهِيلِ الجوَادِ

فيكَ يَا مأربَ الحضاراتِ صيفٌ

والشِّتَا حلَّ فوقَ غيمانَ غادِ

كانَ للسِّلمِ صولةٌ حينَ غابتْ

جانبَ الحبُّ عن رصيفِ الجهادِ

كلَّمَا زادَ حلفُ سلمَانَ قصفاً

ماتَ شعبِيْ وزادَ حلفُ الصِّمادِ

هذهِ الحربُ كالمرايَا ارتهاناً

تعكسُ الخطبَ فيْ شظايَا الرَّمادِ

تبصقُ الموتَ فيْ الأثيرِ ارتياباً

كالهوازيرِ فيْ رهاقِ الرَّوَادِيْ

غاضبٌ بتُّ كالحروفِ اهتبَالاً

أسألُ الحلفَ عن جديدِ اضطهَادِيْ

كيفَ ظلَّتْ حرائقُ الحربِ كسباً

للعماليقِ محرقاً للعبادِ ؟

قَصَفَ السُّوقَ مركزَ الطِّبِ عمداً

قَصَفَ العُرسَ بالصَّواريخِ عَادِ

يكفِيْ هذَا الخرابُ يا حلفُ قلْ لِيْ

مِنْ متَى كنتَ ذائِداً عنْ بلادِيْ ؟

11/9/2016م

أغرُودَةٌ  ...

اُمدُدْ ذِرَاعَيكَ ...

واحضُنْ ...

أخَاكَ ذاكَ الحَبِيبْ  

اصنعْ ...

مِنَ النَّشرِ طِيبْ

اِصعَدْ بِهِ للوِفَاقْ ...

اِحفَظ ...

جَنَاهُ القَرَيبْ

مِنْ ...

فِتنَةٍ أو شِقَاقْ ...

يَا بنَ الرَّشِيدِ النَّجِيبْ

يَا ...

جَانِيَ الحُبِّ

هَيَّا ...

نَرقَى جَبَالَ الإخَاءْ

لكنْ ...

تَوقَّفْ قَليلاً ...

وَاحمِلْ ثَبَاتَ الوَفَاءْ

إيَّاكَ ...

جَمرَ الحَسَدْ

أو شَقشَقاَتِ الشَّنَاءْ ...

فَالحُبُّ دَانٍ قَرَيبْ ...

لكِنَّهُ لا يُجِيبْ ...

مَنْ ...

كَانَ بِالبُغضِ ...

مُصلَىً ...

أو مُبتَلَىً بِالنَّعِيبْ ...

هيَّا ...

إلَى الرَّوضِ ...

نَمضِيْ ...

إلَى ...

سَوَاقِي القُلوبْ ...

إلَى ...

جِنانِ الأمَانِيْ ...

ونَشرِ زَهرِ الدُّرُوبْ ...

نَشدُوا ...

مَعَ ...

الطَّيرِ صُبحاً ...

علَى ...

رَوَابِ الشُّرُوقْ

كيْ ...

نَنشُقَ الحُبَّ عَصراً

علَى ...

أصِيلِ الغُروبْ ...

 

فَاحَفَظْ ودَادِيْ ...

أُخَيَّهْ ...

وَالمَسْ ...

فُؤَادِيْ الحَنُونْ

مَا الحُبُّ إلَّا رَوِيِّهْ ...

أو لَمسَةٌ مِنْ جُنُونْ

اِمسكْ أخَاكَ ...

بِكَفٍّ ...

واسكُبْ ...

عَليهِ السُّرُورْ

تَوِّجهُ باِلحفظِ ...

دَهراً ...

غَيَابَهُ وَالحُضُورْ

لا تُبتَلَى ...

بِالتَّعَاليْ ...

ولا تُمَالِيْ الغَرُورْ ...

...

لَفظُ ....

الإخَاءِ حَبِيبٌ

حُرُوفُهُ مِنْ ذَهَبْ

يَكسِيْ ...

الحَياةَ وِئَاماً ...

وَيَجلُو عَنهَا التَّعبْ

إذَا ...

اختَفَى فيْ الغُيوبْ

أو ...

انتَهَى ...

فيْ القُلوبْ

عَدَا عَليَهَا النَّصَبْ ...

...

نَبعُ ...

الإخَاءِ غَزيرٌ

فاشرَبْ ...

أخَيْ ...

مِنْ سَنَاهْ ...

واروِ الصَّحَارِيْ ...

سُيولاً ...

مِنْ ...

مُزنِهِ في سَمَاهْ

...

امدُدْ ...

سَواقِي العُيُونِ ...

إلَى ...

الحُقُولِ الجَدِيبَةْ

وَاملأْ جُفُونَ العُيونِ

مِنْ كُحلِ ...

وادِ البَصَرْ

واغسلْ ولا تَنتَظِرْ

أدرَانَ هَذِيْ الحَيَاةْ

بِلَونِ ...

سِحرِ الشَّجَرْ

...

قَدْ ...

كَدَّنَا بِالسَّفَرْ ...

جَمرٌ ...

وَريحٌ ...

وَنَارْ

والبُغضُ ...

يُذرِيْ الغُبَارْ

إِعصَارُهُ قَدْ ...

حَضَرْ

علَى بَرَاكِينِ نَارْ

 

مَا قَدْ ...

مَضَى ...

قَد مَضَى ...

فَاعزِفْ ...

نَشيدَ الوَفَا ...

واحمِلْ إلينَا الصَّفَا ...

إيَّاكَ لا تَحْتَبِ

بالبغض ...

يَا بنَ الإخَاء

10/7/2008م

...

رَهَقٌ ...

أمَامَكَ ثُعبَانٌ وخلفَك عقرَبُ

ودربُكَ تنِّينٌ شراكٌ وعنكَبُ

عليكَ مُدَى ...

الأوثَانِ تنحَطُّ بالرَّدَى

وأنتَ على السِّكينِ لحمٌ وحبحَبُ

غدوُّكَ حرمانٌ رواحُكَ غربةٌ

وأرضُكَ جرذانٌ تحلُّ وتخرُبُ

على شاطئِ ...

الأحزانِ تجترُّ مثقلاً

يلفُّكَ دخَّانٌ ركامٌ وغيهَبُ

تقيمُ على ...

الأوحالِ في الشَّوكِ حافياً

وفيكَ حرابُ الرُّعبِ فيْ العمقِ تضربُ

قسَا الأمرُ ...

فيْ شطرَيكَ فالوحشُ هادرٌ

ذئابُ على الودجَينِ تلغُو وتلعبُ

أيَا نهرَ أشواقِيْ شربتُكَ جدولاً

أميلُ إلى جنحَيكَ أدنُو وأقربُ

أرشِّفُ رُغمَ ...

الحرِّ يا شعبُ سَلسَلاً

فأنتَ لرَيِّ القلبِ كأسٌ ومشربُ

أظلُّ على ركنَيكَ أبكيكَ مَا جرَى

رغامٌ على عينَيكَ مَا مالَ كوكبُ

إذَا عشتَ ...

عاشَ القلبُ يحييكَ نابضاً

وإنْ متَّ ماتَ القلبُ لمْ يبقَ مهربُ

فأنتَ دِمَا ...

روحِيْ وشريانُ مهجتِيْ

فمَا لِيْ وراءَ الحبِّ يا شعبُ مذهبُ

28/10/2016م

 

عَاصِفُ الرَّمَادِ

تائِهٌ رحتُ مغرماً باغترَابيْ

في شَبَا القهرِ جمرةٌ من عذابِيْ

حائرٌ متُّ في السَّرايَا وجيباً

لستُ أدريْ عن غيبتِيْ أو إيَابِيْ

مدنفاً سرتُ أرشفُ العنفَ فرداً

سَاحِليْ باتَ حائراً فوقَ غابِيْ

باعدَ الحلمُ في المطايَا وحلَّتْ

رحلةُ البعدِ في الخلايَا غيابِيْ

ضَلَّ حقلِيْ فلم تعدْ ليْ زهورٌ

ماتَ سهلِيْ ولم تعدنِيْ هضابِيْ

مرَّ فيْ الوعِيْ ثورةٌ كم رواهَا

حاسبُ الوقتِ لم تكنْ في حسابِيْ

بتُّ والنَّاسُ في رحابِيْ ركاماً

والقذَى باتَ ثروةً فيْ شرابِيْ

شاعرٌ رحتُ في الحنايَا غريباً

أهرقُ الدَّمعَ في محاقِ التُّرَابِ

كنتُ فرداً فعلَّنِيْ الحبُّ كأساً

فرمَى الوحلُ غربتِيْ فيْ اكترَابِيْ

يا عيونِيْ يكفيكِ دفقُ المَآقِيْ

يا رُبَى الحزنِ باعدِيْ عن ركابِيْ

سَاعدينِيْ أصَابعِيْ واكتبينِيْ

لوحةَ الحبِّ شاهداً فوقَ بابِيْ

لم تكنْ حيلتِيْ فؤادِيْ المُعنَّى

صرتُ نقشاً مغرَّراً في خضَابِيْ

آهِ ... ويليْ متَى أزورُ الثُّرَيَّا ؟

لم يعدْ ليْ مِنَ البرايَا صوابِيْ

كيفَ أسلُو ؟ ولمْ أجدْ ليْ يراعاً

ذابَ حبرِيْ على الشَّجَى في جوَابِيْ ؟

عشتُ والمرَّ يجتبينيْ مذاقٌ

والجفَا ذرَّ بُحَّةً في خطَابِيْ

كلَّمَا خضتُ لجَّةَ العلمِ  حرفاً

ينكفيْ الجهلُ جدولاً في كتابِيْ

يا ردَى الحاقدينَ رفقاً بحاليْ

كفُّوا عنِّيْ سئمتُ طعنَ الجنَابِيْ

اِرحمُونِيْ إذا رحمتمْ فإنِّيْ

مفردٌ عشتُ في زوايا الخوابِيْ

كلَّمَا طرتُ للعُلَا يحتسينِيْ

عاصفُ البردِ  في رُكَامِ الضَّبابِ

هاهُنَا كنتُ أو هناكَ أرانيْ

هدفَ الحقدِ مقصداً للحرابِ

ظامِئٌ والكؤوسُ حَولِيْ ملاءٌ

عاملٌ عشتُ لم يجدنِيْ ثوَابِيْ

13/12/2016م

استبدَادٌ ...

سمَاءُ العُلَا ...

غابةٌ ...

كسُوفٌ ...

خرِيفٌ ...

ركامٌ مخيفٌ ...

رِفاقٌ ...

على رَهقِ الامتحَانْ

أعاصيرُ بركانِهِ  ...

من لهيبٍ ...

تلَوَّتْ على ...

كَركَرَاتِ الدُّخانْ

رياحٌ تهزُّ الكَيَانْ

نجومٌ تُصَفَّى ...

وبدرٌ يُهَانْ ...

ظلامٌ ...

يغطِّيْ ...

فضاءَ الفضاءِ

بمجرَى الزَّمَانْ

على حُمرَةِ السُّحبِ

نارٌ تلظَّى...

ورِجزٌ ...

يسيلُ بوبلِ الهوانْ

هناكَ ...

على ...

مهجتِيْ حرقةٌ

براهِيتُ سُخطٍ ...

جَحِيمٌ ...

تُضَرِّمُ وَجهَ المَكانْ

تذوبُ القنَادِيلُ ...

تبكِيْ الطُّيُورُ ...

تفورُ ...

على عُروَتيْ ...

جذوةٌ ...

شُجَاعٌ يموتُ ...

قطيعٌ يمرُّ ...

على ...

هرطقَاتِ الجبَانْ

على الحرفِ ...

ذابَ الشَّجَى ...

راعنِيْ ...

قوافلُ رعبِ الرَّدَى

فانتَحَى ...

إطارُ ...

العقولِ وحلَّ الجُنَانْ

مغولٌ ...

تُسَابِقُ في مهجتِيْ

تكيلُ الرِّهَانْ ...

تبعثِرُ ...

صحراءَ عبَّارَتيْ

تُحَاصِرُ ...

فوقَ الذُّرَى ...

ثورتِيْ ...

تَفُلُّ الصُّوَانْ ...

تَطيرُ ...

على رقعةِ العنفِ

تَهديْ الشَّنَا ...

تُقَطِّعُ جسرَ المَدَى

تظلُّ ...

تُحَالفُ شَحمَ السِّمَانْ

زهورُ الرَّبيعِ ...

احتراقٌ ...

على وجنتَيهَا ...

سيوفٌ ...

تقطِّعُ كفَّ البَنانْ

فلا جدولٌ ...

سالَ بالحبِّ ...

عفواً ...

ولا قرَّةٌ في سَوادِ

العيونِ ...

ولا نَضَرةٌ في البيَانْ

تظَلُّ ...

الأسودُ بسجنِ المرابينَ

هدَّارةً ...

تعبُّ الأسَى ...

تحلُّ الرَّصَاصَ ...

على ...

جانبَيهَا ...

تروِّضُ سجنَ ...

العَنَا ...

كالصَّبُورِ ...

على حدَوَاتِ الحِصَانْ

على ...

الأذنِ صوتٌ ...

شفاهٌ على الثَّغرِ

ملجومةٌ ...

لسانٌ مريضٌ ...

وقلبٌ يُرَان

يُنَاغِيْ عصافيرَ...

أنشودتِيْ ...

قصيدٌ

يغنِّيْ حروفَ ...

القوافِيْ ...

على ...

حشرَجَاتِ الكمَانْ

هُنَاكَ ...

على التَّلِّ فجرٌ جديدٌ

تحاصرُهُ ...

ظلمةٌ ...

بهَا ...

ليلُ ذُلٍّ ...

وجحرُ امتِهانْ

تحيطُ بأطيافِهِ

لولبَاتٌ ...

مساءٌ حزينٌ ...

يموتُ ...

على علكَاتِ اللِّبَانْ

تُحَرِّقُنِيْ نارُهُ ...

باللَّظَى ...

عليهَا شواظٌ ...

وفي الخلفِ كهفٌ

على بابِهِ ...

حربةٌ ...

كثيبٌ من الخسفِ

أطيافُهُ ...

ذبذبَاتٌ ...

تطلُّ ...

على دَخَنِ البردقَانْ

قرودُ ...

الفسَادِ ...

لهَا صَولَجَانْ

رمَادٌ ...

عواصِفُ تَبغٍ

رمَالٌ  ...

رصَيفٌ ...

جحودٌ رمَى ...

حرفتِيْ ...

يقطِّعُ في محنتِيْ ...

أمنياتِيْ ...

بحدِّ السِّنانْ

نبيعُ السَّلامَ ...

نخرِّبُ أسوارَنَا ....

نظلُّ ...

نروِّضُ ...

هاماتِنَا للهوانْ

على ...

أرضِ إذلالِنَا ...

نحلُّ ...

نولِّيْ ...

زكامَ الأنوفِ ...

نعيشُ ...

على هَذَرِ الدُّنجُوَانْ

30/11/2016م

 

أبْطَالٌ ...

فِيْ مُقلَتِيْ طَيفٌ

تَزَحلَقَ في الخَلِيلْ

رِتلٌ مِنَ الأَشوَاقِ

يَرحَلُ في تَحِيَّاتِيْ

يُضِيْءُ ...

سَوَاحِلَ ...

الأبطَالِ بِالحَرفِ

الجَمِيلْ ...

يَتَفَجَّرُ الصَّبرُ الطَّوِيلْ

يَتَحَوَّلُ الإذعَانُ

طُوفَاناً ...

يَكُرُّ الحَربَ ...

بِالسَّيفِ الصَّقَيلْ

رُغمَ الدُّجَى ...

يَستَبسِلُ الطَّيفُ الضَّئِيلْ

يَتَفَوَّقُ الأبطَالُ

فيْ التَّكتِيكِ ...

بِالطَّعنِ النَّبِيلْ

يَتَحَوَّلُ العُصفُورُ

صَقراً ...

يَقطَعُ الأَجوَاءَ ...

نَحوَ المُستَحِيلْ ...

يَتَحَلَّلُ اللَّيلُ الطَّوِيلْ

مِنْ ثَكنَةِ الدَّيجُورِ

تَعلُو ...

فيْ سَمَا الآفَاقِ

أَصوَاتُ الصَّهِيلْ

يَتَسَلَّلُ الفَجرُ

يَشُجُّ ...

الصُّبحُ وَجهَ اللَّيلِ

بِالضَّوءِ الجَلِيلْ

تَغدُو السَّكَاكِينُ

عَفَارِيتاً ...

بِوَجهِ الغَدرِ

تَهوِيْ ...

تَلعَقُ الأحشَاءَ

فيْ بَطنِ الدَّخِيلْ

الحُرُّ ...

يَبحَثُ عَنْ دَلَيلْ

عَنْ فِكرَةٍ تسمُو

تَحُلُّ ...

الشَّمسَ فيْ حَبلِ الغَسِيلْ

عَنْ ثَورَةٍ تَشفِيْ الغَلِيلْ

فَوقَ الثَّوَانِيْ رَجفَةٌ

أسطُورَةٌ ...

حِمَمٌ تُفَجَّرُ ...

فيْ شِرَاعِ الأَرخَبِيلْ

أُسُدٌ تُنَاجِزُ جَولَةَ المُحتَلّ

فيْ دَربِ الرَّحِيلْ

17/ 12/ 2015م

 

 

 

الخَطَرُ ...

يَا قُدسُ ...

حَقلُكَ فيْ خَطَرْ ...

لا وَردَ يُزهِرُ لا ثَمَرْ

تَبكِيْ ...

الجَدَاوِلُ لا مَطَرْ

جَمرُ ...

التَّصَحُرِ عَابِقٌ ...

وَعلَى رِحَابِكَ ...

قَد سَجَرْ ...

تَجرِيْ ...

عَوَاهِنُ حَربِكَ الشَّعَواءِ

فيْ كَرٍّ وَفَرّْ ...

فَوقَ السُّهُولِ جَهَنَّمٌ

كَيفَ المَقَامُ ...

علَى سَقَرْ ؟ ...

التِّينُ ...

يُقبَرُ فيْ جِرَاحِكَ

فيْ دِمَائِكَ ...

يُحْتَضَرْ ...

فيْ نَهكَةِ الزَّيتُونِ

آلامٌ ...

وَأشجَانٌ ...

وَمُرّْ ...

يَجثُو أمَامَكَ مَارِدٌ

لا عَمرُو يَغزُو لا عُمَرْ

جُندُ  ...

القَطَيعِ مُوَاطِئٌ

تَلكَ العُجُولُ وَذَا البَقَرْ

كُلُّ ...

الذِئَابِ أتَوكَ ...

مِنْ بَحرٍ وَبَرْ ...

جَعَلُوكَ ...

حُصَنَ ضِيَافَةِ الأعدَاءِ

للهَيجَا  مَقَرْ ...

فيْ رُكنِكَ الأبَدِيْ

إعصَارٌ ...

وطُوفَانٌ يَكُرّْ

جَيشُ البَعُوضِ

سَرَى علَى ...

أورَادِ وَجهِكَ وَانهَمَرْ

والقِردُ ...

يَعبَثُ في نُقُوشِكَ

تَحتَ ...

أرضِكَ قَد حَفَرْ

خبثُ ...

الخَنَازِيرِ استَعَرْ

ظَلَّتْ مَحَارِيقُ الرَّدَى

تَسقِيكَ ...

فيْ بَردٍ وَحَرّْ

فَوقَ الجُفُونِ

هُناكَ ...

يَعبُرُ ...

فيْ تَرَاقِيكَ التَّتَرْ

تَتَقَطَّعُ الطُّرُقَاتُ

لا نَفَقٌ إليكَ ولا  مَمَرّْ

مَقَهَى الزَّبَائِنِ ...

فيْ حُصُونِكَ حَاضِرٌ

بالعُنفِ ...

أورَقَ فيْ بِلاطِكَ

وانفَجَرْ ...

عُهرٌ ...

وَعُريٌ ...

صَالَ يَنتَظِمُ الأذَى

وَالقَهرُ يَعقِدُ ...

فيْ شِرَاعِكَ مُؤتَمَرْ

شُغِلَ ...

المُلوكُ بِحَربِهِمْ

فيْ دَربِهِمْ ...

سُوقٌ ...

يُقِيمُ ...

بِكُلِّ زَاوِيَةٍ سَمَرْ

10/ 10/ 2015م

 

 

 

 

 

أَنِيْنٌ ...

فيْ ضُحَى الشَّامِ تَستَبِدُّ الضِّبَاعُ

وَعَلَى النَّارِ فيْ الأَثَافِيْ الجِيَاعُ

فيْ مَضَايَا مَسَاغِبُ الجُوعِ عَاثَتْ

وَعَلَى حِمصَ مِنْ لظَاهَا اندِلَاعُ

طَالَ دَهرُ الحِصَارِ فيْ الشَّامِ قَهراً

بِئسَ فِعلُ الطُّغَاةِ بِئسَ الرِّعَاعُ

فِيكَ يَا شَامُ مِنْ لظَى الكَربِ هَولٌ

فيْ حَشَا الخِصرِ تَستَحِلُّ السِّبَاعُ

جَفَّ نَبعُ الغَرَامِ فَالحَبُّ دَربٌ

عَشَّشَّ اللؤمُ واستَحَرَّ الخِدَاعُ

لَم يَعُدْ مِنْ ذُرَى المَيَامِينِ صَقرٌ

فيْ عَرِينِ الأُسُودِ مَاتَ الشُّجَاعُ

كَشَّرَ العَابِثُونَ نَابَ العَوَادِيْ

لَمْ يَكُنْ مِنْ جَفَا العَوَادِيْ ارتِدَاعُ

هَاكَ جَمرُ الجُنَاةِ يَشوِيْ الرَّوَابِيْ

وَعلَى رَعشَةِ الخُطُوبِ اقتِرَاعُ

فيْ دِمَشقَ الصِّلالُ تُدمِيْ جُرُوحاً

وَعلَى القُدسِ للأفَاعِيْ اندَفاَعُ

يَا لظَى الجُوعِ في الحَنايَا انصِهَارٌ

يَا ضُبَا الخَوفِ في الحَشَايَا انصِدَاعُ

مَاتَ شَعبُ الشَّآمِ نَفياً وحَرقاً

وَحِصَاراً فَكَيفَ يَبقَى اجتِمَاعُ ؟

كَيفَ تَحلُو الحَيَاةُ والجُوعُ وَحشٌ ؟

فَإِلامَ يَدُومُ ذَاكَ الصِّرَاعُ ؟

آهِ مِنْ سَطوَةِ البُغَاةِ إذَا مَا

هَاجَ مِنْ فَوهَةِ الذِّئَابِ اجتِرَاعُ

يَا لَقَلبِيْ فَالشَّامُ بُؤسٌ وَحُزنٌ

فَوقَ ضِلعِ الأَنِينِ تُبنَى القِلاعُ

كَمْ أفَانِينِ نَزعَةِ القَتلِ تُحصَى

كُلُّ يَومٍ وِللهُوَاةِ اختِرَاعُ

...

مَانِعَ الخُبزِ أنتَ شَرُّ البَرَايَا

بِتَ وَحشاً وللمَنَايَا اقتِرَاعُ

كَيفَ تَسقِيْ الأنَامَ جُوعَ الحَنَايَا ؟

هَلْ مِنَ الجُوعِ للضَحَايَا انتِفَاعُ ؟

أيَنَ نُبلُ القُلُوبِ إنْ كُنتَ شَهماً

فَالنَّبيلُ الشَّرِيفُ فِيهِ اصطِنَاعُ

لَمْ نَرَ فِيكَ غَيرَ شُؤمِ اللَّيَالِيْ

بِتَّ غُولاً يَتِيهُ فِيكَ الضَّيَاعُ

جِئتَ بالقَاتِلِينَ شَرقاً وَغَرباً

مِنْ صُرَاخِ الرَّدَى يَلُوحُ الشِّرَاعُ

فِيكَ مَا فِيكَ مِنْ عُضَالِ الكَوَابِيْ

يَا شِتَاءً يَمُوتُ فِيهِ الجِيَاعُ

21/ 2/ 2016م

...

خريفٌ ...

يَا قُدسُ لا آسٍ ولا عُوَّادُ

لا مُزنَةٌ تَهْمِيْ ولا إرعَادُ

الجَدبُ يَهدُرُ والسَّوَاحِرُ تَفتَرِيْ

مَاتَ الكِرَامُ وَغُيِّبَ الرُّوَادُ

ظَلَّتْ ظُرُوفُكَ فيْ الحَرَائِقِ مَسجِدِيْ

يَغزُو اليَهُودُ وَيَضرِبُ الجَلَّادُ

الهَجرُ طَالَ كَأنَّ أرضَكَ لم تُكنْ

للحَشرِ فيْ يَومِ اللَّقَا مِيعَادُ

شَمسُ العَقِيدَةِ فيْ رِحَابِكَ أشرَقَتْ

وعلَى سَوَاحِلِ أرضِكَ المِيلادُ

فيْ رِحلَةِ الإسراءِ قُصَّةُ أُمَّةٍ

طَارَتْ علَى جُنحِ العُلا تَرتَادُ

البَرقُ مَعجِزَةُ النَّبِيِّ فَقَدْ سَرَى

وَإليكَ فيْ فَجرِ العُلا صَعَّادُ

بَينَ العُرُوجِ وَبَينَ رُكنِكَ رِحلَةٌ

طَافَتْ علَى آفَاقِهَا الأمجَادُ

صَلَّى جَمِيعُ الأنبِياءِ أئِمَّةً

خَلفَ النَّبِيِّ وَسَدَّدُوا وانقَادُوا

أينَ الفُتُوحُ علَى رِحَابِكَ ؟ أينَ مَنْ

ضَحَّى شَهِيداً ؟ بِالدِّمَا جَوَّادُ

لا عَامِرٌ لا عَمرُو  لا عُمَرٌ ولا

سَعدٌ يَقُودُ وَخَالِدٌ مِقدَادُ

لا جَيشَ يَزحَفُ فيْ سُهُولِكَ فَاتِحاً

لا أُمَّةٌ تَصْحُو ولا أَفرَادُ

سَبعُونَ عَاماَ فيْ إِسَارِكَ وَالوَرَى

يَتَقَاتَلُونَ وفِيْ الحَشَا أحقَادُ

الصَّمتُ جَاثٍ والكَرَى مُتَجَدِّدٌ

وَعلَى كَرَاسِيْ المُلتَقَى أوغَادُ

عُنفُ الخَرِيفِ علَى رِيَاضِكَ عَابِثٌ

وَعلَى حُقُولِ مُرُوجِكَ الأنكَادُ

تَجرِيْ العَوَاصِفُ فيْ مَجَالِكَ والجَفَا

وَالعُنفُ فيْ رَفدِ الأذَى يَزدَادُ

الخَسفُ مَصنُوعُ الحَفَائِرِ شَاهِدٌ

تَحتَ القَوَاعِدِ باِلرَّدَى رَعَّادُ

مَكْرٌ يَسِيلُ علَى حَوَاصِدِ جَمرِهِ

لُؤْمٌ يَدُورُ علَى الرُّبَى وَقَّادُ

دَافَعتَ حَتَّى كَلَّ زِندُكَ مَسجِدِيْ

وَجَرَى عَليكَ مِنْ العَنَا الإجهَادُ

طِفلُ الحِجَارَةِ مَاتَ دُونَكَ مُغرَماً

كَم رَدَّ جَيشَ المُعتَدِيْ أولادُ

كُلُّ الجَرَائِمِ  في رِحَابِكَ حِرفَةٌ

فيْ سُوقِهَا مَقهَى الرَّدَى رَصَّادُ

كُلُّ المُلُوكِ علَى الأَرَائِكِ في الغِنَى

عَنْ حَربِ تُجَّارِ الخَنَا زُهَّادُ

مَاتُوا علَى حَبلِ الغَسيلِ جُفَاءَةً

لا عُربُ لا أترَاكُ لا أكرَادُ

ظَلُّوا ومَا جَلَّوا وَفِي كَهفِ الخَفَا

فَوقَ الخَسَائِرِ لِلعِدَى عُبَّادُ

17/ 9/ 2015م

 

الصَّقرُ ...

طِفلُ الحِجَارَةِ صَقرٌ أَبِيُّ

جَرِيْءٌ شُجَاعٌ أَمِينٌ قَوِيُّ

أَصِيلٌ جَلِيلٌ شَرِيفٌ ظَرِيفٌ

كَرِيمٌ نَبِيلٌ حَسِيبٌ وَفِيُّ

سِجَالُ المَدَى فَوقَ عَينِيهِ رَحبٌ

علَى شَاطِئَيهِ الشِّرَاعُ النَّقِيُّ

يَمُدُّ الضُّبَا فِيْ رُبُوعِ النِّضَالِ

وَجُندُ المَلايِينِ جُبنٌ وَهِيُّ

رَمَى بِالأَبَابِيلِ زَحفاً خَسِيساً

علَى شَاطِئِ العُنفِ غَدرٌ وَغَيُّ

علَى نَارِ سِجِّيلِهِ ألفُ رُعبٍ

شُوَاظٌ وَجَمرٌ وَكَربٌ سَخِيُّ

لِوَاءٌ بِأسطُورَةِ الفِعلِ رَمزٌ

فَطِفلُ الحِجَارِةِ سِفرٌ بَهِيُّ

حَصِيفٌ إذَا مَا جَرَى فيْ الجَوَارِيْ

خَبِيرٌ بِغدرِ الوَرَى ألمَعِيُّ

كَبِيرٌ بِعَينِ العِدَى باعتِقَادٍ

بِأنَّ الغُلامَ غُلامٌ ذَكِيُّ

علَى قَارِبِ المَدِّ فيْ الشَّطِّ لَيثاً

وَفِيْ سَوْرَةِ الحَربِ سَيفٌ كَمِيُّ

يُصَوِّحُ بِالكَفِ جَيشَ الزَّنِيمِ

إذَا هَاجَ باللؤمِ غَدرٌ وَبِيُّ

زَعِيمٌ تَرَشَّفَ كَأسَ الجَلالِ

علَى أُمَّةِ الحَقِّ نِعمَ الوَلِيُّ

علَى غُرَّتَيهِ سَنَاءٌ وَفَجرٌ

علَى سُندُسِ الشِّعرِ دَامَ الرَّوِيُّ

يَصُدُّ الذِّئِابَ بِقذفٍ عَنيفٍ

سِلاحُ الحِجَارَةِ سِرٌّ خَفِيُّ

فَكَمْ قَاوَمَ الغَدرَ فيْ الحَربِ فَرداً

علَى وَجنَتَيهِ النَّجِيعُ الطَّرِيُّ

ثُغُورُ الجِرَاحِ دِمَاءٌ وَجَمرٌ

كَلَونِ الشَّقَائِقِ  زَهرٌ نَدِيُّ

يَمُوتُ ويَحيَا وَجَيشُ المُلوكِ

علَى ثَكنَتَيهِ ذَليلٌ خَصِيُّ

فَكَمْ يَحسُو كَأسَ التَّخَاذُلِ دَهراً

وَكَمْ تَرمِيْ فيْ مُقلتَيهِ القِسِيُّ

28/ 9/ 2015م

 

عذراً ...

عُذراً مَسجِدِيْ الأَقصَى

سُيُوفُ الغَدرِ لا تُحصَى

رَحَلنَا فيْ كُهُوفِ الخِزِيْ

فيْ حَبْسِ العِدَى نُخْصَى

علَى أُرَجُوحَةِ الخُذلانِ

بِتنَا فيْ الجَلَا نُصلَى

قَطِيعٌ فيْ دُجَى الأوحَالِ

ـ يَا قُدسَاهُ ـ  كَمْ نَشقَى

مَلايِينٌ فَوَا أسَفَا

علَى دَربِ الخنَا نَبقَى

سقطنَا فيْ الرَّدَى حِقَباً

وَمِنْ كَأسِ الجَوَى نُسقَى

عُرَاةٌ فيْ طَريقِ الجَدبِ

فيْ الأوطَانِ لا نُكسَى

علَى خَسْفِ الشَّنا رُحنَا

إلى وادِيْ الرَّدَى نُشْوَى

مُلوكٌ فيْ تَرَاقِينَا

رُمُوزُ المَسخِ لا تُحصَى

نَدِينُ لأزرَقِ العَينَينِ

نَمحُو الكُحلَ إنْ أسجَا

فَلا أنسَى فلا أنسَى

بِليلِ الغَدرِ مَنْ أخزَى

خِيانَاتٌ بِصمتِ اللؤمِ

فيْ أطوَارِهَا نَسعَى

فلا دِينٌ ولا شَرَفٌ

ولا كَرَمٌ هُنَا يُحسَى

علَى جُرحِيكَ لا أحَدٌ

ولا شَيءٌ هُنَا يَأسَى

هَرقنَا المُلكَ كالأطفَالِ

فيْ عَبَّارَةِ المَرسىَى

نَبيعُ ولا نَرَى حَرَجاً

نَبِيعُ ثَرَاكَ يَا أقصَى

14/9/ 2015م

 

 

 الأسطورةُ ...

أسطُورَةَ العَصرِ

هُزِّيْ فَيضَ إِلهَامِيْ

وَوَقِّعِيْ فِيْ

ضَمِيرِيْ شَدوَ أنغَامِيْ

عَلَى رُبَاكِ

نِضَالِيْ يَصطَفِيْ كُثُباً

وَتَستَطِيلُ

عَلَى رَيَّاكِ  آكَامِيْ

تَمضِيْ غُيُومِيْ

علَى بَلوَاكِ خَاشِعَةً

تُظِلُّ جُرحَكِ

مِنْ حَرٍّ وَأسقَامِ

أزجِيْ إليكِ

صَبَاحَ الحُبِّ مُبتَسِماً

يَفُوحُ مِنهُ شَذَى

عِطرِيْ وَأَنسَامِيْ

فَأنتِ شِعرِيْ

وَأوزَانِيْ  ومَلحَمَتِيْ

وَفَيضُ فِكرِيْ

وِإِطلَالَاتُ  أحلامِيْ

تَمُوجُ فَوقَ

ضُلُوعِيْ فِيكِ عَاصِفَةٌ

تَجُرُّ جَيشَ

شُجُونِيْ فَوقَ آجَامِيْ

مَضَيتُ أنَظُمُ

فِيْ صَدغَيكِ قَافِيَتِيْ

وَيَعقُدُ الطَّوقَ

فِيْ فَودَيكِ إِسهَامِيْ

كَرِيمَةٌ فيْ

سَجَى عَينَيكِ حُرِّيَتِيْ

وَفِيْ مَصَابِكِ

يَخبُو جَمرُ آلامِيْ

زُهُورُ خَدِّكِ

تَرمِيْ الكَرَّ غَاضِبَةً

وَكُحلُ عَينِكِ

غَزوٌ فِيْ الدُّجَى دَامِ

تَجرِيْ البُطُولاتُ

فيْ كَفَّيكِ بَاسِلَةً

تُقَدِّمُ النَّصرَ

فِيْ زَهوٍ وَإِكرَامِ

عَلَى سَمَائِكِ

فَجرٌ بَازِغٌ وَعَلَى

جُفُونِ دَربِكِ

بَدرٌ فِيْ العُلا سَامِ

تَدَفَّقَ الشُّهدُ

مِنْ ثَغرَيكِ فِيْ شَفَتِيْ

فَوَلَّدَ الحُبَّ

فِيْ شَوقٍ وَإِضرَامِ

حَبِيبَتِيْ أنتِ

فِيْ الهَيجَاءِ صَامِدَةٌ

أُسُودُكِ الغُرُّ

تَجلِيْ كُلَّ إِرغَامِ

يَسقِيْ مُحَيَّاكِ

غَدرٌ بَاتَ فِيْ كَبِدِيْ

وَفِيْ ضُلُوعِكِ

جُرحِيْ دَقَّ إِيلَامِيْ

رَحَلتِ وَحدَكِ

فِيْ الصَّحرَاءِ عَاشِقَةً

علَى حِصَانِكِ

فِيْ رَكضٍ وَإِقدَامِ

تَروِينَ للجِيلِ

والتَّارِيخِ مَلحَمَةً

وَتَرسُمِينَ العُلا

فِيْ ذَوقِكِ السَّامِيْ

عَلَى سَمَائِكِ

مَوتٌ سَاقِطٌ وَلظَى

وَفِيْ دُرُوبِكِ

يَجرِيْ زَحفُ إِجرَامِ

لَطَمتِ وَجهَ

العِدَى فَارتَدَّ مُحتَقَراً

فَكَفُّ بَأْسِكِ

تَروِيْ كَفَّ إِعظَامِ

هَصَرتِ غُصنَ

الهُدَى مِنْ أَيكِ غَادِيَةٍ

تَزهُو  الشَّآمُ

بِهِ فِيْ رَوضِهَا الشَّامِيْ

خُذلَانُ قَومِكِ

شَيْءٌ تَافِهٌ وَجَفَا

فَالقَومُ قَدْ

سَقَطُوا مِنْ رُكنِ إِسلَامِيْ

تَسَابَقُوا فِيْ

كُسُوفِ المَجدِ واحتَرَفُوْا

سُوقَ

الخِيَانِةِ فِيْ ذُلٍّ وَإِحجَامِ

هَذَا يُعَبِّرُ

عَنْ شَجبٍ وَعَنْ كَذِبٍ

وَذَا يُحَرِّضُ

عَنْ قَتلٍ وِإِعدَامِ

عُذْراً فَأَنتِ

مَلاذُ القَومِ مِنْ غَرَقٍ

وَأْنتِ غَيثُ

مَسَاقِيْ مَجدِنَا الظَّامِيْ

أَمُدُّ كَفِّيْ

إِلَى عَليَاكِ مُغتَفِراً

ذُنُوبُ قَومِكِ

لَمْ تُحصَ بَأَرقَامِ

فَأَنتِ شَمسٌ

جَلَتْ عَنْ أُفقِنَا ظُلَماً

هَذِيْ يَمِينِيْ

فَجُودِيْ عِندَ إِقسَامِيْ

أَحتَلُّ دَربَكِ

مَشغُوفاً وَمُبتَهِجاً

فَأْنتِ شَوطُ

طَوَافِيْ عِندَ إِحرَامِيْ

...

 

 

 

العزَّةُ والألمُ

أيَا غَزَّةَ

الأَحرَارِ بَلوَاكِ تُبتَلَى

وَمَنفَاكِ فِيْ

الطُّوفَانِ وَالقَهرِ طَوَّلَا

عَلَيكِ سِلاحُ

الجَوِّ يُلْقِيْ رُجُوْمَهُ

وَعِدوَانُهُ

قَدْ زَادَ عُنفاً وَمَقتَلَا

فَكَمْ يَطعَنُ

الأعدَاءُ بَالسَّيفِ وَالقَنَا

وَكَمْ فِيْ خِيَامِ

العُرْبِ فِيْ الدَّربِ مِنْ بَلَا

تَجَافَتْ حُرُوفُ

الضَّادِ عَنْ نَصرِ أُختِهَا

وَأَروَتْ دَوَاةُ

الحِبرِ أقلَامَ مَنْ جَلَا

رَأَيتُ نِفَاقَ

القَومِ يَهتَاجُ فِيْ الدُّجَى

وَخُذلَانُهُمْ

بَالمَكرِ وَالغَدرِ صَلصَلَا

تَفَانَوا مَعَ

الأَعدَاءِ جَيشاً وَدَولَةً

وَشَيطَانُهُمْ

بِالكَيدِ فِيْ الدِّهرِ سَوَّلَا

تُحَاصِرُكِ

الغُربَانُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ

وَدَاعِيْ صُرَاخِ

الحِقدِ بِالحَربِ زَلزَلَا

فِإنْ كُنتِ أَهلَ

الدَّعمِ  باِلبُخلِ  أمسَكُوا

وِإنْ كَانَ

للأَعدَاءِ فَالأَمرُ مُخجِلَا

...

فآهَاتُ

أشَجَانِيْ تَمادَتْ بِمُهجَتِيْ

وَصَوتِيْ علَى

الطُّغيَانِ فيْ الدَّهرِ  جَلجَلا

يَجِلُّ علَى

قَلبِيْ حِصَارُكِ أختَنَا

وَرَجمُ مُحيَّا

العِزِّ بالمَوتِ وَالبِلَى

أصِيخُ إلى

الأطفالِ يَعلُو صُرَاخُهُمْ

وفَوقَ تَراقِيْ

الطِّفلِ تَلٌّ قَدِ اعتَلَى

فَأزهَارُكِ

البَيضَاءُ بالقَصفِ أُحرِقتْ

فَهَلْ بَعدَ ذَاكَ

الرُّعبِ والقَتلِ  مِنْ  سَلَا

فَجُرحُكِ فيْ

الأحشَاءِ بالقَهرِ غَائِرٌ

وَبَلوَاكِ فيْ

الأعمَاقِ بالجَمرِ تُبتَلَى

يَكَادُ فُؤَادُ

القَلبِ يَنشَقُّ حَسرَةً

لِمَنظَرِ نِسوَانٍ

مِنَ الرُّعبِ عُوَّلَا

فَقَصفُكِ تَدمِيرِيْ

ورُعبُكِ خِيفَتِيْ

وَإرهَابُكِ

المَجنُونُ فيْ الرُّوحِ قَدْ غَلَا

...

رَحلتِ إلَى

العَلياءِ والخَطُّ مُغلَقٌ

وَخُضتِ غِمَارَ

الحَربِ تَمضِينَ  للعُلَا

تَجَاوزتِ

خَطَّ  النَّارِ كَالبرقِ  سُرعَةً

وَكُنتِ علَى

الأعدَاءِ كالصَّقرِ إنْ عَلَا

رُعُودُكِ فَوقَ

القَومِ  تَرمِيْ  صَوَاعِقاً

تُجَندِلُ أقزَاماً

علَى السَّهلِ فيْ الخَلَا

تَصُدِّينَ زَحفَ

الكُفرِ والقَيدُ  مُوثَقٌ

وتُلقِينَ بالأعدَاءِ

والطُّعنُ فيْ الكِلَا

أخَفتِ مُلوكَ

الغَربِ والشَّرقِ جُملَةً

وَبَاتَ مُلوكُ

العُربِ فيْ الخَوفِ والجَلَا

أزحتِ عنِ

الزِّندَينِ قَيداً وَمَحبَساً

فَكُلُّ بِنِيْ نَعلَيكِ بالقَيدِ كَبَّلَا

تَجاوَزتِ

أحلافاً وجَيشاً ودَولةً

وأمعَنتِ فيْ

الإثخَانِ بالكَرِّ فيْ الفَلَا

سَقَطتِ علَى

البَاغِينِ كَالشُّهبِ ثَورَةً

وأحرَزتِ فيْ

الأنفَاقِ نَصراً مُكَلَّلَا

فَسيرِيْ إلَى

التَّمكِينِ والحَقُّ رَائِدٌ

فنَصرُكِ

بالإيمَانِ والصَّبرِ  والوَلَا

5/8/2014م

 

 

 

لا تهاجِرْ ...

لا تُهَاجِرْ ...

أنتَ فيْ عَصرِ ...

بِيَاتِ الحُبِّ ...

فيْ ...

مَوتِ الضَّمَائِرْ ...

لا قُلُوبٌ لا مَشَاعِرْ

فَالمُنَى جَمرٌ علَى بُركَانِ

أخدُودِ المَنَايَا ...

فيْ ...

ثَنَايَا الدَّربِ تِنِّينٌ وَغَادِرْ

لا تُهَاجِرْ فَالورَى ...

لُؤمٌ وَدَربُ الغَربِ سَافِرْ

وَرَزَايَا ...

المَوتِ تَندَسُّ علَى كُلِّ المَعَابِرْ

يَختَبِيْ ...

لُغمُ رُفَاتِ ...

المُوتِ فيْ كُلِّ الزَّوَايَا

فيْ ثَنَايَا الجَفنِ ...

فيْ طَيَّاتِ لَفَّاتِ المَحَاجِرْ

سَاكِنٌ ...

فَوقَ شِرَاكِ النَّعلِ

فيْ الدَّيجُورِ ...

فيْ لَونِ المَحَابِرْ

يَغتَلِيْ ...

فَوقَ ...

شِرَاع السُّفنِ ...

فيْ الأموَاجِ  حَاضِرْ

كُلُّ شِبرٍ حَامِلٌ ...

بِالشَّرِ ...

فَاحذَرْ لا تُخَاطِرْ

مُتْ شَهِيداً ...

تَحتَ عُنفِ القَصفِ

تَحتَ السَّقفِ ...

مَحرُوقاً ...

علَى  جَمرِ المَجَازِرْ

أنتَ بِالأشلاءِ ...

فيْ الأوطَانِ صَابِرْ

كُلُّ ...

شلوٍ يَا جِرَاحَ الشَّعبِ

تَنمُو فيْ حُقُولِ ...

الحَربِ  ...

تُعطِيْ ألفَ ثَائِرْ

فالرَدَّى كَأسٌ ...

وَلَكِنْ ...

حَسوَهُ فيْ تُربَةِ الأوْطَانِ

أَرْحَمْ ...

مِنْ هَدِيرِ ...

المَوجِ فيْ البَحرِ المُكَابِرْ

لا تَمُتْ فيْ غُربَةِ المَنفَى

بَعِيداً عَنْ ثَرَى ...

الأوطَانِ فيْ خَسفِ المَهَاجِرْ

لا تَمُدَّ الكَفَّ ...

تَستَجدِيْ خِيامَ الذُّلِّ

تَشقَى ...

تَحتَ ظِلِّ الغَوثِ ...

مَحشُوراً  ...

علَى صَحرَاءِ كَافِرْ

فالمدى ...

هَولٌ ...

وألغَامٌ ...

وَذُلٌّ ...

لا تُسَافِرْ ...

جُرَّ سَيفَ الحَقِّ

دَافِعْ ...

عَنْ ...

حُقُوقِ النَّفسِ

لا تَخضَعْ لجَبَّارٍ وَفَاجِرْ

كُلُّ مَنْ ...

يَستَلُّ سَيفَ الحَقِّ ظَافِرْ

كُلُّ مَنْ ...

يَعتَزُّ بِالإِسلامِ  قَاهِرْ

كُلُّ مَنْ ...

يَسبرُ مَوجَ القَهرِ مَاهِرْ

خُضْ غِمَارَ الحَربِ

فيْ بَحرِ المَنَايَا

كُنْ علَى ...

حَقلِ ثِمَارِ العَدلِ  سَاهِرْ

لا تُهَاجِرْ ...

انحَتِ ...

الصَّخرَ مَرَايَا

دُمْ ...

علَى الصُّوَانِ حَافِرْ

لا تَذرْ ...

للوَحشِ نَصراً

حَارِبِ الوَحشَ وَجَاهِرْ

12/ 9/ 2015م

 

 

 

 

مآقِيْ الأَقْصَى

بَكَى المَسجِدُ ...

الأَقصَى وَسَالَتْ سَوَاخِنُهْ

وَهَاجَتْ مِنَ العِدوَانِ تَبكِيْ مَآذِنُهْ

غَدَا حَائِراً ظَمآنَ يَشقَى وَحِيثُمَا

تَوَجَّهَ نَحوَ القَومِ تَكبُو رَكَائِنُهْ

مَهِيضاً قَضَى ... 

والآهُ تَحتَرُّ فِيْ الحَشَا

وَتَرمِيْ علَى الخُذلانِ جَمًّا لَعَائِنُهْ

حَزِينٌ يُرَى فَابتَلَّ فيْ الكَيدِ مُرغَماً

تُحِيط ُبِهِ حَصراً وَحِيداً فَرَاعِنُهْ

فَمَاذَا جَرَى يَا لُجَّةَ الأَسْرِ يَا ضُبَا ؟

عَلَى مَدَّةِ الطُّوفَانِ تَغزُو قَرَاصِنُهْ

فَيَا سُوقَ وَادِيْ ... 

الغَصبِ يَكفِيكَ زَحمَةً

أَلَا تَكتَفِيْ قَدْ بَاتَ كُثراً زَبَائِنُهْ

مَرِيضٌ سَرَى ... 

وَالقَهرُ يَجرَحُ فيْ الحَشَا

وَفَوقَ اللظَى تَرمِيْ دُخَاناً مَدَائِنُهْ

فَكَيفَ تَرَى ؟ ... 

فَالغَدرُ كَالوَحشِ قَابِضٌ

تُحِيطُ بِهِ كَالطَّوقِ كَرباً عَوَاهِنُهْ

تَلَفَّتَ نَحْوَ القَومِ فَارْتَدَّ خَائِباً

فَنَصرُ جُفَا التَّهجِينِ تَغفُو دَوَاجِنُهْ

مَتَى يَنفُضِ الجُنحَينِ ؟ ... 

كَالصَّقرِ للعُلَا ...

تَهِضْ جُنحَهُ كَسراً جَرِيئاً كَوَاهِنُهْ

يَعُضُّ الأَسَى ... 

يَحسُو المَنِيَّاتِ مُرهَقاً

تَبِيتُ مَعَ القُرصَانِ تَهجُو كَمَائِنُهْ

مَتَى يَأْمَنُ العُدوَانَ فَالسَّيفُ مُغمَدٌ

بِخُصرَيْهِ ؟ ... 

وَالسَّجانُ تُردِيْ مَطَاعِنُهْ

كَفَى يَا وُحُوشَ ... 

الرُّعبِ حَرباً بِدَربِهِ

فسحقاً بِحَبلِ اللؤمِ تربو دَهَاقِنُهْ

...

بَكَتْ طَيبَةُ .... 

الإِسلامِ تَغتَصُّ بِالشَّجَى

وَهَلَّتْ مِنَ الرُّكنِ اليَمَانِيْ شَوَاجِنُهْ

وَنَاحَتْ بُيُوتُ اللهِ ... 

كَالورقِ فيْ الضُّحَى

عَليهِ وَدَمعُ العَينِ تَجرِيْ جَمَائِنُهْ

شَهِدنَاكَ يَا أَقصَى سَجِيناً مُكَبَّلاً

وَفِيكَ ضَوَاحِيْ ... 

الوَيلِ شَنَّتْ خَزَائِنُهْ

فَلولَا جُنُودُ اللهِ يَا قُدسُ بِالرَّدَى

حَمَوكَ لَكَانَ الأَمرُ تُدهَى كَوَائِنُهْ

حَمَوكَ برُخصِ ... 

الرُّوحِ شِيباً شَبِيبَةً

وَجَادَتْ مَعَ ... 

الفِتيَانِ رُخصاً حَوَاضِنُهْ

فَمَا نَحنُ مِنْ ... 

أنصَارِ مَسرَاكَ فيْ الوَرَى

فَقَدْ بَاتَ بِالإِدمَانِ فِينَا خَوَائِنُهْ

وَلَسنَا هُنَا أَهلاً لِنَصرِكَ قُدسَنَا

فَضَرْبُ الخَفَا ... 

بِالشِيْءِ  تَبدُو قَرَائِنُهْ

فَسِرْ بَاحِثاً ... 

عَنْ أُمَّةِ الحَقِّ وَالهُدَى

وَجَانِبْ خُطَى الخُذلانِ نَحنُ رَهَائِنُهْ

5/ 3 / 2016م

يا قُدسُ

يَا قُدسُ لا قَمَرٌ وَلا شَمسُ

لا نَبتَةٌ تَنمُوْ وَلا غَرسُ

لَا ثَورَةٌ تَفدِيكَ لا عَرَبٌ

لا أُمَّةٌ تَحمِيكَ لَا حُرص

كُلُّ المُلُوكِ هُنَاكَ سَاجِدَةٌ

أَفوَاهُهُمْ فِيْ المُلتَقَى خُرْسُ

عَدُّوْا سُجُونَكَ للعِدَى مِقَةً

وَعَلَى جِرَاحِكَ يَرقُصُ العُرْسُ

تُؤذِيكَ أَجرَاسُ الخَنَا نَصَباً

وَعَليكَ يَطوِيْ العَنْكَبُ النَّحْسُ

ظَلَّتْ حِكَايَاتُ الشَّقَا هَرَجاً

كَمْ مَاتَ فَوقَ سُطُورِهَا الحِسُّ

تَغدُو عَلَى رُكنَيْكَ عَاطِشَةً

بِطُقُوسِهَا تُؤذِيكَ يَا قُدسُ

تَبكِيْ علَى عَينَيكَ عَاصِفَةً

وَعَلَى بُرُوجِكَ يَربُضُ الرِّكسُ

تَحتَلُّكَ الأوغَادُ عَاشِرَةً

والحَفرُ تَحتَ رُبَاكَ يَندَسُّ

كُلُّ القُوَى بَاعُوكَ مِنْ زَمَنٍ

يَحتَلُّ فِيْ أوطَانِكَ الكَبْسُ

تَجرِيْ العَوَادِيْ فِيكَ مُترَعَةً

يَعلُو عَلَى تَدفِيقِهَا الهَمْسُ

الجُرحُ فَوقَ الجُرحِ مُختَلِجٌ

والحِلسُ يَغفُو فَوْقَهُ الحِلْسُ

ظَلَّتْ كُسُورُ الظَّهرِ زَائِغَةً

يَحتَلُّ فِيْهَا العُنفُ وَالرَّفسُ

هَولٌ عَلَى هَولٍ وَفِيكَ جَثَا

غَصبٌ تَجَاهَلَ كَربَهُ الدَّرسُ

كُنَّا وَأنتَ الجُرحُ مُنفَرِداً

فَتَضَاعَفَ الإِرهَاقُ وَالنَّحسُ

19/5/2015م

أضافة تعليق